قد يتساءل البعض عن الدوافع التي أدت إلى كتابة سلسلة :
إني لك في كل الأوقات
وما تضمنته هذه السلسلة الطويلة التي بدأتها منذ مدة
وجعلتها متتالية في مضمونها ، الذي عالج منظورا وجدانيا ، اختلطت فيه الأفكار.. بين القبول والإذعان .. وبين الريبة والشك أحيانا وبين الثقة والاطمئنان .
لقد مورست ضغوط معنوية مباشرة على تطلعاتي .. واستخدمت أساليب دنيئة باختراق المحظور الذي اعتبره خطاً احمر.. لا أسمح لأحد بتجاوزه..
إن الفكر الحر .. والقلم النابض .. وصدق الرؤية .. والحس الوجداني
يقرأ كل شيء بتبصر وتمعن .. ويلقي الضوء بشكل مباشر من خلال تلك الرؤيا .. بوحدة الكلمة .. وجعلها منطلقا للتوضيح ولفت النظر
عندما بدأت في كتابتها كنت بين ناريين .. نار الحقد والحسد .. ونار الرفض لما يحدث .. فأشعلت فتيل الصرخة في أعماقي ، وأطلقت العنان لتوجهاتي في تحد ٍ واضح المسار.. وأسهبت في التعبير عن كل مغالطات الأمر .. رغبة في الوصول إلى حقيقة أنا قاصدها .
لقد اخترت القسم الأول ليعبر عن مدى الرغبة في الحصول على أكبر قدر من الأمان بالاختيار الصحيح . وهنا كان للمرأة دورا في تجسيد الموقف ، إذ اعتبرها صدر الحنان ونهج العطاء .. وروض الكبرياء
ما كان حبي لها عبثا ..
أو تطاولا على الكبار
وإنما صفحة بيضاء سطرتُ فيها
أحلى المشاعر ونصاعة الإحساس
إن تجاوزتها يوما .. ولم التفت لها
كانت متهيئة ً
تسألني :
لماذا ؟..
ولمَ تنساني ؟..
فأجيبها :
لا .. أبدا ً..
أنت في عالمي كالسحر في الأوصال
وكالفرات لعطشى الماء
أنت ريحانة الصبا
وزهرة العمر الفواح
أنصفيني برؤيا فيها كبرياء الأنوثة وعظمة الرجال
وبعدها انتقلت إلى توظيف الكلمة للربط بين الشعور الوجداني ، والمشاعر الصادقة ، وبين الخلل الذي يصيب تلك المشاعر إذ قلت :
أحببتك بيقين المحب للإيمان
أحببتك بكل تحد لمن أراد العبث والفساد
إياك أن تظني الظنون بسلوكي
فانا العبد الفقير الذي احتواه الدلال
واستبسل حتى يحصد أجمل اللحظات
فكيف تجبريني أن انتقد نفسي
فقد فقدت الصبر بالمعاناة
مهلا على قلبي الصغير
وما أن تبدلت الرؤيا بتصويب الحقيقة ، حتى أجزت لنفسي استراحة فكرية نهجت فيها الهدوء وراحة البال .. واستقراء النفس البشرية ، حتى تجدد الحس العاطفي ليتغلب على كل الضغوط النفسية من وشي ومن استئثار للذات .
ذات يوم ..
قرأت بين السطور مداعبة
عرفت أن الفرحة تقصدني
فهمست لها .. لا تبتئسي
لابد من أن يصطلح آمري
و غادرتني مكفهرة الوجه
خوفا وحزنا من القدر
فقلت لها
إن الله حافظ حقي
فانا وأنت توأمان في وحدة الروح
فلا تبتئسي
إني إليك قادم رغم المحن
احمل كل بشرى فيها التمني
ثم تتالت الصرخات مدوية .. بظهور بوادر الشر عند أصحاب النفوس الضعيفة والعقول المريضة ، للحصول على مراهنات نفسية ، لتقهر النهج السلوكي الصحيح ، فامتهنت أسلوب التذليل تارة ، وأسلوب القهر تارة أخرى ، باقتحام خفي ليفتضح أمرها من خلال أخطائها المتراكمة .
هنا وضحت تلك المسالة بقولي :
لا .. وألف لا .. لن أقبل .. ولا أقبل ..
أن تكون الحياة مرسال الكلمات
لننذر أنفسنا إلى براءة الحسم
ولتكن أفعالنا خير من الكلام
إني وهبتك نفسي قبل أن تكوني
ومنحتك القلب وراحة البال
لكن يبدو أن الهدوء والاسترخاء عند جدول المحبين حرام
لا لن اصرخ ..
ولن أعاتب ..
ولن ابكي على الأطلال
أنا شهد الرضا والحب غايتي
ونزوات العبث بعيدة عن خيالي
فمن سار في النور لا يتعثر أبدا
ومن تخلى عن شيمه بات ذليلا في الدار
وبعد تداول بين مد وجذر، تقهقرت معايير الاستهلاك اللفظي في قلب كفة القهر لتنجلي الصورة بشكل أوضح :
سأنتظر..
