" مرتاحٌ في جرحي"
كي أذكرَ أني يوماً ما تِهْتُ بعينيكِ
سأبكي أكثرَ ممَّا يبكي الشُّبَّاكُ
سأمحي العتمَ لكي يصبحَ هذا الشَّارعُ
أصغرَ .... من أضواءِهِ
كي أضحكَ من جرحي وفراغي
وغيابي كي أذكرَ ما أذكرُ
أذكرُ طيناً غافٍ في وحيِ خطاكِ
وورداً فاضَ بِعِطْرِكِ فاقتربَ الشُّبَّاكُ
إليهِ وناما حلما في ذاتِ الحلمِ المرسومِ بِظِلِّكِ
لكنَّهُ يقتربُ الآنَ ويدنو للوردِ الميِّتِ
يحترقُ الآنَ ويسقطُ في صمتيْ
بخريفٍ جاءَ لهذا الشُّبَّاكِ الحيِّ بِظِلِّكِ
أشعرُ بالمطرِ النازل ِفوقَ الوردِ يغازلُ هذا الوردَ
أناديكِ بصمتٍ أحرسُ لمسةَ كفِّكِ في مقبضِ هذا البابِ
أحاولُ أن أمسِكَ بالوردةِ في الشُّرفةِ
أن أجعلَ من عتمي صبحاً يتلألأُ في مرآتِكِ
أصمتُ أحرقُ صوتيْ
نفسُ الوردةِ أضعفُ من نفسِ الدَّمعةِ
في هذا الموتِ وأضعفُ من أضعفِ
ضوءٍ للشَّمعةِ في هذا العتمِ
حكيتُ حكايا الشَّمعِ على نهرِ الدَّمعِ
يفيضُ بأحزانِ العشَّاقِ بأحلامِ العُشَّاقِ
ولكنِّي غصتُ بآلامي وبموتيْ
الخمرُ المجروحةُ أنجبتِ الدَّمعَ
وأرختْ رمشيَّ على شبَّاكِكِ
قد أنسى أو أذكرُ
لكنِّي أوْقنُ أكثرَ من ما أنسى أوذكرُ
أوقنُ أنَّ الشُّبَّاكَ يصونُ الوعدَ
الوعدَ الباقي وعدَ الشِّعْرِ لِشَعْرِكِ
وعدَكِ لي وعدَ قصيدتيَ الطفلةِ وعدي لي
وعدَ جنوني ودموعي وغيابي والوردِ
الغافي في روحيْ
ما زالَ لِشَعرِكِ في الرِّيحِ مكانُهُ
ما زالَ هنا صوتُكِ
ما زالَ الشُّبَّاكُ يُغَنِّي لصباحِكِ
والوردُ بدفءِ يديكِ ينامُ
لذلكُ أضحكُ ....
أضحكُ مرتاحاً في جرحي
27/11/2011