تأملات
في أصيلٍ شاعريْ
تصبغُ الشمسُ بهٍ خدَ النهر
زردُ الماءِ وأوراقُ الشجر
نسجت ثوبَ عروسٍ ....لغروبٍ ...زفها صوتُ النوارس
وأنا أجلسُ وحدي ... وحصاةٌ في يدي أرمي بها
تقفزُ الحجلةُ في سطحٍ المياه...تذهبُ الفكرَ لأزمانٍ تدانت
مثلَ غيمٍ حملَ اليومَ مطر
سقطت واحدةٌ منها أمامي... فتراءت
حلقاتٌ دخلت في حلقات... هكذا العمرُ يدور
في صفاءٍ وهدوء
موجها يحتضنُ الاحبابَ والخلان...والدربُ العتيق
وصداقاتُ الدراسة
وأنا أسمعُ للناي الجميل
قارب ٌمرَ سريعاً ... بعثرَ الموجةَ في لمحٍ البصر
أربكَ الألحانَ واختلَّ الوتر
شقَّ ثوبَ العرسٍ ... والعرسُ تأجّل
سنواتٌ
هاجرت كلُّّ النوارس
خربت كلُّ الشواطىء
لم يعد فيها سمك
أصبحَ الصيدُ حراماً ...مزقوا حتى الشبك
حينَ نصحو نجدُ الشيبَ كثيراً
نجدُ العمرَ قصيراً ..في متاهاتٍ القدر
هكذا العمرُ غدر .. في قتالٍ وسفر
غالهُ الباغونَ منا ... وركضنا ننبشُ الأرضَ لكي ننبتَ خبزاً
في سنينٍ لم يدانيها المطر
عد الى الحُلمٍ ونم نوماً عميقاً...اِنَّ في الحُلمِ حياةْ
اِنَّ في الحُلمِ ظفَر!
حينَ يصفو الماءُ نصفو ... نلتقي عندَ الشواطىء
في صداقاتٍ أنا توجتها.. تربطُ الغربَ شمالاً بجنوب
نحضرُ العرسَ الجميل
نأكلُ المسكوفَ فيها .. نسمعُ اللّحنَ الأصيل
أُمُّ كلثومَ تغني
اِنها شمسُ الأصيل...اِنها شمسُ الأصيل