أحدث المشاركات

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: شركاء الكورونا (قصة قصيرة)

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي شركاء الكورونا (قصة قصيرة)


    (أدب العزلة في زمن الكورونا)



    شركاء الكورونا
    قصة قصيرة


    بقلم الروائي – محمد فتحي المقداد


    "إنّها للطمأنينة فحسب" بهذه الكلمات أنهى صديقي مكالمته غير المنتظرة بعد انقطاع لأكثر من سنتين، لا أدري ما الذي ذكّره بي في هذه اللّحظة العصيبة. ضيق فُسحة الزّمان والمكان، قلّصت مساحة الدّنيا بعينيّ إلى خُرم إبرة.
    تنبيهات الواتساب على مدار السّاعة لا تتوقّف، مقاطع فيديو عديدة لا أستطيع رؤية غالبيّتها، سيلٌ جارفٌ من النّكات.. التحليلات.. كلام الهمبكة. أشياء تأتيني خارج دائرة اهتمامي لا تعنيني لا بكثير ولا بقليل.
    ما إن انتهى المؤتمر الصحفيّ على التلفزيون الأردنيّ لخليّة الأزمة، بإعلان عزل مدينة إربد القصبة عن محيطها من القرى المجاورة، حتّى انهالت عليّ الاتّصالات مُستفسرةً عن أحوالنا، وهل ما زلنا على قيد الحياة؟.
    الأزمة مُلك الجميع شركاء فاعلين فيها، الشّركاء تجاريًّا يَدْأبون على تنمية شراكتهم للمزيد من الانتشار والأرباح. سُئلت من صديق مُستغربًا فيما ذهبتُ إليه في معرض حديث هاتفيّ معه:
    - "كيف هذا؟."
    - "في الحقيقة أنّها جمعتنا أوّلًا على هدف واحد، مقاومة الفيروس مهمّة كلّ فرد فينا بالمحافظة على التعليمات، وأساليب الوقاية بعدم الاقتراب والمصافحة والتّقبيل في اللّقاءات والتجمّعات، ولبس الكمّامات والقفّازّات المطاطيّة، والمسح الدّائم بسوائل المُعقّمات".
    تنهّدّتُ من تعب داخليّ مُفاجىء، أنفاسي الحرّى سخونتها أحرقت الأثير المُتباعد مع صديقي المنصتُ لجوابي باهتمام؛ أحسستُ أنّه مُبالِغٌ فيه، وتابعتُ بعد استرخاء أعضائي بارتياح:
    - " هذا على صعيد، أمّا الخوف أعادنا لطبيعتنا البشريّة المغامرة اللّامبالية، والقلق على مصائر أولادنا وعائلاتنا، والحجر داخل البيوت والتزامنا فيها، أتى طوْعًا بدافع الخوف من العدوى".
    - الآن فهمت قصدك يا صديقي..!! رغم أنّي أعرف هذه الأشياء البسيطة، لكنّها كانت غائبة عن ذهني، كما أنّي لا أستطيع ترتيب أفكاري بطريقة عرضك لتكون موضوعًا يحمل فكرة، أرى أنّها توجيهيّة".
    - "أشكرك.. كما أنّ العالم تقارب في مُستويات الخوف التي لم تَعُد نصيبنا نحن العرب فقط، بل الهلع في الدول المُتقدّمة لأوّل مرّة بهذه الطّريقة، رغم إمكانيّاتهم الماديّة التي تفوقنا بآلاف المرّات، شعوري الآن أنّ قدراتهم النوويّة والعسكريّة وقفت عاجزة، كما نحن لم نقف متفرّجين مُظهرين عجزّا أبدًا، انظر للمبادرات هنا على مستوى المملكة، وقوّة زخمها بجديّة وحزم على تنفيذ العزل ولو كان ذلك بالقوّة، وهذا كان سبقًا لا مثيل له منذ بداية اكتشاف أوّل حالة كورونا في البلاد من القادمين الذين كانوا على سفر في الخارج".
    داخلني شعور بتراخي اهتمام صديقي على الجانب الآخر.. تنحنحتُ كأنّ حازوقة غصّ بها حلقي، لإشعاره بتعبي، من فوره بادرني:
    - "سلامات.. سلامات.. يبدو أنّي سبّبتُ لك التّعب سامحني.. إلى اللّقاء".
    - " بأمان الله.. إلى اللّقاء".
    سأكمل كلامي ولو لنفسي..!! لأبرئها أمام التّاريخ فيما لو عادت المرحلة لا سمح الله:
    - "حالتنا الآن كأصحاب السّفينة التي خرقها الخضر في رحلته بصحبة نبيّ الله موسى المُتعجّل بالتوقّف عند ظاهر فعل الخضر عليهما السّلام، رغم تنبيهه المُشدّد لموسى بعدم استطاعته، وتأكيد من نبيّ الله بالصّبر مهما كلّف الأمر.. تعجّل استخلاص الحكمة من أفعال الخضر، يبدو أنّها كانت درسًا بالصّبر والتأنّي.. اليوم نتلقّاه كما نبيّ الله موسى. لكن بالتزامنا بالأوامر بُغية صحّتنا..!!".
    إنّها للطمأنينة فحسب..!! خاتمة أوّل اتّصال وردني، ربّما كان لتذكيري أنّني مَدينٌ له بمبلغ ماليّ صغير، أعتقدُ أنّ خوفه هذه المرّة مُبرّر، ظنًّا منه بموتي.. وإنّ أكثر الظنّ ليس بإثم.. على خلاف حالة الخوف العامّ على كلّ المُستويات.
    كثيرون تتوقّف مصالحهم الصّغيرة أمام معركة الحياة الكُبرى، كمن يُحاول وضع العُصْيِ في العجلة مَنعًا لتحرّكها وتوقيفها من جديد عند أنانيّة مُفرطة. التّعامي عن التضحيات العظيمة للشّعوب أمام الخطر الدّاهم.
    بعفويّة بسيطة أغلقتُ الهاتف، هذا القدّر يكفيني هذ اليوم.. أتْخِمتُ كلامًا مُكرّرًا بلا طائل سوى إضاعة الوقت، رجوعي إلى قراءتي رواية (رسمتُ خطًّا في الرّمال – هاني الرّاهب) هو الحلّ الدّائم.



