العمر ُولىّ وغابْ
والفجرُ أضحى ضبابْ
والحقُّ يبقى شهابْ
وإنْ علاه ُالسحابْ
يا قلبُ لا لنْ أهابْ
إذا غَزَتْني الصِعابْ
وإنّما مِنْ ترابْ
جئنا ونغدو ترابْ
والدهر دهر الذئابْ
أُدميتُ فيهِ بنابْ
كجيفةً ِللكلابْ
لَمّتْ عليها الذبابْ
لمْ يجدِ فيهِ خطابْ
وَلاتَشَكّي العذابْ
فما الّذي يُسْتَطابْ
وكلُّ مافيهِ صابْ
إيعادُ دهري صوابْ
ووعْدهُ منْ كِذابْ
والسعدُ جدٌ وغابْ
عنّي وضاعَ الشبابْ
والروحُ تهوى اغترابْ
في حيِّ طيفِ ربابْ
وصفحتي من كتابْ
دهري وشر الكتابْ
بها هويتُ ربابْ
والصد منها جوابْ
صفحاتُ عمري كتابْ
غدائرّ مِنْ سرابْ
والقلبُ كالطفل ِشابْ
والعقلُ في الحزنِ ذابْ
والحلمُ درب ٌوبابْ
تجفوهُ خطوُ الشبابْ
والسعيُ للذاتِ خابْ
ففيمَ فيهِ أُعابْ
غداً يضمّّ الترابْ
الضُحْكَ والاِنتحابْ
فهل تُرى ِمنْ إيابْ
ِمنْ هجرةٍ ياصوابْ
أمُحْتَوىً للرغابْ
مَنْ غَرْبََلتْهُ الحِرابْ
وحقل عمري يبابْ
أنّى التَفَتّ الخَرابْ
مسافراً في العذابْ
أدنو وينأى الطلابْ
يا صاحبَ المجد طابْ
بسعيكم ذا الطِلابْ
والخيل تهوى رحابْ
بيداء سيف الهضابْ
وأنت تهوى الإيابْ
للفوز يوم الصعابْ
مازن عبد الجبار ابراهيم العراق