ملاحظة: العنونة والترقيم مني. فريد

اسمِ الفاعل هو ما دَلَّ على الحَدَث و الحُدُوث وفاعِله كـ "ذاهبٍ" و"مكْرِم" و"مسَافِرٍ" واسمُ الفاعل حَقِيقةٌ في الحال، مَجَازٌ في الاستِقْبَال والمَاضِي.
وأبْنِيَةُ اسمِ الفَاعل إمّا أنْ تأتيَ من الفعلِ الثلاثِّي المُجَرَّد، أو تأتيَ من غير الثلاثي.
أولا- أبنية اسم الفاعل من الثلاثي
1- أمَّا بِناءُ اسْمِ الفاعِلِ مِنَ الثلاثيِّ المُجَرَّد؛ فإنْ كان الفِعل ثلاثيًا مجرَّدًا فاسمُ الفاعلِ منه على وَزْن "فاعِل" بكثرةٍ في "فَعَل" مفتوح العين مُتعدِّيًا كـ "ضَرَبه" فهو"ضَارِب" و"نصَرَه" فهو"نَاصِر" أو لازمًا كـ "ذَهَبَ" فهو"ذَاهِبٌ" و"غذَا" بمعنى سَال فهو"غاذٍ".
وفي "فَعِل" بالكسر متعديًا كـ "أَمِنَه فهو آمِن" و"شربه فهو شَارِب"، ويقل في اللازم كـ "سَلِم فهو سَالِم" و"فَعُل" كـ "فَرُهَ فهو فَارِه".
2- واسمُ الفاعل من نحو"قَال" و"باعَ" مِمّا كان مُعْتَلَّ الوَسَط "قَائِل" و"بائِع" بقلب حَرفِ المَدِّ هَمْزةً.
3- وما كان على وَزْن "جَاءَ" و"شاءَ" مما هو مُعتل الوَسَط مَهْمُوزُ الآخر فوزنُ الفاعل مِنْه على "جَاءٍ" و"شاءٍ"، وإنْ شِئتَ قلت: "جَائِيٌ" و"شائِيٌ"، وكِلا القَوْلَيْن حَسَنٌ جميل على تعبير سيبويه.
4- وما كانَ من الثُّلاثيِّ مُعتَلُّ الآخِر نحو"غَزَوْتُ" و"زمَيْتُ" و"حشِيْتُ" فاسمُ الفاعل منه "غَازٍ" و"رامٍ" و"خاشٍ". وأمَّا قولهم: "عَاوِرٌ" و"حاوِلٌ" و"صيِد" من عَوِر وحَوِل وصَيِد فإنما جَاءُوا بِهِ على الأصل.
"وَبَعِيرٌ صَيد" لَوَى عُنُقَه من عِلَّةٍ به. ويُقَالُ للمُتَكَبِّرُ: أصْيَد.

5- أمَّا في "فَعِلَ" اللازِم فقِياسُ اِسمِ الفاعلِ فيه "فَعِلٌ" في الأعْراض كـ "فَرِحٍ" و"أشِرٍ"، و"أفْعَل" في الألوان والخِلَق كـ "أَخْضَرَ وأَسْوَدَ وأَكْحَلَ" و"أعْمَى وَأَعْوَرَ"، و"فعْلاَن" فيما دَلَّ على الامْتِلاءِ وحَرارَةِ البَاطِن كـ "شَبْعَانَ وَرَيَّانَ" و"عطْشَانَ".
6- وقياسُ الوَصْف مَن "فَعُلَ" بالضم في الماضي والاستقبال "فَعِيل" كـ "ظَرِيف وشَرِيف"، وَدُونَه "فَعْل" كـ "شَهْم وضَخْم"، ودُونَهما "أَفْعَلَ" كـ "أخْطَب" إذا كان أحْمَرَ إلى الكُدْرَةِ، و"فَعَلٍ" كـ "بَطَل وحسنَ"، و"فَعَال" كـ "جَبَان"، و"فُعَال" كـ "شُجَاع"، و"فُعُل" كـ "جُنُب" و"فِعْل" كـ "عِفْر" أي شجاع مَاكِر.
وهذه الصِّفات كلُّها إنْ قُصِد بها الثُّبوتُ والدَّوامُ إلا وَزْن "فاعل"، (والفرق بين "فاعل" وغيره من تلك الصفات أن الأصل في فاعل قصد الحُدوث وقصدُ الثُبوت طارئٌ، أمَّا غيرُ "فاعل" فمُشْتَركٌ في الأصل بين الحُدُوث والثبوت) فإنه اسمُ فاعل إلاّ إذا أُضِيف إلى مرفُوعِه ودَلَّ على الثبوت كـ "طَاهرِ القلبِ" و"شاحِطِ الدَّار".
ثانيا: أبنية اسم الفاعل من غير الثلاثي
وأمَّا بِناءُ اسمِ الفاعِل من غير الثُّلاثيّ فيكون بلفظِ مُضارِعِهِ بإبدالِ حرف المُضَارعةِ ميمًا مَضمومةً وكسر ما قبل آخرِه، سَواءٌ أكان مَكسُورًا في المضارع كـ "مُنْطَلِق" و"مسْتَخْرِج" أو مفتوحًا كـ "مُتعَلِّم" و"متَدَحْرِج".

ملاحظة من جامع الدروس العربية للشيخ مصطفى الغلاييني:
* شذّت ألفاظٌ جاءت بفتح ما قبل الآخر، نحو "مُسهَبٍ ومُحصَنٍ ومُلْفَجٍ ومُهترٍ"، ومنها "سَيْلٌ مُفْعَمٌ.
* وكذلك شذَّتْ أَلفاظٌ جاءت من "أفعلَ" على "فاعلٍ" كأعشبَ المكانُ فهو عاشبٌ، وأَيفعَ الغلامُ فهو يافعٌ، وأَورَسَ الشَّجرُ فهو وارسٌ، وأَبقلَ المكانُ فهو باقلٌ.