العِيدُ الخاَمِس عَشر
البسيط
اخواني جميعا ... رمضان كريم ، وأرجو ان تقبلو أسفي على هذا الغياب
هَلْ أَظْهَرَ العِيدُ شَيْئاً غَيْرَ مَوْجُودِ ؟
أَمْ هَلْ سَئِمْتِ سَمَاعَ النَّايِ وَ الْعُودِ ؟
*
مَا بَالُ عِيدُكِ مَعْقُوداً يُعَذِّبُنِي ؟
وَقَدْ دَنَا نَزْعُهُ ، كَالْعُمْرِ مَنْكُودِ
*
كَاَنَّهُ حُلُمٌ ، أَخْشَى الْمَطَالُ بِهِ
أَرَى تَلَوُّنَهُ هَـمٌّ بِتَنْضِيدِ
*
فَمَا تَرَكْتِ لَنَا حَلاً نُدَاوِلَهُ
وَقْتَ الْحِوَارِ وَ لاَ دَفْعاً بِتَأْيِيدِ
*
وَ لاَ صَلاَةً عَلَى مِحْرَابِهَا كَفَنِي
وَلاَ دُعاءً لَنَا فِي كُثْرِ تَرْدِيدِ
*
تَجَفَّلَ الْعِيدُ عَنْ رَوِضَاتِ فَرْحَتِنَا
فَاَيْقَضَ الرُّوحَ فِي شِعْرِي وَ مَقْصُودِي
*
حَتَّى أَقَامَ عَلَى أَطْلاَلِ قَافِيَتِي
وَ جَاوَزَ الْقَلْبَ مِنْ حَافَاتِ جُلْمُودِ
*
فِي مَشْهَدٍ يَخْطِفُ الأَنْفَاسَ مُكْتَمِلاً
وَحْيُ الْيَرَاعِ ، عَلَى أَوْهَامِ تَسْهِيدِي
*
يَخْتَالُ فِي ظِلِّ أَشْوَاقِي فَتُمْسِكُهُ
فِي حَيْرةٍ بَيْنَ مَخْذُولٍ وَ مَوْعُودِ
*
لاَ غَرْوَ ، إِذْ مُسِحَتْ عَنْهُ مَفَاتِنَهُ
حَرُّ الْمَشَاعِرِ شَيْىءٌ غَيْرُ مَجْحُودِ
*
يَلُوحُ سِحْرُ الْهَوَى فِي قَبْرِ غُرْبَتِنَا
ضَوءً يَخَادِعُنَا كلآلِ فِي الْبِيدِ
*
لَرُبَّ مُعْطَى فُؤَاداً غَيْرَ مَوْرُودٍ
فَالْحُبَّ مَسْتَعْبَدٌ ، وَ اللهُ مَعْبُودِي
*
مَنْ يَسْأَلِ النَّاسَ عَنِ حُبّْي سَأُخْبِرُهُ
مَتَى تَبَلَّجَ وَجْهُ الْحَقِ مَنْشُودِي
*
إِنَّ النِّفَاقَ لِقَلْبِي لَمْ يَكُنْ وَطَناً
قَلْبِي مَحِبٌّ ، وَ حَسْبِي بَذْلُ مَجْهُودِي
*
بِالْوَصْلِ لاَ يَنْتَشِي الْعُشَّاقُ كُلُّهُمُـو
وَ أَصْدَقُ الْحُبِّ عِنْدِي غَيْرُ مَوجُودِ
*
جَاءَتْ ( جَلِيلَةُ ) مِنْ عُلْوٍ لِتُخْرِجَنِي
بِمُبْرَمٍ مِنْ حِبَالِ الْعِشْقِ مَمْدُودِ
*
حُسَانَةُ الْقَدِّ ، لَمْ تَتْرُكْ لَنَا أَثَراً
مِنْ أَجْلِ غِيبَتِهَا ، كَالْغُصْنِ أُمْلُودِ
*
خَودٌ مُنَعَّمَةٌ ، حَرّىً مُعَطَّشَةٌ
