فاضَ الفؤادُ بِدمْعِهِ وبكاني * * حينَ اللقا وتعاظَمتْ أحزاني
عند الغروبِ عرفْتَ كلَّ فضيلةٍ * * لِنقاءِ زهرِ الأقحوانِ القاني
ورويتَ ظامِئَ وردِنا ببراءَةٍ * * زادَ العفافُ على مدى الأزمانِ
يا ساحِراً مُتمادِياً في غِيِّهِ * * رُمْتُ الرثاءَ لحالِهِ فرثاني !
أيقظتَ ودَّاً بالنقاوةِ حافِلاً * * زوَّدتني بِروائعِ الإيمانِ
خَضَّبْتَ ذاتي كي تزيدَ مرارتي* * وتَصُبَّ نيراناً على نيراني
إثمٌ صغيرٌ أرْتئيهِ كبائراُ * * لولا الخوافي كيفَ بالطيرانِ !؟
لا تحقرنَّ خطيئةً مهما دَنَتْ * * مُتَذرِّعاً بفعائلِ الشيطانِ
بِبداهةٍ قد نِلْتَ بعضَ عبيرِها * * أنت السعيدُ تقولُ : ما أشقاني !؟
وعقدْتُ للدمعِ السخيِّ مودّةً * * والعينُ تألفُ حُرْقةَ الأجفانِ
أبدعتُ من حلو الحروفِ قصائداً * * علَّ الحروفً بصدركم تلقاني
وسقيْتُهُ عذبَ الشرابِ مُكوْثراً * * مزَجَ المرارةَ علقماً وسقاني !
وبنيْتُ قصراً بالفضائلِ عامراُ * * وزُكاءُ تسكنُ جنّةَ البُنيانِ
ودخلْتُ صحراءً بنفسِكَ قفْرةً * * والقلبُ دامٍ مُهْملِ الأركانِ
فقرأتُ فاتحةً لموتِ قصائِدٍ * * في الصدرِ ترقُصُ رقصةَ الحيرانِ
أهوى الودادَ مُتوَّجاً بِثباتهِ * * أهجوهُ عند تقلٌّبِ الألوانِ
هاقد نسيتُ مشاعري وعواطفي * * لو كنتَ تُدرِكُ نعمةَ النسيانِ !
يامن يظنُّ السوءَ فيمن حولهُ * * والظنُّ إثمُ الإنْسِ في القرآنِ
إن هاجَ بحرُكَ في الحياةِ لمرةٍ * * تلقاهُ دوماً خامِداً بُرْكاني
هيام عبد الكريم الأحمد