هل هذا ما منحتني إياه الأيام ....أيها البائع هل لديك رائحة الورد من هذا المعطر ... لا لا يوجد لدينا إلا هذه الرائحة أيها الوالد .. يمكنك أن تجربها إنها جميلة ونفاذة ...
رد الوالد يوسف في ثقل لا لا أريدها ... أحب رائحة الورد ... في غير اكتراث التوى بجسده الهزيل مغادراَ المكان باحثاَ عن محل يجد فيه رغبته .. وقبل أن يخطو خطوته الأولى فاجئه وجود صديقة القديم أو أمل ....
أهلاَ أهلاَ صارت لنا مدة لم نلتقِ ...صحيح ... يوسف ما هي أخبارك ...أخباري كما ترى يا أبو أمل ... لقد تقاعدت من خدمة التدريس وها أنا صديق المنزل والتلفاز والمقهى ...
في تنهد منبعث من أعماق صدر أبو أمل قالاَ : عجباَ عجباَ ...لهذه الأيام هل يا ترى هذه ما منحتنا إياه الأيام يا يوسف أم أن هناك منحى أخرى ستتوارد علينا في إعقاب عهدنا الآزف...
تشع من فم يوسف ابتسامة هادئة قائلاَ على رسلك يا أبو أمل ربما هذه المنح الذي أتتنا كان خيرها .. شرها سوف يوافينا فيما بعد ...
المهم العمر يذهب وتذهب أرواحنا معه يبدوا أني عطلتك عن المضي نحو حاجتك ...
اسمحلي سوف أبحت عن حاجتي عليٌ أجدها في هذه اللأسواق المترادفة ...
حسناَ نأمل أن نلتقي عما قريب سنتواصل .. امتعض قلب يوسف من كلماته ... ربما لأنه لم يصبه مرض مزمنا أو عاهة أو افة كبيرة .. لقد استوطنت كلماته التي تدحرجت منه من بين قلبه المكتظ بالهموم ،المتهرئ من صدمات الأيام، والسنين فحاول جاهداَ مستبعداَ الجانب المظلم منها في أزيز داخلياَ مفاده الخوف من منح الأيام القادمة منح رغم صورتها المشوه بالمرض والخوف والعيش في دار العجزة قادته هذه الهموم ليصطر الحزن على قلب ووجه يوسف .. ليترك السوق والحاجة التي من اجلها خرج من بيته باحثاَ عنها .. ليعود خالياَ اليدين مكسور الخاطر متوهجاَ من المستقبل المجهول ، و منح الأيام المطروقة
كتبة /رعد الريمي
3-11-2011م