|
والله يا أمي الحياة بأسرها |
ضاقت بموتك يا أحن حنانِ |
منذا الذي منذا التي بحنانة |
مثل الحنانة من شذاكِ الحاني |
يا منحة الرحمن جل جلاله |
لجوارحي وجوانحي وجَنَاني |
يا بهجة الدنيا ونور بصيرتي |
يا مهجتي يا نبضة الوجدانِ |
أثناء عيشي في حياتك قد رأى |
قلبي الحياة بهية البستانِ |
أنس وروضات حسان أزهرت |
زهر الأمان بجانب الريحانِ |
والورد والفل الجميل بأيكة |
بالسلسبيل الهانئ الريَّانِ |
مازلت طفلا في حماك سعادتي |
ونضارتي وسلامتي وأماني |
إن قلت أمي بالنعيم تألقت |
لي من نداكِ بشائر اطمئناني |
أو قلت (أرجو) بالمسرة أينعت |
لي من شذاك مباهج ومعاني |
بالسهد كنتِ لأجل نومي دائما |
أحظى بموفور الحنان الداني |
وإذا رغبت حوائجا قد أشرقت |
بطفولتي ببوادر الإمعانِ |
أجد المراد مهيئا ببشاشة |
وببسمة درية الأفنانِ |
فكأنها الجنات تحوي المشتهى |
مما أروم من الصفا بِجِنَانِ |
يا أجمل الأيام عشت زمانها |
برحاب فردوس بديع هاني |
إن غبتِ عني غاب بدر معيشتي |
حتى تعود أمومة لكياني |
لا يعرف الهم الطريق لخافقي |
بوجود أمي في رحاب زماني |
أو يدرك الغم الفؤاد أو الحشا |
وهي المضيئة ساحتي ومكاني |
قمر الحياة بأسرها نور بدا |
لي بالأمان هدية المنانِ |
مازلت أهفو للمكوث بروضها |
بظلال أمن وارف الأغصانِ |
ماتت فمات الإنسجام بمهجتي |
وسريرتي بتدفق الأحزانِ |
مهما كبرت فأنا الصغير أمامها |
أشتاق تحنانا لها يرعاني |
وأحن للأيام أيام المنى |
والخير بالإجلال والعرفانِ |
وأدون الذكرى تدور بما مضى |
من مستحب الفكر باستيقانِ |
يا ومضة التذكار هلت بالنقا |
بقصيد بر طاهر الديوانِ |
يجري مدادي بالحروف مسطرا |
صدق المحبة بانطلاق بياني |
يهديك أمي من عليات الوفا |
ما لاح جهرا في أجل عَنَانِ |
برضاك عني أستقر بما أرى |
في هذه الدنيا من الإحسانِ |
يا نبع نور مستمر مشرق |
في أفق دهري بالندى الهتانِ |
قد كنتِ نبراسي بعلم طاهر |
مسترسل بتلاوة القرآنِ |
في صحبة التنزيل دوما بالهدى |
بالحفظ والتحفيظ للفرقانِ |
كم حفظتي سورة برقائق |
شتى من التجويد والبرهانِ |
قوامة صوامة بخشوعها |
لله رب العرش والأكوانِ |
بيقين قلب طيب متألق |
في صدقه وبريقه الإيماني |
وبحب طه المصطفى خير الورى |
طه الحبيب المجتبى العدناني |
عذرا حبيبة خافقي فشهادتي |
مجروحة بقصيدتي ولساني |
لكن حقك أن أقول مقالتي |
والله يشهد ما حوت أوزاني |
فامنن عليها بالنعيم مخلدا |
في جنة الفردوس بالرضوانِ |
وأفض عليها بالجِنَانِ مواهبا |
من بسط جود الواحد الديانِ |
بجوار سيدة النساء (خديجة) |
أم البتول كريمة الجيرانِ |
وجوار (عائشة) الفضائل والهدى |
زوج المشفع رحمة الرحمنِ |
وأبي كذلك يا إلهي المرتجى |
وأخي بعفوك مانح الغفرانِ |
وأخي وموتانا جميعا سيدي |
والمسلمين على مدى الأزمانِ |
صلى الإله على النبي وآله |
من سوف يشفع ساعة الميزانِ ! |