|
تلومُ تفجُّعي و تعيبُ خوفي |
فكلّي في الغرامِ إذاً عيوبُ |
و كيف تقحُّمي و بلوغُ شأني |
إذا اختفتِ الطرائقُ و الدروبُ |
و لا رأيٌ يفيدُكَ مِنْ بصيــرٍ |
وقد عَمِـيتْ على الناس الغيوبُ |
دمشقُ حبيبتي و أنا افترقْنـا |
فقُلْ لي كيف تفترقُ القلـوبُ |
فلا أنا قادرٌ أنسى هواهـا |
و لا هـي عَمْرَها عني تـتـوبُ |
وما مِنْ عاشقٍ يرُجى مكاني |
و ما مِنْ خُـلّةٍ عنها تـنـوبُ |
فَدَعْ عنكَ الـذي أنبِئتَ عني |
وَدَعْ عنكَ الــذي قـال الطبيبُ |
فــلا كَـيٌّ يفيــدُ و لا دواءٌ |
ولا مُكْثٌ قُتـِلـتَ و لا ركــوبُ |
و هل إلّا إلى روما طريقٌ |
و هل إلّا إلى قلـبي الخطـوبُ |
دمشقُ و أنتِ مَنْ أسَرَ الخُزامى |
فَفَرّتْ مِنْ عباءتها الطُّيـوبُ |
لِأجلكِ إذْ تحاصرني بشَـوكٍ |
و اذْ حَشَدَتْ جحافلَها الكـروبُ |
و ما زالتْ و قد كانت قديمـًا |
لأجلِ العشقِ تُـفْـتَعلُ الحروبُ |
فها أنا ذا و أحشائي شِـبـاكٌ |
وكالغربالِ في نفسي الثقـوبُ |
و هل تُرجى السلامة في جريحٍ |
اذا اشتهتِ المخالبُ و النيـوبُ |
دمشقُ حبيبتي لُمِّي جــراحي |
يكاد الجرحُ مِنْ وجعي يـذوبُ |
خذيني مِنْ نـهاركِ في أصيـلٍ |
فكلُّ نهـارِ أحلامي غُــروبُ |
و إني رغم أحزاني أصلّــي |
فإنّ الفجرَ إذْ يمضي يـؤوبُ |
إذا ما الغيمُ أغدق في عطاءٍ |
فما يـُخشى من النبع النضوبُ |