|
عَمِّرْ كَما شِئْتَ إنَّ اللَّحْدَ يَرْتَقِبُ |
والنّارُ في وَلَهِ بالشَّوقِ تَلْتَهبُ |
ولنْ تُزَحْزَحَ بالتَّعْميرِ عنْ قَدَرٍ |
لا يَنْفعُ اليومَ لا جَاهٌ ولا ذَهَبُ |
هَجَوْتُ بالأمسِ خِبَّا كُنْتُ أحْسبُهُ |
شَرَّ الخلائقِ حتَّى جِئْتَ تَنْتَحِبُ |
كأنَّ دمْعَكَ يَحْنو للهِجا طَلَبًا |
طَلَبْتَ غَالٍ وأنْتَ الأوضَعُ الجَرِبُ |
بما عسانيَ أهجو في الدُّنى أحَدًا |
على عروشِ أذَلِّ الذُّلِّ يَنْتَصِبُ |
مِثْل المبارَكِ أنْتَ الآنَ في صِفَةٍ |
وما عداها فحُسْني مِنْكَ يَقْتَرِبُ |
وأنْتُمَا في اتِّحادٍ شَرُّ مَمْلَكَةٍ |
إبليسُ مِنْ مَكْرِها قَدْ مَسَّهُ العَجَبُ |
وذَيْلُكَ السَّيْفُ بَلْ زَيْفٌ وطاغيَةٌ |
بِئْسَ الجميعُ حِمارُ القوْمِ والذَّنَبُ |
وَصَمْتُمُونَا بِعارٍ ظَلَّ يَصْحَبُنَا |
كِدْنا بِهِ خَجَلاً في الغَرْبِ نَحْتَجِبُ |
عاداتُ كُلِّ المُلوكِ الحَزْمُ في قِرَةٍ |
وطَبْعُكُم أنْتُمُ التَّهْريجُ والصَّخَبُ |
وذاكَ أنَّا رَضِينا الذُّلَّ مِنْ رَهَبٍ |
ومَنْ تَعَوَّدَ ذُلاًّ ذَلَّهُ الرَّهَبُ |
يا أَهْلَ ليبْيا ألاَ صَبْرًا بِمِحْنَتِكُمْ |
النَّصْرُ آتٍ بإذنِ اللهِ فارْتَقِبوا |
يَدُ الطَّوَاغيتِ بَتْراءٌ وزاهِقَةٌ |
والحقُّ مُنْتَصِرٌ لَكِنْ بِمَنْ طَلَبوا |
وللدِّماءِ إذا سَالَتْ بَشائِرُها |
فيها أريجٌ مِنَ التّحريرِ مُقْتَضَبُ |
وللشُّعوبِ إذا قامَتْ كرامَتُها |
إنَّ الكَرامَةَ للأحرارِ تَنْتَسبُ |
قوموا إذن للعلا رُصَّوا دعائِمَهُ |
الحقُّ رايتُكُمْ والكرُّ لا الهَرَبُ |
هيا اجعلوا الثَّورةَ العَصْماءَ رايتَنا |
وتَوِّجوهَا بِمُلْكٍ جُنْدُهُ عَرَبُ |