أهلا وأهلا وأهلا بك أخي الحبيب
وكل مقالة لا يُنتفع بها حشو وزيادة
واعلم بدءا أن التكرار سمة أسلوبية تؤدي قيمة فنية كبيرة ولا تعد للواعي بها عيبا أو حشوا، ولعلك وقفت على كثير من الدراسات التي وقفت على جماليات التكرار وأضرابه ووظائفه في الشعر العربي - قديمه وحديثه-
ولو ذهبت معك إلى أن العبارة التي ذكرتها تكرار فهو من التكرار المحمود ذلك أنها أدت نكتة، ونكت التكرار كثيرة قال فيها ابن معصوم المدني " فهي إما للتوكيد أو لزيادة التنبيه أو التهويل أو للتعظيم أو للتلذذ بذكر المكرر أو للتنبيه بشأن المذكور" ... وأزعم أنه قد كان في نفسي شيء من هذه النكت - لو كان حقا تكرارا - وقريب من ذا قول ابن جني :" إن العرب إذا أرادت المعنى مكّنته واحتاطت له، فمن ذلك التوكيد، وهو على ضربين، أحدهما: تكرير الأول بلفظه، وأما الضرب الثاني، فهو تكرار الأول بمعناه".
ويقول الدكتور محمد مفتاح : " إنَّ تكرارَ الأصوات والكلمات والتراكيب ليس ضرورياً لتؤدِّي الجمل وظيفتها المعنوية والتداولية، ولكنه (شرط كمال) أو "محسِّنٌ" أو "لعبٌ لغويّ " ، ثم يستدرك على بيان هذه الأهمية فيقول: " ومع ذلك فإنَّ التكرار يقوم بدور كبير في الخطاب الشعريّ أو ما يشبهه من أنواع الخطاب الأخرى الإقناعية "... كل هذا بافتراض أنني كررت شيئا...
ولو سألتني عن الوظيفة النفسية للتكرار لقلت لك: إنه يكشف الإلحاح عن حالة شعورية تسود التجربة الشعرية واللحظة الإبداعية، ومطلب داخلي من المبدع للمشاركة الوجدانية من قبل المتلقي..
وبعيدا عن التكرار وتجلياته ودرسه.. لو كان ما أشرت إليه من باب التكرار فهو مما لا حاجة لاستبدال غيره به ... ويصبح عدّه حشوا كلاما فيه نظر وأي نظر ...
أسعدني - من أعماق قلبي - مرورك وتعليقك
دمت بود