أَحْيَتْ فُؤَادِي بِأَنْصَافِ الْمَوَاعِيدِ
*
تَمِيلُ مِنْ سَكَرَاتِ الْحُبِّ مُهْجَتُهَا
وَ لاَ تَلِينُ لِشَيْءٍ غَيْرَ تَفْنِيدِي
*
حَتَّى تَصَدَّتْ بَنَاتَ الْوَصْلِ عَنَ ضَجَرٍ
وَبَانَ لِلسَّائِلِ الْمُحْتَجِّ مَا عِيدِي
*
تَجْلُو عَوَاطِفُهَا عَنْ صَادِقٍ ذَبُلَتْ
مِنْهُ طَرَائِقُ لَمْ تُصْرَفْ عَنِ الْجُودِ
*
بَاتَتْ تَلُومُ عَلَى ذُعْرٍ تَغَلْغَلَهَا
لَمْ آتِ ذَنْباً ، وَ لَمْ أَزْعُمْ بِمَحْمُودِ
*
وَتَسْتَجِيرُ بِعَيْنٍ كُحِّلَتْ أَلَماً
تَسْتَنْطِقُ الرَّوْعَ مِنْ صُمِّ الْجَلاَمِيدِ
*
إِنِّي رَأَيْتُ قِبَابَ الْحُبِّ قَدِ رُفِعَتْ
مَحْضَ الْعَيَان ِ ، وَ دَمْعَ الْعَيْنِ مَطْرُودِ
*
وَ إِنَّهَا غُصَّةٌ فِي الصَّدْرِ بَاقِيَةٌ
وَ دَائِمُ الْلَوْمِ ، مَذْمُومُ التَّقَالِيدِ
*
أَبْكِي وَفَاءً ، وَ هَذَا الشَّهْرُ مُحْتَسَبْي
أَرَحْتُ نَفْسِي رَجَاءً غَيْرَ مَعْهُودِ
*
ظَلَلْتُ أَخْفِقُ أَحْلاَمِي عَلَى وَرَقِي
فَقْرُ الدَّوَاةِ إِلَى الأَقْلاَمِ مَرْدُودِي
*
فَلَنْ أُسَاوِمَ فِي أَحْلاَمِنَا أَبَداً
إِنَّ الْوَفَاءَ بِجَوْفِ الْقَلْبِ مَعْمُودِي
*
لَكِنْ سَأَمْنَحُها حُبِّي ، وَاَحْفِظُهَا
لاَ شَيْءَ يَشْغَلُنِي عَنْ غَادَةٍ رُودِ
*
إِنِّي لآمُلُ مِنْ وَصْلٍ يُؤَرِّقُنِي
رَاحاً مْنَ الْعَطْفِ فِي كَأَسِ تَنْدِيدِ
*
إِنِّي إِذاً لَصَبُورٌ أَقْتَفِي أَمَلاً
وَمُنْيَتِي فِي أَنِيسِ الْقَلْبِ مَنْشُودِي
*
مَا حَلَّ بِالْعِيدِ ؟ إِنَّ الْعِيدَ مُنْصَرِفٌ
لِرَوْضَةٍ صَدَّهاَ عَنِّي بِمَصْدُودِ
*
يَا أُمَّ أَحْمَدَ مَا أَبْقَى الْفِرَاقُ لَنَا ؟
حَتَّى أُجَدِّدَ وَصْلَ الْبِيضِ بِالسُّودِ !
*
بِمَ التَّعَلَّلُ وَ الأَسْفَارُ تَعْصِفُ بِي ؟
مَعْنىً تَرَدَّدَ بَيْنَ الْبُؤْسِ وَ الْعِيدِ
*
لَيَ اللَيَالِي ، وَ شَمْلاً غَيْرَ مُتَّفَقٍ
وَ الْحُزْنُ قَدْ زَارَ فِي عَلْيَاكِ مَلْحُودِي
*
إِنَّ الْحَيَاةَ لإِيمَاءٌ مُوَضِّحَةٌ
إِذِ الْمَنِيَةُ إِيمَانٌ بِمَعْقُودِ
***
أويا 2009.09.05
15 رمضان