عبثًا يُفَكّرُ..
إذ يقولُ –تَطَلُّعًا-: لو أنَّ هذا الموتَ
أعلنَنِي كمُنضَمٍّ جديدٍ للقِطارِ
ولكن استَثْنَى حضوري -لو لشَهْرٍ- كي أرى
ما سوفَ تَعْكِسُهُ على الأحداثِ
مِرآةُ الخَبَر..
فلَكَم يكونُ مُشَوِّقًا
أن يَحْسَبَ الباقونَ أنّي مُضغةٌ
ظَفُرَتْ بِها أمعاءُ هذي الأرضِ،غِبتُ عن الهُنا..
في حينِ أنّي ماكثٌ خلْفَ الزُّجاجِ:
أرى صديقَ العُمْرِ يملأ شُرفةَ امرأتي هدايا
وابتهالاتٍ عن الحُبّ القديمِ
وقَسوةِ الفوزِ المؤَجَّلِ
أو أرى بعضَ الذين تعَلَّمَتْ أقلامهُم
إدراجَ توقيعي على ذيلِ الفواتيرِ التي
ترويهِ مِن جَيْبِي
فتُمسيني مَدينًا بالقروضِ وبالشَّرَف..
بل لَيْسَ أعجَبَ من عَزاءٍ مَوْسِمِيٍّ
إذ يجيء مصاحِبِيَّ لُيُغرِقوا المقهى كلامًا
عن محاسِنِ رِفْقَتي، واستَفْتَحوا بالحُزنِ أولَ ساعةٍ
ثم استفاضوا في صدَى النسيانِ
يَصْطَخِبونَ في ضَحِكٍ تَبَعْثَرَ
بينَ رنّاتِ الملاعِقِ يَمْنَحُ السّاعاتِ دَورَتَها
يُذيبُ القصْدَ في دَوَّامةٍ بالقاعِ
يُصبِحُ لا غُبارَ على صنيعِ البَبغاءِ
إذا عَلِمْتُ بأنَّهُ قَصَّ النَّوادرَ في حضورِ مداعبيهِ
معللاً لهم اعتزالي
ثم تقشيري حوَاءَ الذّاكِرة..
ومحاولاتِ العَوْمِ في ماءِ السَّمَر..
وأتى بوَصْفِي قائلاً:
عَبَثُا تَفَكَّرَ حين قال تَطَلُّعًا:
لو أنَّ هذا الموتَ
أعلنَنِي كمُنضَمٍّ جديدٍ للقِطارِ
ولكن استَثْنَى حضوري -لو لشَهْرٍ- كي أرى
ما سوفَ تَعْكِسُهُ على الأحداثِ
مِرآةُ الخَبَر..