    عمّان – الأردنّ
    27 \ 3 \ 2020

  2. #2
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Oct 2016
    المشاركات : 594
    المواضيع : 97
    الردود : 594
    المعدل اليومي : 0.22

    افتراضي

    كثيرون تتوقّف مصالحهم الصّغيرة أمام معركة الحياة الكُبرى
    قصّة جميلة تضمّنت الكثير من العبارات الحكيمة , شكرا جزيلا أستاذ محمد فتحي المقداد , استمتعت واستفدت

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد هلالى مشاهدة المشاركة
    كثيرون تتوقّف مصالحهم الصّغيرة أمام معركة الحياة الكُبرى
    قصّة جميلة تضمّنت الكثير من العبارات الحكيمة , شكرا جزيلا أستاذ محمد فتحي المقداد , استمتعت واستفدت
    استاذ عماد هلالي المحترم
    لا شك ان الضرر على الجميع في مثل هذه الحالات.. وكل الشكر والتقدير لك ولمرورك
    الراقي على النص.. تحياتي لك

  4. #4
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,062
    المواضيع : 312
    الردود : 21062
    المعدل اليومي : 4.96

    افتراضي

    في الظاهر كان الإتصال للطمأنينة ـ خاصة بعد إعلان عزل مدينة اربد
    وفي الحقيقة هو تذكير بالمبلغ الصغير الذي تدين له به
    إنها لغة المصالح التي تعلو عند البعض على اي لغة اخرى ، ولا تعبر إلا عن أنانية مقرطة.
    أمام نصك تقف الذائقة إعجابا وتقديرا
    لغة معبرة بمفرداتها ـ تشابيه وصور جميلةـ عبرة وحكمة
    في نص منسوج بحرفية مميزة.
    دام ألق قلمك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 995
    المواضيع : 180
    الردود : 995
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناديه محمد الجابي مشاهدة المشاركة
    في الظاهر كان الإتصال للطمأنينة ـ خاصة بعد إعلان عزل مدينة اربد
    وفي الحقيقة هو تذكير بالمبلغ الصغير الذي تدين له به
    إنها لغة المصالح التي تعلو عند البعض على اي لغة اخرى ، ولا تعبر إلا عن أنانية مقرطة.
    أمام نصك تقف الذائقة إعجابا وتقديرا
    لغة معبرة بمفرداتها ـ تشابيه وصور جميلةـ عبرة وحكمة
    في نص منسوج بحرفية مميزة.
    دام ألق قلمك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أستاذة نادية
    أسعد الله أوقاتك بكل خير
    المصالح الضيقة كثيرا ما تعيق حركة الحياة
    بانطوائها على ذاتها.. والتعامي عن المحيط
    نكتب لتسليط الضوء على ظلام موحش في
    زاوايا حياتنا .. وطموجنا لتعديل مسارات
    الخطأ وتسوية أوضاعنا بشكل أفضل ..
    اشكرك على الإضافة المهمة للنص
    دمت بكل إبداع
    تحياتي