سأم
***
شعر
صبري الصبري
***
سئمت من السياسة والجدالِ بها في قيل أحداث وقالِ وآراء توالت كل يوم من الأشياع للقصد المحال صراعات على كل النواصي بآلام كأسنان النصال وتأكيد على صدق النوايا تراءى في جلابيب احتيالِ وتنظيم لأنصار بعنف لنسف الأمن مرغوب المجال وتقطيع الأواصر بين أهل وزوج أو صديق أو عيال وتمزيق التراحم بعد فصل لقرب كان في أبهى وصال وصدّ ثم هجر ثم بتر لودّ كان في أسمى تلالي ونسف الأنس في دهر تجلى لنا بالشر في ثوب الخبال وإزعاج تواصل في ضجيج تغشانا بأصناف الوبال وأسلحة يهربها لصوص تؤرقنا على مر الليالي بقارعة الكآبة حل قوم لهم بالأرض مجهول المجالِ وإن قلت استعيدوا عصر حب مضى بالصدع يا أهل المقال وكونوا باتحاد وائتلاف بحسن القصد في أصفى احتفال سمعت القول في همز ولمز بطعن أو سباب أو قتال رأيت الحشد في درب طويل عقيم الفكر مخبول الفعال شممت الجو منقض الثنايا برائحة الشظايا والنبال نظرت الطفل منطلقا بصف أسيراً في جهالات الرجال أو امرأة تظن الظن فينا وتجلس في متاهات النوال سياسات تعامت عن رزايا وسارت في فظاعات اغتيالِ وأهدتنا الهموم بها اصطلينا جحيما في إساءات اقتتال وأمسينا بأثقال شداد علينا مثل أحمال الجبال شددنا بالرقاب حبال فتك فما أقسى لفافات الحبالِ ! بزعم تحرر كان انفلات يراه البعض غايات المنال ففيه اللص يحيا في حبور ليسلب ما يشاء من الأهالي وفيه الخبث ينتشر انتشارا على مرأى خيالات الجدال فتباً للسياسة إن تخلت عن الأدب المؤدي لاكتمالِ وتباً للكراسي إن أهلَّت لنا بالنار في سعر اشتعالِ فما أدى لأضرار فتون وإن أفضت إلى تغيير حالِ مجون قد توالت في دروب بها الأوهام في بؤس اختلالِ فعودا للحقيقة في وثوق بنصر الله ربي ذي الجلالِ يعم حبيبة الخفاق أمنا كما قد جاء في (شطر الجمالِ) ! فجد بالأمن في مصر اكتمالا لها بالخير يا رب الكمالِ وأبلغ سيدي طه صلاتي شفيع الخلق في يوم المآلِ وتسليمي له في كل وقت كذا صحب وأزواج وآلِ !