مخاضات الخطاب الشعري المعاصر
مقاربات أسلوبية وقراءة في التقنيات والخرائط
تأليف: د. حسام عقل
- هل تتشكل خارطة شعرية جديدة؟!
ربما يكون هذا هو السؤال الذي يحاول الناقد الأدبي "د. حسام عقل" طرح إجابات له في كتابه النقدي "مخاضَاتُ الخطاب الشِّعريِّ المعاصر - مقاربات أسلوبيّة وقِرَاءة في التقنيات والخرائط" والصادر حديثًا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، في 224 صفحة من القطع المتوسط.
الكتاب يرصد أبرز الظواهر الشعرية المستحدثة، مع تقييم المنجز الشعري في العقدين الأخيرين بحيدة وتجرد، وتقصي نماذج من الخطاب الشعري المعاصر.
يقول د. حسام عقل في مقدمة كتابه:
( قُدِّر للحركة الشعريَّة العربية، في مجرى تطورها المتصل، أن تشهد في العقد الأخير تحولات جذْرية تطال العمق وتمس الخرائط التقليدية بقوة ونفاذ، فتعيد تخليقها في محاضنها البكر الخلاقة، وتصوغ بدبيب أناملها سيماء جديدة وخصائص نوعية مفارقة. وهو ما كان، في حقيقته، إيذانًا باستواء مشهد شعري طازج، يتفق مع نظيره السابق في قواسم مشتركه لا مفر من الإقرار بها، ويباينه في رقعةٍ رحيبة تُوائم ما استحدث من رؤى، وما طرأ من سياقات. وفي المساحة القائمة بين الاتفاق والمباينة مضت التجربة الشعرية تصوغ تياراتها، وتصنع حراكها، وتفرخ رموزها وأجيالها، وتنسج في حميا هذا الحراك الشامل المحتقن نمطًا فريدًا من التطور يتماس مع التراث الممتد في تضمينات أو تناصات حينًا، وقد يستدبر هذا التراث، برمته، في قطيعة (إبستمولوجية) تصر في مسعاها المعلن على بتر أوردة الاتصال ووشائجه حينًا آخر!
وأيًا ما كانت تجليات هذا التطور ونتائجه المتحققة أو المرتجاة، فإن أمانة الضمير النقدي المصاحب لأية حركة شعرية باذخة مستنيرة، يتعين أن تكون حافزًا محرضًا على استفراغ الجهد النقدي دون تقاعس أو وناء، لارتياد الخرائط الجديدة، وتصنيف نماذجها اللافتة، والوقوف على تياراتها المتآزرة أو المتجادلة أو حتى المتدابرة!.
وعلى خلفية هذه التطورات النوعية الغائرة، خرجت هذه الدراسة لتحشد أدواتها النقدية في مراح زمني يمتد نحوًا من عشر سنوات، سلختها تجربة الشعر العربي من عمرها المتطاول، لتتنفس تجربة النقد الأجواء ذاتها التي تتنفس بها تجربة الإبداع الشعري في صدر الألفية الميلادية الثالثة.
وقد كان تضييق الشريحة الزمنية التي تناور حولها المقاربات؛ مقصودًا لتكون الرؤية أوفر إحكامًا، وتكون دائرة المجال المرصود أدنى إلى التمثل، وأجنح إلى سلاسة القياد؛ رغم الاعتراف باستعصاء الظواهر الشعرية دائمًا على القولبة أو المقولات المسبقة أو التصنيفات العجلى؛ بوجهٍ عام. و هو ما يجعل من مقولة "الإحاطة المستوعبة" في ركاب المفردات النافرة الغريبة التي لا يقر بها فن الشعر، و لا تنصاع لها خرائطه........).
المؤلف في سطور:
د. حسام عقل
• أستاذ الأدب العربي بكلية التربية جامعة عين شمس.
• حصل على الماجستير في موضوع "البناء المقطعي في الشعر العربي المعاصر" عام 1996
• حصل على الدكتوراه في موضوع "السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث" عام 2000
• عضو لجنة الدراسات الأدبية واللغوية بالمجلس الأعلى للثقافة بجمهورية مصر العربية.
• ناقد أدبي نشط في المنتديات والمحافل.
• يقوم بتقديم بعض البرامج الثقافية في الفضائيات والإذاعة.
• من إصداراته:
- في رحاب العربية
- مشاهد من النقد العربي الحديث
- جدل المراثي الضاحكة
- مقالات ودراسات نقدية نشرت بـ(الأهرام) و(القاهرة) و(الثقافة العربية) ومجلة (ضاد) و(الرافد) الإماراتية،
وغيرها من الدوريات المصرية والعربية.
عرض
محمود سلامة الهايشة
كاتب ومهندس وباحث مصري
]