سبحان من أعطى ومن سلبا ( السريع الرابع )(1)
لقد رأيت في الدنا عجبا سبحان من أعطى ومن سلبا حكمته في الخلق بالغة فسله جل يكشف الكربا له الجميع مذعن وهمُ ما بين عبد خاف أو رغبا يدخل من يشا برحمته ومن يشا أناله غضبا وكل شيء قد أحاط به عن علمه المثقال ما عزبا فاشكر له عظيم نعمته وكن على البلاء محتسبا أقبل على الطاعات مجتهدًا عساك أن تُبلَّغ الإربا جانب ذوي اللغو ومن جهلوا والتزم الأخلاق والأدبا وكن إلى الخيرات مستبقًا وابتغ في رضوانه سببًا إن فاتك الفخار في نسبٍ أعد فعلا صالحًا نسبًا وارض من الكريم قسمته لا تجزعنْ على الذي ذهبا وانظر لذي الحياة معتبرًا بحال من نجمهمُ غربا وبصِّر النفس إذا عميت لكي ترى كم عامر خربا أين الطغاة أين من ظلموا جهنم صاروا لها حطبًا وأين قارون ومن جمعوا إن فضة حازوا وإن ذهبا وأين من شادوا ومن عمروا جميعهم كأس الردى شربا فيا هناء من سعى لهدى وللمضل قد عصى وأبى نهاره يصوم محتسبًا أجرًا من الرحمن قد وجبا وليله تهجدًا وترى لسانه بذكره رطبا بحق والديه معترف أكرم أمه وبر أبًًا ومحسن وواصل رحمًا مسارع لكل من ندبا والجأ إلى الرحمن سائله حاشاه أن يرد من طلبا وقل أيا مولاي خذ بيدي واجنبني الضلال والعطبا صلاة ربنا معطرة على النبي ما تهب صبا محمد عنوان عزتنا وآله وكل من صحبا
ـــــــ
(1) يسميه العروضيون القدامى بالمخبول المكشوف إذ عندهم أصل السريع مستفعلن مستفعللن مفعولات فخبل عروضه وضربه فصارا فعلات ثم كشفا بحذف التاء فصارا قعلا ثم نقلا إلى فعلن وعندنا : السريع إنما هو رجز سرِّع وذلك بقطع السبب الخفيف من عروض الرجز وضربه فصارا تفعلن نقلا إلى فاعلن وهذا في كل أعاريضه أما الضرب فهو أنواع لا مجال لذكرها