اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين الطلاع مشاهدة المشاركة
خرجت الفتاة ، وقد اتّشحت وشاحا يليق بظاعنة ترمق المدينة والدمع ينهمل .
وقد بادلتها بالنظراتِ نظراتا كأن هذه تعشق تلك ،،، وتلك هامت بهذه .
ثم آذنت الغربة أن قد آن الأوان .
فجعلت تخطو حافية القدم لا من فقر بل من تحسّر ، ولو أن جمر الغضا تحت أقدامها لما أبلغها الحسُّ ان جحيما تحت أقدامها .
فنازعتها النفس ، ونازعها الأمر ،،، وثالثة الأثافي كانت منازعة الحب .
فصارت تعض على شفتها ولِحْيُها يرعد لتجهش ببكاء كبكاء أمّ رؤوم راعها رضيعها بعد أن اغتصبه السلطان قسرا .
فصار قلبها خاويا كأنها ( يوكابد ) .
ثم ألحّ عليها الظعن فصارت حبيسة أمرين ، إما الإقدام وإما الإحجام .
ثم تفلّتَت ،،، واختبأت خلف شجرة بالمدينة ،،، تضع يدا عليها وبالأخرى تمسك ثوبها ،،، وتخرج عينها تنظر خلسة زِقاقا عُدن فيها إلى أيام الصبا .
وساعة تنظر هناك كانها أخت موسى تقصّ شقيقها الرضيع .
ثم جثت على رُكَبٍ حُرّم عليها الألم ،،، غير أنها تألمت .
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
الرقيقة : لمى حفظها الله .
هذه صورة من صور خاطرتكِ الجميلة .
وهناك صور أخرى
لي عودة
قريبا إن شاء الله
ـــــــــــــــــــــــــ
حسين الطلاع

يوكابد : هي أم موسى عليه السلام .
وما أجمل هذا الوشاح الخمري المعتق في سماء

نزفي الذي ألقيته لينير جانب الدرب بمسحة ثاقبة لعين عرفت

التوغل لعمق النص.... سلمت لنا أيها الأديب.