يا إلـهـي..كتابك بفُـؤادِي
للشاعر حسين حرفوش
يا كتابًا حُـرُوفُــــهُ تَهْــدِينِي حينَ أتْلُوهُ رَبُّـنــا يَصْـطَــفِينِي
بالعَطايَا ، بنَفْحَةٍ مِنْ هُــدَاهُ ، بالأمَــانِي بفَضْـلِهِ يحْـتَويني
يا رَحِيمًــا كَمْ رَجَوْتُ رِضَــاهُ حِينَ أتلوُ كِتَابَ نُــــورٍ مُبيـــنِ
يا كتابًا أنَا العَـلِـيـلُ وأَشْـكُو غُـرْبَـةَ الرُّوحِ ، مِحْنَتِي وأنيني
إنْ نَسـيتُكَ فَـالـدُّرُوبُ ظَـلاَمٌ ، إنْ هَجَـرْتُكَ فَالشَّقَـاءُ خَدِينِي
و الزَّمَـانُ يشــدُّني لهَـوَانٍ والمَخَـاوِفُ كَأْسُـهَــــا يَـسْـقِينِي
يا كتابًا والحُرُوفُ شـِـــفَــاءٌ أَرْتَجِـيـها لِـقَـلْـبِيَ الـمَحْـزُونِ
يا كتابًا عليه أقْـسُـو فَـيَحْـنُو ، ثم يَـرْنُـو برحْـمَـــــةٍ وحَـنِينِ
بَلْ يُنَادِي يَا عِـبَـادُ أفِـيقُـوا لا تَسِــيروا وراءَ مَنْ خَـذَلُونِي
بالسَّـــلامِ الهَـزِيـلِ فيه رَأَيْنَا دَنَّسَ الأقْـصَىَ بنِي صُـهْـيُـونِ
والأعَادِي عَلْيكُمُو تَتَمَادَىَ في زمَـــــــانٍ بالرِّجـــالِ ضَـنِينِ
لا تَكُونُوا لِـلْعَـــدُوِّ سِــهَامًا يَـرْتَجِـيهَـا أَنْ تَـهُـدَّ حُـصُـــونِي
لا تَسِـيرُوا فَـوقَ دَرْبِ حَقُودٍ كَمْ يَسُـوقُ وُجُوهَكُمْ لِـمُـجُـونِ
أو تسيروا في الطريق ضَحَـايَـا للخبيثِ بإفْكِــهِ المَـلْـعُـونِ
يا كتابًا رأيْتُ فيهِ إلهي يصْــــــطَفِينِي بقَـوْلِهِ فـاذكُـــروني
غَيْرَ أَنِّي مَضَيْتُ خلف حياةٍ ضلَّلَتني بلَهْــوِهَـــــــا تُغْرِينِي
كم هَجَرْتُ تِلاوَةً ومشَيْتُ يا إلهي وراءَ حُسْــنِ ظُــنُونِي
يا إلهي إليكَ تُبْتُ .. أنبْتُ هــذا عَـهْـــدٌ والكِتَــابُ يَمِيـنِي
ثمَّ يَكْـفِـي أنْ سَـمِعْـتُ إلَهِــي يَجْـتَبيــنِي فَالـخَــلائِـقُ دُوُنِي
بل و يكْفِي إنْ تَلَوْتُ سَـــمَوْتُ واليَـقِـيـنُ في هُـدَاهُ يَـقِـينِي
يا إلهي في طريق حياتي ســــوفَ أُحْيـِي آيَـةَ الـتَّـمْكِـينِ
سـوفَ أُحْيـِي كِتَابَكَ بفُـؤادِي بلْ سَـأَفْـدِي حُروفَـهُ بعُيُونِي