|
التوبـاد |
أجهشَ الشعرُ في ذُرى التوبـادِ |
جئتُ يا مُلهـمَ المُحبِّيـنَ فـرداً |
أتروّى مـن فِطـرةِ الأجـدادِ |
ضوّعَ الشوقُ مقدمي فتماهـيـ |
ـتُ أحثُ الخُطى وأُغري جيادي |
كسفيرٍ للحـبِ جئـتُ أُلبِّـي |
دعوةَ الوجدِ والقلوبَ الصوادي |
و تيمّمتُ في ثرى جنّةِ العـشـ |
ـقِِ ، و لبّيتَ إذ عرفتَ المنادي! |
لـم أكــن أولّ المُحبـيـن إلاّ |
أن حبّي جمـرٌ و هـم كالرمـادِ |
جـذوةٌ لا تزيـدُ إلاّ اضطرامـاً |
لم تُمتنـي ولـن تـردَ فـؤادي |
فأنـا المُغـرمُ القتيـلُ هيـامـاً |
قاتلي الحُسـنُ والتنسُّـكُ زادي |
لم أزل بالوفاءِ أطـوي جراحـي |
وأدواي نزفـي بعطـرِ الضمـادِ |
تُزهرُ البِيدُ كلّما صُغـتُ لحنـاً |
و يذوبُ الهوى بنهـرِ مِـدادي |
كم نعمنا بشقـوةِ الحـبِ أيّـا |
ماً و سرَّ المُحبَ خـرطُ القتـادِ |
قيسُ هل كان للجنـونِ حـدودٌ ؟ |
فجنوني وشقوتـي فـي تمـادي ! |
فالهوى جنّتي و فردوسُـهُ قـلـ |
ـبي وأطيافُهُ حدودُ بـلادي |
نأيُ ليلايَ هدَّ قلبـي وسالت |
جذوة السهدِ في أتـونِ البعـادِ |
خدُّها الـوردُ ثغرهـا أقحـوانٌ |
خمرها الشهدُ للفـؤادِ الصـادي |
في ثيابِ العفافِ نهوى و لا نعـ |
ـرفُ إلاّ مـفـازةَ الإسـعـادِ |
نتسامـى بعشقـنـا فعليـنـا |
مذهبُ الطهرِ والتعفُّـفِ بـادي |
تلكَ ِذكراكَ لم تزل فـي الحنايـا |
تشعلُ الوجدَ في يقينِ اعتقـادي |
فلْتكبِّـر فقـد أتيتُـك صـبّـاً |
مستهاماً وشوقُهُ فـي ازديـادِ ! |
لك مِنّا أن لا نكفَّ عن العـشـ |
ـقِ وأن لا نعيـشَ كالـزُّهـادِ |
أنتَ منّا ونحنُ من طودك الشـا |
مخِ فاسمـق بسطـوةِ الآسـادِ |
قد خُلقنا مـن طينـهِ و جُبلنـا |
من سنـا تِبـرِهِ علـى الأمجـادِ |
فكما كنـتَ للجـدودِ فنـاراً |
صرتَ رمز الشمـوخِ للأحفـادِ |
وعلى نهجهـم فردنـا شراعـاً |
وعلى شرعهـم ليـومِ التنـادِ |
أشرقَ النـورُ فالضيـاءُ طريـقٌ |
رائـحٌ فيـه للنقـاءِ وغـادي |
كم أقمنـا للمارقيـن سـدوداً |
ووقفنـا للبـغـيِ بالمـرصـادِ |
و رددنا بمنطـقِ العقـلِ أقـوا |
ماً وكُنّـا دومـاً علـى الميعـادِ |
لـم نُعِـر للمجانفيـنَ اهتمامـاً |
لا ولـم نلتفـت إلـى الأوغـادِ |
و نهلنا السـلافََ تريـاقَ نبـعٍ |
من معينٍ قـد طـابَ للـوُرّادِ |
في جلالِ التُقى و في حُلّةِ السَّـا |
عِين للبـرِّ والهـدى والرشـادِ |