هذه متابعة من حوار حول الموضوع ، والنص رد لي:
صحيح أن الشعر المعد للإنشاد والغناء واللهو لا يجوز تضمينه كلام الله تعالى (قلَّ أو كثر) باتفاق العلماء لأنه يخرج به عن وقاره وأصول ترتيله. وأما إن كان القصد من الأبيات نشر الفضائل من القصص القرآنية والحكمة فجائز باتفاق الجمهور إلا المالكية.
ورد تضمين القرآن الكريم في شعر حسان بن ثابت :
هدمنا خيلنا إن لم تروها... تثير النقع موعدها كداء
وله أيضاً قوله :
وأعطوا بأيديهم صغارا وبايعوا ... فأولى لكم أولى حداة الزوامل
كما ورد تضمين القرآن الكريم في شعر الإمام الشافعي رضي الله عنه. فقد ثبت عنه ما يلي :
أنلنى بالذى استقرضت خطا … وأشهد معشرا قد شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا … عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول إذا تداينتم بدين … إلى أجل مسمى فاكتبوه
وذكر الشيخ تاج الدين بن السبكي في طبقاته في ترجمة الإمام أبي منصور عبد القاهر بن الطاهر التميمي البغدادي من كبار الشافعية وأجلائهم أن من شعره قوله :
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف ،،، ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته ،،، إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
وجواز الجمهور على شروط أيضاً منها طبيعة القصيدة، فالقصيدة غير الوقورة ولا التعليمية وغير الهادفة لنشر العلم والفضيلة كشعر اللهو والمزح ، فلا يجوز فيها أيضاً إدراج أي اقتباس قرآني مفهوم المعنى.(قل أو كثر) ولو كانت غير معدة للغناء. وهذا ما يتفق مع القاعدة الفقهية (إنما الأعمال بالنيات).
كما لايجوز تحريف النص عن معناه الوارد في النص القرآني : كأن يقتبس نص (خذوه فغلوه) وهو قول لله تعالى فينسبه لنفسه .
فمثلاً لو قال : فقلت لهم قهراً (خذوه فغلوه).... هذا الاقتباس لا يجوز لأنه نسب القول لنفسه. ولكنه لو قال مثلاً :
فقال لهم ربي (خذوه فغلوه).. فهو جائز والله أعلم.