|
يا عُمْرَنا المَذْبوحِ دُونَ رُفَاِت |
قَدْ عادني طَيْفٌ مِنَ الخَلَجَاِت |
أمْسى جليسي في مَنَاسِكِ غُرْبَتي |
مُتَمَثّلِ الوَقَفَاتِ والشَّطَحَاِت |
يا عمرنا المذبوح آنَسْتُ الرؤى |
والحِيرةُ الحُبْلَى بِنورِ سُكَاتي |
قدْ حَلَّ بي قَبَسُ الفناءِ وَجَذْوَةٌ |
صاغتْ خلودَ مَنَابِعِ المِشْكَاةِ |
صُلِبَتْ على نَخْلِ المَنَابرِ فِكْرتي |
والذّلُّ يَنْقُرُ زَفْرَةَ اللَّحَظَاتِ |
يَقْتَاتُ مِنْ صدأ الرِماح ِحريقه |
ويُدَنْدِنُ الألحانَ زَيْف الذّات |
يا العابرِِ الأجداثَ تَتْلُو سِيرَةً |
تسْتنْبت المعنى من السكرات |
هل حفّظوك لسورة العار التي |
ناخت يباركها ذليل صفات |
هل أنبؤوك بأمّة مصلوبة |
مذلولة في حجرها مأساتي |
شاخ الرجا فيها وماتت نخوة |
عنوانها الفرسان للطعنات |
يا عمرنا المذبوح إني شاعر |
أستنطق المسكوت في أبياتي |
أستحضر الأرواح قافلة الألى |
علّي أنادم واقعا بسباتي |
وأكابر الجرح المراق واصطلي |
جمر الثكالى ..بائس العبرات |
ترثي جنائز خيبة ومآتم |
ترثي جروح الرمل في الفلوات |
ها قد سجا ليل الهزائم حاضرا |
يرمي ثغور العزّ مرَّ مماتي |
يا عمرنا المذبوح إنّي شاعر |
ألف التماهي واثق الكلمات |
يمّمت قافيتي جنون المشتهى |
أسقي متون النبض من شذراتي |
وأراود الأشياء نورا باهتا |
ينتابني في منتهى الأصوات |
لا ينزف القلم الشريف ولم يهن |
إنّ الشموخ معارج الخطوات |
سأردِّدُ البيْتَ الأخير بنشوة |
حرّى تعاقرني طوال حياتي |