سأنتظر دائما القطرات التي لا تأتى
والتوأم الذي لم أراه
والأيام الغامضة الآتية
كما انتظر ربيع الحياة كل يوم ... لعله يأتي
إني قادم يا توأم الروح
إني قادم مع حبات المطر
آتي مع نسيم الإشراق في يوم ربيعي
قادم أحمل أسفاري
وكراريسي وأقلامي
أخط عليها سطور الانتظار
وأجردها من الأحزان والآلام
لقد انتظرت .. وتهاوت كل المحظورات
وبعد طول المسير على رحى الطاحون ، ومشقة الطريق ، ظهرت للعيان مداخلات الشك والظنون . فباتت كل ومضة سوداء .. وكل بيان فيه شك . والحال قائمة على استغلال مكامن الشر، لتحقق غاية زرعت من قبل الحاقدين ، وتسللت خفية إلى النفس دون رادع . وحاكت ثوب الضغينة لتلبسه إلى الفضيلة ، بتراكمات لا أخلاقية .
هنا تعثر القلم بعض الشيء لعدم وضوح الرؤيا تماما ، لان الأمور اختلطت ، وميزان الصواب تعطب من كثرة الأثقال .
وتنوعت الأسباب في دخول ساحات العقل ، لتفرض نزوات متردية للعبث فيها ، فحصدت كل ملامح الفرحة فجاه ، وأوهمت النفس بسلوك بغيض .. لأقرا في الوجوه نظرة سوداوية أدمت الجراح الذي ما لبث أن التئم .
في كل لحظة بت اشك في نفسي وسوء نيتي
في كل لحظة يراودني الشك في تصرفاتي
وكأني لا اعرف كيف يكون التصرف
أصبح كل ما حولي ينبهونني أني أعرج دون أن ادري
أسير خطاي .. دون أن ارسم دربي
أتوهم الصواب والكل يدري
لكن شعاع نور أيقظني
أني لا أقرأ ما يكتب أو يحكى عني
استفق من جهالة الأقزام
لان العدو نحو السراب لا يغني
فالشمس تشرق كل يوم
وفي إشراقها تتولد الآمال
وأصغي السمع لكل ما يحكى
واسترق النظر لجمال الكون
هي كذلك .. تبقى المداخلات في العبث ، تسيء للآخرين عن قصد ، بتجاوز كل الحقوق وتخترق موانع الذات ، لان تبعيتها ملك لوساوس الشيطان.
لقد أردت في هذا المشوار من خلال سلسلة :
إني إليك في كل الأوقات
هنا وجدت أن أحدد تباين المسارين .. للخير والشر .. والرؤيا الصحيحة للتواصل الإنساني عبر سيرته الذاتية .. وجعلت المرأة هي محور التبادل الفكري ، باحتواء كل الأسباب المؤثرة في نهج السلوك الإنساني ، بتبادل ملحوظ بين العقل والقلب .. وبين الرفض و القبول .. في تسلسل هذا الموضوع الذي أمضي به قدما بإذن الله .
قد يتراءى للبعض أن محمد رامي ينهج أسلوب التعاطي مع المرأة كمحرك أساسي لكل نصوصه ومواضيعه لتجذب المتلقي برغبة..
لا .. لا .. أبدا .. إنها نظرة خاطئة
وهنا ألفت النظر أن المرأة هي نصف المجتمع خلقها الله فأحسن خلقها وجعلها مثال الرقة والعذوبة . وصدر الحنان .. والقلب الكبير الذي يحتضن كل المؤثرات وخصها بالأمومة .. فكانت شعاع الأمل ومحط الأنظار لكل المبدعين .. فيها الوفاء .. وفيها الحـُلـُمْ .. رغم الغيرة التي تسكنها .. تبقى الزهرة الندية التي يفوح عبقها على الإنسانية جمعاء
لقد ذكرت المرأة كثيرا في أعمالي .. لأني احترم وجودها بيننا كأم .. وأخت .. وزوجة .. وابنه.. فأسلط الضوء على كينونتها لتبهر بوجودها الجميع .. بالكلمة الطيبة .. والإحساس الرقيق .. لتكون مبعث الإلهام .. والعطاء الدائم .. لكن واجب علينا أن لا نمتهن كرامتها .. أو نذلها .. أو نستعبدها لأغراض تغضب الله .. فلتكن راعية الطموح والأمل .. وغذاء الروح من الفضيلة .. وإدمان الحنان عند الجميع
هكذا أوجدت المرأة في نصوصي كتعبير فيه نداء العقل للقلب
وليس نداء القلب للعقل .. أراها رمز الحب الكبير .. ومصدر العطف ..
ورفيقة الدرب الطويل في شعاب الحياة المتعددة
آمنت بالله ربي .. ومحمد نبيي .. وبالإسلام ديني .. والقران كتابي
فلا القي بحروفي هباء ..لتكون مصدر فتنة أو استهلاك لمشاعر المرأة .. بل تكن دافئة تشع بالمعرفة والفائدة والخير للجميع . وسطور توعية وتوجيه .. فيها الحكمة لكل ضال .