جمعُ المؤنثِ السالمُ ما جُمعَ بألف وتاءٍ زائدتينِ، مثلُ "هنداتٍ ومُرْضِعاتٍ وفاضِلاتٍ"، (ونحو "قضاة وهداة" هو من جموع التكسير، وليس بجمع مؤنث سالم؛ لأن ألفه ليست زائدة، بل هي منقلبة، والأصل "قضية وهدية" بوزن "فُعَلة" بضم الفاء وفتح العين. وتاء جمع المؤنث السالم مبسوطة، وتاء "قضاة وهداة" ونحوهما مربوطة. ونحو "أبيات وأشتات" من جموع التكسير أيضاً. لأن تاءها أصلية).

الأسماء التي تجمع هذا الجمع

يَطَّرِدُ هذا الجمعُ في عشرة أشياء:
الأولُ: عَلَمُ المؤنثِ كدَعْد ومَريمَ وفاطمةَ.
الثاني: ما خُتمَ بتاءِ التأنيث كشجَرةٍ وثمرةٍ وطَلْحةَ وحَمزة.
ويُستثنى من ذلك "امرأةٌ وشاةٌ وأمَةٌ وشَفة ومِلَّةٌ"، فلا تُجمعُ بالألف والتاء. وإنما تُجمعُ على "نساءٍ وشِياهٍ وإماءٍ وأُممٍ وشِفاهٍ.
الثالث: صفةُ المُؤنث مقرونة ً بالتاءِ كمُرضعةٍ ومُرضعاتٍ، أو دالةٍ على التفضيل كفُضْلى "مؤنث أفضلَ" وفُضْليَات. (لذلك لم يجمع نحو "حائض وحامل وطالق وصبور وجريح وذمول" من صفات المؤنث، بالألف والتاء لأن الشرط في جمع صفة المؤنث بهما أن تكون مختومة بالتاء، أو دالة على التفضيل. وهذه الصفات ليست كذلك. بل تجمع على حوائض وحوامل وطوالق وصبر "بضم الصاد والباء" وجرحى وذمل "بضم الذال والميم").
الرابعُ: صفةُ المذكر غير العاقل كجبلٍ شاهقٍ وجبالٍ شاهقات وحصانٍ سابقٍ وُحصنٍ سابقات.
الخامسُ: المصدرُ المجاوزُ ثلاثةَ أحرف غيرُ المؤكَّدِ لفعلهِ كإكراماتٍ وإنعاماتٍ وتعريفاتٍ.
السادسُ: مُصغَّرُ مذكَّرِ ما لا يعقلُ كدُرَيْهمٍ، ودُرَيْهِماتٍ، وكُتَيِّبٍ وكُتَيِّباتٍ. (وإنما جاز جمعه لأن المصغر صفة في المعنى، وصفة المذكر غير العاقل تجمع بالألف والتاء كما علمت. أما مصغر المؤنث غير العاقل فلا يجمع بهما، وذلك كأرينب وخنيصر وعقيرب (تصغير أرنب وخنصر وعقرب)؛ لأنه في المعنى صفة لمؤنث خالية من التاء وليست دالة على التفضيل كما علمت. وقد نص العلماء على أن مصغر المؤنث غير العاقل لا يجمع جمع المؤنث السالم (راجع حاشية الصبان على الأشموني، وحاشية ابن عقيل، للخضري، وجمع الجوامع وشرحه همع الهوامع، للسيوطي، والتصريح شرح التوضيح، للشيخ خالد) ولذلك لم يصب بعض المؤلفين من المتأخرين في تجويز ذلك وجعله مطرداً مع نص العلماء على منعه. أما نحو (أذنية) تصغير (أذن)، فيجمع على (أذينات) لمكان التاء التي لحقته عند التصغير. وما ختم بتاء التأنيث يجمع بالألف والتاء مطلقاً كما علمت).
السابعُ: ما ختمَ بألف التأنيث الممدودة كصحراءَ وصحراوات، وعذراءَ وعذراوات، إلا ما كان على وزن (فَعْلاء) مُؤنثِ (أفعلَ)، فلا يُجمع هذا الجمعَ كحمراء (مؤنثِ أحمرَ)، وكحلاءَ (مؤنث أكحلَ)، وصحراءَ (مُؤنث أصحرَ) وإنما يُجمعُ هو ومذكرُهُ على وزن (فُعْلٍ) كحُمْرٍ وكُحْلٍ وصُحْرٍ. (وأما جمعهم "خضراء على خضراوات" كما في حديث "ليس في الخضراوات صدقة" فخضراء هذه ليس المقصود منها الوصف بالخضرة، وإنما أرادوا بها الخضر وهي البقول والفاكهة فهي قد صارت اسماً لهذه البقول، ولا يقال في مقابلها (أخضر)؛ فهي (فعلاء) ليس لها (أفعل)، وقد جرت مجرى (صحراء) التي معناها الأرض الخلاء فجمعها كصحراء بالألف والتاء، إِنما باعتبار أنهما اسمان لا صفتان).
الثامنُ: ما خُتمَ بألفِ التأنيثِ المقصورةِ كذكرى وذِكريات وفُضلى وفُضليَات وحُبلى وحُبليَات، إلا ما كان على وزن (فَعْلى) مُؤنث (فَعْلانَ) فلا يُجمع هذا الجمعَ كسَكرى (مؤنث سكرانَ) ورَيَّا (مؤنث رَيَّانَ) وعَطْشى (مؤنث عطشانَ). وإنما يقالُ في جمع (سَكْرى) ومذكرها: (سُكارى وسَكارى وسَكْرى)، وفي جمع (ريَّان) ومذكرها: (رِواء) بكسر الراء، وفي جمع (عَطْشى) ومذكرها: (عِطاشٌ) بكسر العين، وعَطاشى بفتحها.
التاسعُ: الاسمُ لغير العاقلِ المصدَّرُ بابنٍ أو ذي كابن آوى وبناتِ أوى، وذي القَعْدَةِ وذواتِ القَعْدَةِ. (ابن وذو المضافان إلى غير العاقل تجمعهما على بنات وذوات. أما المضافان إِلى العاقل فيجمعان على بنين أو أبناء وذوي، فتقول في جمع ابن عباس وذوي علم: "بنو عباس، وأبناء عباس، وذوو علم").
العاشرُ: كلُّ اسمٍ أعجميٍّ لم يُعهَدْ له جمعٌ آخر كالتّلغرافِ والتّلِفونِ والفُنُغرافِ والرزْنامجَ والبَرْنامجِ.


وما عدا ما ذُكرَ لا يجمع بالألف والتاءِ إلا سَماعاً وذلك كالسماواتِ والأرَضاتِ والأمهاتِ والأُماتِ والسِّجلاتِ والأهلاتِ والحماماتِ والإصطبلاتِ والثّيباتِ والشَمالاتِ.
ومن ذلك بعض جموعِ الجمعِ كالجمالاتِ والرِّجالاتِ والكلاباتِ والبُيوتاتِ والحُمراتِ والدُّوراتِ والدياراتِ والقُطُراتِ. فكل ذلك سماعيٌّ لا يقاس عليه.