إن فقه جموع التكسير يعني فقه باب واسع من العربية؛ لذا أحرص على إعادة القول فيه بأساليب مختلفة؛ لأن التكرار بأساليب متعددة له فوائد يعرفها من عانى ذلك.
واليوم نقف مع كتاب "معجم القواعد العربية" للشيخ عبد الغني الدقر؛ لأنه عالجها معالجة متميزة.
ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» قلقلة» بقلم محمد إسماعيل سلامه » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» الربيع» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: تفالي عبدالحي »»»»» عميل» بقلم إبراهيم ياسين » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» عتاب عاشق» بقلم أحمد مصطفى الأطرش » آخر مشاركة: أحمد مصطفى الأطرش »»»»» القطار .. وحقائب السفر!!» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»» كنْ طموحًا» بقلم تفالي عبدالحي » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»» من أوراق الولد الطائش» بقلم محمد نديم » آخر مشاركة: محمد نديم »»»»»
إن فقه جموع التكسير يعني فقه باب واسع من العربية؛ لذا أحرص على إعادة القول فيه بأساليب مختلفة؛ لأن التكرار بأساليب متعددة له فوائد يعرفها من عانى ذلك.
واليوم نقف مع كتاب "معجم القواعد العربية" للشيخ عبد الغني الدقر؛ لأنه عالجها معالجة متميزة.
احرص على أن تنادي أشياء حياتك الإيمان وشريعة الله تعالى!
جَمْعُ التَّكْسِير:
1- تعريفُهُ:
هو الاسمُ الدَّالُّ على أكثَر من اثنين بتَغَيُّرٍ ظاهرٍ، أو مُقَدَّرٍ.
فالتَّغيُّرُ الظَّاهرُ سِتَّةُ أقْسامٍ فهو إمَّا:
(1) بِزيادَةٍ كـ "صِنْوٍ" وجَمْعهُ "صِنْوان" (الصِّنوان: النخلتان أو الثلاثة من أصلِ واحدٍ).
(2) أو بنقْصٍ كـ "تُخَمَة" وجمعها: "تُخَمٌ".
(3) أو بتَبْدِيلِ شَكْلٍ كـ "أَسَد" وجمعها: "أُسْدٌ".
(4) أو بِزِيادَةٍ وتَبْدِيلِ شَكْلٍ كـ "رَجُلٍ" وجمعها "رِجَال".
(5) أو بنَقْصٍ وتَبْديل شَكْلٍ: كـ "قَضيب" وجَمْعُها "قُضُب".
(6) أو بِهِنَّ كـ "غُلام" وجَمْعُها "غِلْمَان".
والتَّغْيير المُقَدَّر في نحو: "فُلْك" و "دلاص" (الدلاص: البراق من الدروع)، و"هجَان" (الهِجان: من الإبل البيضاء الخالصة اللَّون الكريمة، ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع)، و"شمَال" (الشمال: الطبع)، و "عفِتَّان" (العِفِتَّان: القوي الجافي) وجَمْعُهُنَّ مثلُهُنَّ وضعاً وَشَكْلاً (فيقدر في فلك مثلاً زوال ضمة الواحد، وتبدلها بضمة مشعرة بالجمع، وهكذا الباقي ويظهر هذا بسياق الكلام).
ووَزْن جَمْع فُلْك كـ "بُدْن" وكذا القولُ في إخوانه، وقيل: إنها اسمُ جمع.
2- نوعاه:
(1) جمعُ التكسير للقلَّة.
(2) جمعُ التكسير للكَثْرة.
1- مدلوله:
مَدْلولُ القِلَّةِ مِن ثَلاثةٍ إلى عَشَرةٍ بطريقِ الحَقيقةِ، ويُشارِكُهُ في الدِّلالَةِ على القِلَّةِ جَمْعَا التَّصْحِيح إلاّ إذا اقْتَرَنَ كُلٌّ منها بـ "أَلْ" الاسْتِغْرَاقِيَّة أو أُضيفَ فحينئذٍ يَنْصرِفُ إلى الكَثْرَةِ نحو: {إنَّ المُسلِمينَ والمُسْلِمات} (الآية "35" من سورة الأحزاب "33" ) ونحو: "إنَّ مُسلِمي إفْرِيقيّة صالِحون".
وَقَدْ يُسْتغْنى ببعض أبْنِيَةِ القِلَّة عنْ بِناءِ الكَثرةِ وَضْعًا كـ "أَرْجُل" و"أعْنَاق" و"أفْئدَةٍ"، وقد يُعْكَسُ كـ "رِجال" و"قلوب". وهذا ما يُسَمَّى بـ "النَّيابَة وَضْعًا".
