شُرطيُّ الظّلام
0
على هامش الأيّامِ
يُلقيكَ عالَمٌ
لأنّكَ لم تدفعْ ضريبةَ سطوتِهْ
0
يُغذّي رُؤوسَ المالِ
لحماً طازجاً
ويُلقي إليكَ العظمَ
آخرَ ليلتِهْ
0
وتُصبحُ زِنجيّـاً
يذوبُ بأمِّةٍ
مِن البِيضِ
تبني مَجدها
بإزالتِهْ
0
تُقشِّرُ بالسِّكِّينِ
جِلدَ حياتِهِ
لكيْ يهضمَ السّاديُّ
لُبَّ حضارتِهْ
0
كأنَّك مَسجونٌ
بمليونِ تُهمةٍ
ويَستمتعُ القاضيْ
بحُكم إدانتِهْ
0
إلى ساحةِ الإعدامِ
تخطو مُكبَّلاً
يُحيطُك شُرطيُّ
الظّلام بقسوتِهْ
0
أمامَ عُيون العُمي
تُصبحُ فُرجةً
ويتلو عليك الشَّيخُ
زَيفَ شهادتِهْ
0
ففي صفقةِ الأوطانِ
وَقّعَتَ رَفضَهمْ
ولم تَنقُد السِّمسارَ
أجرَ عمالَتِهْ
0
وَأعلنتَ للتُّجّارِ
حَجمَ غبائِهمْ
فلا سِعرَ للحُبِّ العميقِ
ورَوعَتِهْ
0
وما مات من للهِ
قَدَّمَ رُوحَهُ
ومن تحملُ الأوطانُ
نَعشَ جِنازتِهْ