حوار مع النفس
قولي لنفسك مـا الخبـرْ و استمرئي طعم الحجـرْ شيدي لغيـرك مـا ربـا و استأنسي بيـن الحفـرْ لا ترقبـي فـي والــغ إلا و لا تخشـي زمــرْ الكـل أخشـاب مسـنّـ ـدةٌ بها السوس انتشـرْ يجتثـه مــن جــذره فأس التهـاون و الخـدرْ أو هـارب مـن نفسـه و يفـرّ لكـن لا مـفـرْ ولقـد تشـرَّبَ عـجْـزَهُ حتى استثير و لـم يثـرْ يـا لقمـة قـد ساغهـا ناب الهوى حيث انغمـرْ يكفيـك أنــك سـامـقٌ في عين من كتبوا السيـرْ و عليـك شـدت حبلهـا كـف الظـلام المتشـر يا ايهـا الساعـي الـى قبر سترحـم مـن قبـرْ كنـت المعـلـم لـلـذي حفظ العلوم و قـد خبـرْ يا سيـدي مـاذا جـرى أنهـرت نفسـك للبشـر شربوا دماءك و استحـلّ ــوا ما كنزت من المِيَـرْ نسفـوا معالمـك الـتـي للآن تنبـئُ عـن خبـرْ يا أيها الحامـي الحمـى ما كنـت تحميـه انهـدر جالـت عليـه العاصفـا ت و حطمتـه فانـدثـر و العابـثـون تناهـبـوا آثــاره اثــراً أثــر ليـس الكريـم براغـب عن اصله مهمـا اقتـدر يسعـى ليمنـع اهـلـه من كل عيبٍ أو ضـررْ و يعفُّ عما قـد يشـيـ ـن من العيوب و يزدجرْ و يطوف كالصقـر الأبـ ـيِّ و لا يخرُّ على القذَرْ كم كنت تحلـم أن تعـيـ ـش مُنَعَّماً من غير شـرْ حتـى رمتـك العـاديـا ت بمقتـل لـم تُسْتَخَـرْ ضاعـت أمانيـك التـي أطعمتهـا أحلـى العمـرْ مثل الندى ألقـت علـيـ ـه الشمس مسّاً من سَقَرْ لملمـت آلامـي و عـدْ فاستدركت قلبـي الهمـو م و أعملت فيـه الفِكَـرْ كانت ريـاح الوهـم تـد فعني ألى شاطي الظفـرْ و بحثـت فـي مينـائـه عن ملجـأٍ فيـه استقـرْ لجج الحـوادث حطَّمَـتْ سفني و عاثـت بالدُسُـرْ فوجدتنـي فـي لحظـة لا شيء أحمل لا وطـر استف كأس الحـزن وحْـ ـدي و الدموعُ هي السكرْ يا ابن العراق فـلا تقـفْ سر في نضالك و استعـدْ أمجـاد أمتـك الـغـررْ ما زلت يا فخـر العـروبـ ـة للمكـارم مستـقـرْ ساعٍ إلـى العليـاءِ وثّـ ـابـاً عزيـزاً مقـتـدرْ تهـدي اليـك المثـمـرا ت بكورها فاخترْ و خِـرْ إن الـزمـان بطبـعـه يجري الصروف ليختبـرْ و يميز فيهـا مـن يقـا وم مـا أعـدَّ و يسْتَمِـرْ لا تحْزَنَـنَّ علـى الحيـا ةِ فإنهـا طُبِعَـتْ كَــدَرْ يشقى بها رجل و يـجـ ـني آخَرٌ منهـا الثَمَـرْ فاربـأ بنفسـك إنْ أرتْـ ـك فتونهـا أن تبـتـدر يا مـن وقفـت بوجهـا طـودا وقد زاغ البصـر و تحمطت سفـن المطـا مع في بحـارك كالمـدر واجهـرْ بحقـك طالبـا فالحق يتبـع مـن جهـرْ انت الأعزُّ و كـل مـن قد سامك الخسفَ انكسـرْ ما بـال وجهـك لا يـزا ل يشوبـه غبـش القتـر فاسفر فديتك كـي نـرى في نور وجهك ما استتـر انت الأغـرّ فـلا تشـحْ عنـا جبينـك يـا أغـرْ إمسحْ دموعك و اعتبـرْ انظـر الـى بغـداد كـمْ عاثت بهـا كـف التتـرْ كـم دمَّـرُوا مـن آهـلٍ واستعبـدوا فيـه البشـر لكـن بـغـداد استـعـا دت مـا تهـدم و انهـدر انظر الـى سنـن الألـى فيها الكثيـر مـن العبـرْ لا تحْفـلَـنَّ بـنــازلٍ فالـنـازلات المختـبـرْ لا شيء يوقـف زحفهـا إلا الـذي فلـق السحـر فارسـم لنفسـك مـا أردْ تَ من المواقف و الصور يا من حلمت ولـم تـزل ْفي غفـوة فاحلـم و قـرْ استيقـظـت أمــمٌ أزا حت عن كواهلها الخَـوَرْ و استنهضت رمماً إلـى غاياتهـاو بنـت مَـمَـرْ قمنا نسير على الخطـى لكنمـا ضـاع الاثــر طلع النهار فكيـف يـبـ إن الخفافـيـش الـتـي أعددت لم تدفـعْ خطـرْ قامت على خـدر الخنـا و استأمنت كهف البطـر و تغافلت عـن صيحـة فتـت جلاميـد الحجـر وحدي أسيـر و أمتطـي صهوات حزني المستعـرْ قررت أن أمشي وحـيـ ـداً للمصير بـلا حـذرْ ماذا أخاف و كـل شـي ءٍ في الكتاب قد انسطـر كـلٌّ يـمـوت بيـومـه لا يمنـع الحـذرُ القـدرْ فاربأ بنفسـك أن تعـيـ ـش على الفتات و تُحْتَقَرْ إنـي رأيـتـك كوكـبـا يبقى و إن غـاب القمـر قف كالجبـال و لاتكـنْ مثل الرمـال بـلا مقـرْ