|
باح الرصاصُ ، سكوتًا أيّها القلمُ |
فليس يُجدي يراعٌ حين نقتحمُ |
وكيف يجتمع الضدّان في مُهَجٍ |
من همسِها شابت الولدان والدّيمُ !؟ |
باح الرصاصُ ، فطوبى يا حرائرَنا |
ستنجلي الغممُ السوداءُ والظلمُ |
في ثورةٍ الشعب لمّا آن موعدها |
ترجو الخلاصَ ، لتحيا إثرها الأممُ |
في ثورةٍ حفّها المختارُ ، ناجزةٌ |
منه الوعود ، لمن في حبّه التئموا |
الآن قد فتّحت للنصر أفئدةٌ |
ملء السماء ، وجاد الغيث ، فاغتنموا |
وأطربت لصدى التكبير أربُعُنا |
هامت منائرها ، والحقّ ، والعلمُ |
باح الرصاصُ ولن تهدا حناجرُنا |
لبّيك بغداد ها هم ولدك التحموا |
لبّيكمُ شهداء الأمس ، لا سلمت |
منّا الحنايا ، إذا لم نلتحقْ بكمُ |
فالله يُمهل ما شاءت إرادته |
فإن طغى مَن طغى فاللهُ ينتقمُ |
باح الرصاصُ ، فقومي زغردي فرحًا |
بنتَ الحمولةِ ، كيما تنهضَ القيمُ |
أحفاد فارس عادوا ، ويح مَن جهلوا |
أنّ العراق بحبل الله معتصمُ |
خانوا المروءات ، فاسودّت وجوههمُ |
لإنّهم من هوى شيطانهم فطموا |
مجدًا لمن بيّضوا وجهَ الزمان فِدًا |
وسطّروا أروع الآيات ، وابتسموا |
مرحى لمن حملوا تأريخ أمّتهم |
أمانةً في سويدا قلبهم ، سلموا |
باح الرصاص فهيّا يا ركائبنا |
نصوغ ما عجزت عن نيله الكلمُ |
نشدو نعانق ألحان الخلود ، على |
وقع الأزيز ، مَهيبٌ ذلك النغمُ |
أولاء أهل الوغى ، خير الرجال ومَن |
أغنَوْا عيون المعالي ، فانتخت هممُ |
أنا العراق عريقٌ عزمُ ساريتي |
أنا الذي في حمايَ المِسك يُختتمُ |
فافقهْ دروب صفائي يا ابن حاضرتي |
غدًا – وغير بعيدٍ – تزدهي الديمُ |