{إن كانَ هذا الختامْ}
أما كنتَ مكتئباً في شفا حُفرَةٍ
من أنينِ الخواطرِ
تأتي وظلُّ النخيلِ يلحِّنُ وحدَتَهُ
أو يرتِّلُ آياتَ غُربَتِهِ فوقَ لغزِ المعاني
كأغنيةِ الليلِ حينَ التَّغرُّبُ يصبحُ
ذاتاً لطبعِ الزمانِ
فتركضُ خلفهُ ثمَّ تظنُّ الخطا هَمَسَاتٍ
لصمتِ المكانِ
أما عشتَ دنيا الغروبِ
ورفُّ السُّنونو يسرِّحُ شَعرَ الصَّبايا
وضحكةُ طِفلٍ على مرسَمِ الزَّهرِ يرسُمُهَا
وظفائرُ فاتنةٍ في البساتينِ تلهو وتقطِفُ
ورداً وعشباً سرورُالندى
وكنارٌ على شجرِ الكرزِ المتجمِّلِ يحملُ أغنيةً
للصَّدى
ودموعُ كنارتهِ رِقَّتُ الرِّيحِ وقتَ الغروبِ
وأنشودةُ الشَّمسِ حينَ تََزُورَ ضُحَى الفجرَ
وقتَ استراحَتِهِ وفراغِ المدى
ليسَ في العمرِ إلا سنيناً كموجِ
البحورِ إذا ما أتت ثمَّ نامت على صُحُفِ
البحرِ تشكي الرياحَ
فلا تنتظرْ أيَّ شيءٍ لأنَّكَ أنتَ انتظاراً
وإن كنتَ تفقدُ ما ذا تحبُّ
إن كنتَ لمَّا تحبُّ تُفقَدُ ثمَّ, تُحِبُّ تُحَبُّ
وَتَفقِدُ تُفقَدُ ثمُّ الجميعَ ذَهَاباً بدونِ رُجُوعٍ
سترفضُ دُنياكَ هذا النِّداءَ
تُنادي وتَفقِدُ نبرةَ حُبِّكَ من كلماتٍ
تُغادِرُ كفَّ النِّداءِ بدونِ صدى
وتعبرُ جِسراً منَ الصَّمتِ حينَ التَّغرُّبُ
يصبِحُ صمتاً وتصبِحُ أنتَ التَّغرُّبُ
بَعدَ الكلامْ
فكن أنتَ ذاتُكَ طبعكَ إسمُكَ ذكراكَ
وانسى الهمومَ فإنَّ السَّعادةَ كنجمٍ
إذا ما تبرَّئَ منهُ الظَّلامْ
فإذ ما عبثتَ ستبقى على الحالِ نفسِهِ
إن كانَ هذا الختامْ
2/1/2011