|
شاهدت مكتبة الضيا المتلالي |
في قلب أقصانا الحبيب الغالي |
وشخصت جوهرها النفيس بدمعة |
سالت على خد الكتاب البالي |
وسجل تاريخ قديم يمتطي |
ظهر الغبار بقبضة البَلْبَالِ |
وكنوز مجد قد تشتت بالضنا |
والقهر والآلام والزلزالِ |
وسطور عز قد تجمد خطها |
ومدادها بدفاتر الإهمالِ |
وغلاف ذكرى المنجزات مهلهلا |
وممزقا بمخالب استئصالِ |
وحزنت في بعدي برغم سعادتي |
في رؤيتي لمعاقل الأبطالِ |
من سجلوا تاريخ إعزاز لنا |
بجهادهم بعزائم استرسالِ |
وتقلدوا نور المفاخر أشرقت |
بضيائها من سالف الأجيالِ |
كانوا رجالا أتقنوا فتميزوا |
بمعالم ومكارم لرجالِ ! |
بالقدس عاشوا عالمين وعلموا |
واستمسكوا بجلائل الأعمالِ |
وتعمقوا بالبحث طاب مجاله |
ورحابه وعلاؤه بمعالي |
صدقا تسامى بالأعالي نبضه |
بصدور فرسان المداد العالي |
بشموخه ضاء الطريق لأمة |
تأبى انسياق عقولها لضلالِ |
وتعلمت وحيا طهورا منزلا |
من ربها المتفضل المتعالِ |
فاستسلمت لإلهها بخشوعها |
وخضوعها لله ذي الأفضالِ |
وترسمت هدي النبي (محمد) |
بمحبة للمصطفى والآلِ |
ولكل أزواج الرسول وصحبه |
جمعا بحب صادق المنوالِ |
وبكل مكتبة تلألأ جهدهم |
ونتاج تأليف صفى بجمالِ |
والقدس فينا قد تنفس فكره |
برقيق وعي صادح الأقوالِ |
كونوا لمكتبتي حماة سطورها |
إن لم تؤموا ساحة لقتالِ ! |
فعدونا يرجو احتراق سجلها |
حتى يبدد موثق استدلالِ |
ويرد حجتنا ويدحض حقنا |
بمزاعم التكذيب والإضلالِ |
ولذا يحارب كل شيء عندنا |
في كل أصعدة بمحض نكالِ |
ويود سلب هواءنا وفضاءنا |
وقلوبنا ومواضع الآمالِ |
ويزوّر التاريخ تزويرا به |
ننسى الحقوق بجيلنا وعيالِ |
ويقيم صهيون اللعين ضلاله |
فينا بزور البغي والإخلالِ |
هيا أقيموا باتساق ما مضى |
بالقدس من علم الزمان الخالي |
بثوه بثا بالفضاء لعالم |
أعطى لـ(إسرائيل) دعم خبالِ |
قد غض طرفا عن مآسينا بها |
ظنوا اليهود ضحية استغلالِ |
ونما لديهم وهمهم بجهالة |
من مجرمين بفسقهم جُهَّالِ |
قوموا بعزم العارفين ووضحوا |
لهم الحقيقة بارتقاء مقالِ |
وزنوا الأمور بحكمة وكياسة |
بلسان صدق بلاغة ووصالِ |
يا قدسُ فيك ترسخت بوثائق |
شتى نفائس مضرب الأمثالِ |
كالدر والياقوت تصفو للنهى |
ولمن أراد معارفا بنوالِ |
وبجوهر التاريخ سالت للورى |
بسيول عقيان جرت بمنالِ |
إني سعدت بما رأيت ومهجتي |
حنَّت له بحقيقتي وخيالي |
وثوى فؤادي سارحا بربوعها |
يمضي بمكتبة المنى الهطالِ |
بـ(النت) قد همُّوا انطلاق رباطها |
هيا جميعا في خطى استعجالِ |
إني لمشتاق لرؤيتها كما |
يشتاق ظمآن كؤوس زلالِ |
أو كالغريب بشوقه لبلاده |
ولأهله ولراحة للبالِ |
وأرى قريبا نصرنا بمشيئة |
لله ربي ذي الجلال الوالي |
فخذوا لذلك أهبة بصلاحكم |
ووئامكم بشكيمة استبسالِ |
ودعوا التفرق والتشرذم والهوى |
وحياتكم بلجاجة وجدالِ |
واستقبلوا ذاك الشعاع لمسجد |
أقصى شريف أجمل استقبالِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما البدر لاح بنوره المتلالي !! |