|
مابالُ وجهُكِ يرتدي زيَّ الخجلْ |
والعينُ دسّاها التّوجُّسُ والوجلْ |
تخشيْنَ أن يشِيَ الظلامُ بهمسِنا |
ويبثُّ أنفاسَ التّراشُقِ بالقُبَلْ |
للغارقين بليْلِهِم مثلَ الدُّمى |
وهبوا النّفوسَ مشاغِلاً لاتُحْتَمَلْ |
غشّوا العيونَ بصمتِهِم وتزمّلوا |
لاذوا من الدّنيا لِمُحْتَضَنِ المُقلْ |
لاتُشْغِلي النّفسَ الرّقيقَةَ بالذي |
خلف السّتائرِ في سُباتٍ قد أفلْ |
هبط السُّكونُ على الجميعِ بصمتِهِ |
أخفى الضّجيجَ عن المنازِلِ والعُزَلْ |
كُلُّ الوجودِ ينامُ في أحضانِهِ |
والصّبح في طرفِ المشارِقِ مُعْتَقَلْ |
فدعي الهمومَ تفوحُ من أنفاسِنا |
بشحوبِها وانسي المشاغِلَ والمَللْ |
ماكان هذا قد نضى بعيونِنا |
أنسيتِ ماوهبَ الغرامُ من الحِيَلْ |
سجّي الحياءَ بفألِ نظرةِ واثِقٍ |
ماهمّنا من ذا أناخَ ومن حملْ |
ضُمّي مفاتيحَ الأمانِ لأنْسِنا |
ولتُشْغِلينا بالدّلالِ وبالغَزَلْ |
الرّبُّ يحرُسُ بالتّوافُقِ خِدْرنا |
ويذُبُّ عنّا من تنصّتَ أوسألْ |
لولا رِضاهُ لما تلاقَيْنا هُنا |
أولا تريْ كيف الإلَهُ بنا حفَلْ |
ميثاقَهُ مدَّ الوفاقَ لِسَعْدِنا |
مارابَ أزلامَ الوِشاية والعَذَلْ |
فلتشْرَبي النّخْبَ المُعَتّقِ بالمُنى |
فرباطُنا جازَ المُحَرَّمَ والهَزَلْ |
ولتُقْبِلي مثلَ الغيومِ إلى الرُّبا |
ولتنضَحَي القلبَ المُتيّمَ بالوشَلْ |
هي ليلةٌ تدعو المباهِجَ نحونا |
وتزفّنا لأطايبٍ في المُقْتَبَلْ |
ولتمنحي الثّغْرَ المشوقَ عذوبَةً |
من ريقكِ المُنْسابِ ريّاً كالعسلْ |
ولنبدَأ الدّربَ الطويلَ ببسْمَةٍ |
وأمامُنا ضوءٌ يُشَعْشِعُ بالأملْ |
ولترفعي سترَ الحياءِ بِرِقَّةٍ |
إنّ الفؤادَ إلى العِناقِ على عجلْ |