وكذلك قد يُغْني أَحَدُهُما عن الآخر اسْتعمالًا كـ"أَقْلاَم"، قال تعالى: {مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} (الآية "27" من سورة لقمان "31"، فاسْتُعْمِلَ جَمْعُ القِلَّةِ مع أنَّ المَقَامَ للمُبَالغة والتكثير، أو بِالعَكْسِ نحو: {ثَلاثَة قُروء} (الآية "228" من سورة البقرة "2" والقُرْء: الطهر، والحيض: ضد؛ فإنَّ فُعُولًا من جُمُوعِ الكَثْرةِ، مع أَنَّ المُرادَ القِلَّة. ويُسَمَّى هذا بالنَّيابةِ استعمالًا.
2- أَبْنِيَة جُموعِ القِلَّةِ:
أَبْنية جُموعِ القِلَّةِ أرْبعةٌ: "أَفْعُل" "أَفْعَال" "أَفْعِلَةَ" "فِعْلَة".
وهاك تفصيلَها كُلا على حِدَة:
1- جَمْعُ القِلَّة على "أَفْعُل" بضم العَيْن يطرَّد في نوعين:
(أحدهما) "فَعْل" صحيحَ العين سَواءٌ أصَحَّتْ لامُهُ أم اعْتَلَّتْ بالياء أَمْ بالواو، نحو"نَجْم" وجمعُها "أَنْجُم" و"ظبْي" وجمعُها "أَظْبٍ" و"جرْوٌ" وجَمْعها "أَجْرٍ" (وأصلُ "أظْبٍ وأجْرٍ" أظْبُي وأَجْرُو، قلبت ضمتهما كسْرة، فقُلِبَت الواو ياءً، وحُذِفتِ الياءُ للتنوين). بشَرْط أن لا تكُون فاؤه واوًا كـ "وَعْد" ولا لامُه مُمَاثلةً لِعَينه كـ "رَقّ".
بخلافِ "ضَخْم" مع أنَّه على وزْنِ فَعْل، فإنَّه صفةٌ وإنما قالوا: "أَعْبدُ" لغلبةِ الاسْميَّة، وبخلافِ "سَوْط" و"بيْت" لاعْتِلال العَيْن. وشذَّ "أعْيُن" قال تعالى: {تَرَى أَعيُنَهُمْ تَفِيضُ منَ الدَّمْعِ} (الآية "83" من سورة المائدة "5" ) وَشَذَّ قِياسًا وسَمَاعًا "أثْوُب وأَسْيُف".
قال مَعْرُوف بنُ عبد الرحمن:
لكلِّ دَهْرٍ قد لَبِسْتُ أَثْوُبا * حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعًا أَشْيَبا
وقال آخر:
كأنَّهُمْ أَسْيُفٌ بِيضٌ يَمانِيَةٌ * عَضْبٌ مَضَارَبُها باقٍ بِها الأُثُر
(العَضْب: القاطع، والأُثُر: أثر الجرح)
وشذَّ "أوْجُه" جمع وَجْه؛ لأن فَاءَه واوٌ، وشَذَّ "أكُفُّ"؛ لأَنَّ لامَه مُمَاثِلةٌ لعَيْنِه.
(ويُحفظ في "أفعلُ" ثمانية أوزان: "فِعل" كـ "ذِئب" اسمًا وجمعها "أَذْؤُب" و"جلْف" صِفةٌ وجمعُها "أَجْلُف"، و"فِعْلَة" اسمًا كـ "نِعْمة" و"أنْعُم" وصِفَة كـ "شِدَّة" و"أشُدّ"، و"فِعَل" كـ "ضِلَع" و"أضْلُع"، و"فُعْل" كـ "قُفل" و"أقْفُل"، و"فُعُل" كـ "عُنُق" و"أعْنُق"، و"فَعَل" كـ "جَبَل" و"أجْبُل"، و"فَعَلة" كـ "أَكَمَة" و"أكُم"، و"فَعُل" كـ "صَنُع" و"أصْنُع". وجمعُها كلِّها لا يقع في الأسماء إلاّ "فِعلا" كـ "ذِئب" و"أذْؤُب" و"رجْل" و"أرْجُل"، ومؤنثةٌ كـ "نِعْمةٍ" و"أنْعُم" فيقع في الأسماء والصفات).
