|
لقد ضاعتْ ملامِحُنا و ضِعْنا |
فلا القسماتُ تلكَ و لا السماتُ |
وأَنكَرَ ما لأمسِ اليومُ حتّى |
يكـادُ الجـذرُ يـنـكـرُه النبـــــاتُ |
فلا الصبيانُ تعلمُ مَنْ مـعاذٌ |
و لا تدري مَنِ الخنسا البنــاتُ |
و كيف السيرُ في ليلٍ طويـلٍ |
إذا حُجبتْ عن الناسِ الهـُـداةُ |
و في جهةٍ يصيرُ الناسُ شتّى |
فكيف إذا تعددتِ الجهــاتُ |
ضللتُ و قد جعلتُ حَذامِ خلفــي |
و هل بالظنِّ تُقتحمُ الفــلاةُ |
فكيف اذا وُقِفتُ بِبَطنِ خَبْتٍ |
ولا مُهري لـــديَّ و لا القــناةُ |
غفونا بعضَ يومٍ و انتبهْـنـا |
فإذْ بالبابِ قد وَقَفَ العـُـــداةُ |
و إذْ بِيَغوثَ ويحكَ صارَ فحلاً |
وصارتْ أمَّ عَتْرتِه مَنــاةُ |
و إذْ بالنيلِ شوّه وجـــهَ عَمْروٍ |
و غيــَّرَ جِلدَ خالدِه الفــراتُ |
و كنـّا نحنُ مَنْ سَكَنَ المعالي |
و نام الناسُ في عُـرْيٍ وباتوا |
وكان لنا الرغيفُ و لو قعدْنا |
وكان لهم ْو لو تعبوا الفُتـاتُ |
أتصلُحُ بعد تأديةٍ و جهــدٍ |
بغيرِ وضوءِ صاحبِها الصلاةُ |
فقلْ للمجدِ لمْ يُردفْ بمجدٍ |
لقد فاتـتْـكَ يا مجدُ النجـــاةُ |
بأيِّ مشيئةٍ و بأيِّ حـــقٍّ |
تسوقُ قطيعَ مـأسدةٍ قطــاةُ |
إذا لَبِسَ الحقيرُ ثيابَ مجـــْـدٍ |
فأحسنُ منهُ هيئـةً العــراةُ |
و آخرُ صَرعةٍ أنـّا وجدْنَـا |
تُحاضرُ في الفضيلةِ مومسـاتُ |
و يضحك جاهلٌ من عبقريٍّ |
و يشرحُ هَمَّ ذي النعلِ الحفاةُ |
تغيرتِ المبادئُ و القضـايا |
وما كالكحلِ في العين القذاةُ |
فمَنْ لمْ يستحُوا صاروا مثالاً |
ألا و مَنِ استَحَوا ذهبوا و ماتوا |