|
تــلك التـي سـكـبت بالحـبـر رقـّـتــها |
تلقي الكـلام بلا صوت لنقرأها |
تأسى على ما مضى منأمرها حلماً |
أيـامــهـا قــدر شيْئََـت لتــبـدأها |
تبـكي حروفاً وأنّات ولحن هوى |
تشجـي وتمتع نفث الهـمّ هدّأهـا |
مـرّ السـلام علـى بــوحٍ بــه عـزفت |
بحراً لشعـرٍ يروم البوح مرفأها |
نـثـرٌ و سـردٌ وإحـساسٌ يفيض بها |
تلقيه حبـراً على نارٍ لتطفئها |
نـارٌ إذا تـركـت والهـمّ يـشـعـلها |
لـن تهتـدي سـبلاً أو تلقى مُلجِئَها |
لله حـكمـتــه فـي خـلـقــه قـلـمــاً |
يـهدي العـقـول لنورٍ منذ أنـشـأها |
يسمو بروح على دنـيــا تغـافـلهـا |
بـالضيـم تبـقى إذا لم تلق بارئَها |
روح بـدنيـا دنايـا لـن تخـلدهـا |
جاءت بعـتـم فــراغ لا لـتــملأهـا |
مـا نحن إلا حروفاً سوف نكتبـها |
لسنـا بـهـا عـلـلاً تعلو مواطئها |
لسنا نواصب في الدنيا لمن وُجِدوا |
أو نجزم الفعـل أو كنا لنُكـفِئَـها |
ولا نـغيــّـرُ أمـر الله في قــدرٍ |
وأوّل الأمــرِ قـرآنٌ لنـقـــرأهــا |
حياتنا لغة الضاد التي اصطفيت |
لكنّها هزلت والحــظ أخـطأها |
لم يحمها العرب المستكبرين على |
عروبةٍ بذروا ظلماً مساوئَها |
كانت عروبتهم فخراً ونور هدى |
وجهلهم هبة القرآن سوَّأها |
فلا يُغَيَّرُ حال المفسدين ومن |
هم للعروبة دوناً كان أسوأها |
إلا إذا غيّرُوا من سوئهم و رووا الجذور باللغة الأسمى لتُبرِأها |
من هونهم فهي الفصحى مكرّمة |
سمت بنور كتاب الله مثمرةً |
وكان من أدب الأعراب مبدأها |
فلن تهون إذا ساءت عروبتنا |
وكونها لغة القرآن برّأها |
يا تلك يا أنتِ يا كلّ الحروف هنا |
كلُّ الخطوب خطوناها لنلكأها |
فيها حروفي خطاً تخطو عروبتك |
الأنثى وتبدي جروحاً عزَّ مخبأها |