(ثانِيهما) الرُّباعي المؤنث بلا عَلامَة التَّأْنيث وقَبْلَ آخرِه مَدَّةٌ كـ "عَناق" (عَنَاق: شيء من دواب الأرض كالفهد) و"ذراع" و"عقاب" و"يمِين" فتقول في جميعها: "أَعْنُق" و"أذْرُع" و"أعْقُب" و"أيْمُن" وشَذَّ "أَفْعُل" في نحو: "مَكَان" و"أمْكُن" و"شهَاب": "أشْهُب" و"غراب" للمذكر: "أغْرُب".
يقولُ سيبويه: وإنَّما مَنَعهم أن يَبْنُوه - أي جمع أفعال على أَفْعُل - وهو الجَمْع قبل هذا - كراهِيَة الضمة في الواو، فلمَّا ثَقُل ذلكَ بَنَوْهُ على أَفْعال، أو لأَنَّه على غَير "فَعْل" نحو: "حَمَل" و"أحْمال"، و"نمِر" و"أنْمار"، و"عضُد" و"أعْضَاد"، و"حِمْل" و"أحْمَال"، و"عِنَب" و"أعْناب" و"إبِل" و"آبَال"، و"قُفْل" و"أَقْفَال"، و"عنُق" و"أَعْناق".2- الجمع على "أَفْعَال"
والغالب في فُعَل أن يجيء على "فِعْلاَن" كـ "صُرَدَ" (الصُّرَد: طائر ضخم الرأس) و"صرْدَان"، و"جرَذ" و"جرذان".
وأَتى على "أَفْعال" شُذُوذًا "أَحْمال" و"أفْراح" و"أزْنَاد" وقِياسُها: "أَفْعُل"، قال تعالى: {وأُولاتُ الأحْمال} (الآية "4" من سورة الطلاق "65"). وقال الحُطَيئة:
ماذا تَقُولُ لأفْرَاخٍ بذِي مَرَخٍ * زُغْبِ الحَوَاصِلِ لاَ ماءٌ وَلا شَجَرٌ
(الأفراخ: أراد بهم الأولاد، وذو مرخ: واد كثير شجر المرخ)
وقال الأَعْشَى:
وُجِدتَ إذا أصْلَحُوا خَيرَهم * وزَنْدُك أَثْقَبُ أزْنَادِهَا
(الزند: العود الأعلى يقدح به النار، والزندة: العود الأسفل، و"أثقب" من أثقبَ النار: أي أوقدها).
جَمعُ القلة على "أَفْعِلةَ" هو جمع لاسمٍ مُذكَّرٍ رُباعي بِمَدَّةٍ قبلَ الآخرِ نحو: "طَعَامٍ" و"حمَار" و"غراب" و"رغيف" و"عمود"، فتقول: "أَطْعِمَة" و"أحْمِرَةَ" و"أغْرِبَة" و"أرْغِفَة" و"أعْمِدَة".3- الجمعُ على "أَفْعِلَة"
والتُزِمَ بناءُ "أَفْعِلَة" في "فَعَال" بالفتح و"فِعَال" بالكسر إذا كانا مُضَعَّفَي اللاَّم أو مُعْتَلَّيْهَا؛ فالأول كـ "بَتَات" و"زِمَام" فتقول في جمعهما: "أَبِتَّة" و"أزِمَّة" (الأصل فيهما: أَبْتِتَةٌ وأَزْمِمَة، فالتقى مثلان فنقلت حركةُ أَولهما إلى السَّاكن قبلَهما، ثم أُدْغم أحدُ المِثْلين في الآخر).
جَمْعُ القِلةِ على "فِعْلَة" بِكَسْرِ أوَّلِه وسكون ثانيه لا يَطَّردُ في شيء، بلْ سُمِع في سِتَّةِ أَوْزان: "فَعَل" كـ "وَلَد" و"فتىً" بفَتْح أوَّلِهما، وثانِيهما "فَعْل" كـ "شَيْخ" و"ثوْر" بفتح أولهما وسكون ثانيهما، و"فِعَل" كـ "ثِنَى" بكسرِ الثَّاءِ المثَلَّثَة وفَتح النُّون والقَصْر، و"فَعَال" كـ "غزال" بفتح أوَّله، و"فِعَال" كـ "غُلام" بضم أوَّله، و"فَعِيل" كـ "صَبيٌّ" و"خصيِّ" و"جليل" بفتح أوَّله وكِسرِ ثانيه، فتقول في جمعها على "فِعْلة": "وِلْدَة" و"فتْيَة" و"شيخَة" و"ثيَرَة" و"وثِنْيَة" و"غزْلَة" و"غلْمَة" و"صبْيَة" و"خصْيَة" و"جلَّة".4- الجمع على "فِعْلَة"
وَلِعَدَمِ اِطِّراده قيل (قاله أبو بكر بن السراج): إنَّه اسمُ جَمْع لا جَمْع.