همسات من أعماق الصمت
كل الشموس تجمعت
والبدر يدور في فلك القبول
يبحث عن شمس تضئ قلب المهموم
يعدو .. ويعدو .. بلا توقف
حتى يصل قبل المغيب
لينير قلب الحبيب
من ظلمة الشك الدفين
وينبثق النور في الأمل الجديد
ليفرح القلب بعد آهات وعناء طويل
تجاوزته الأفراح
دون أن تلكؤه السنين
يا قلب كم عانيت من ظلم
عندما تفجر الوهم الكبير
قد نـرى نجماً دون أن نطاله
ولكن الشمس تحيي الكثير
من نورها .. انتفض القلب من سقم السنين
وارتمى في حضن الحبيب
فكيف لا يهنأ والجوهرة ملك اليمين
قالت يوما .. هناك حب قديم سكنت إليه
فكيف تبحث عن حب جديد
فقلت لها :
إن الحب يشترى ولا يباع
ولا يمنح لجلاد عند ه سيف بتار
لا يعرف إلا تنفيذ الأحكام
إن كنت في ترحال دائم لها
فلأن الكلمة في نبض مدرار
وسيان إن كنت اطلب ودها
فهي لا تعرف معنى الود ولا الإحسان
ظلمت نفسي يوما لأنني ظننت الوفاء عندها موجود
في أعماقي تحرك ساكن
يصرخ .. هل من أمل جديد
وهوى القلب على ارض لا خصب فيها
تتنازعه الأقلام في قول جميل
حبذا لو تلقفته يد أمينة قبل أن يتعفر بالتراب
وتجاوزتُ الأخطاء .. لكن الغرور كان تاج مزيف الألوان
وفي كل يوم أجد من يتقرب لها بود عله يلقى القبول والرضوان
وأنا من موقعي في قلب الجميع مراقبا
اهمس لها أن لا فائدة من الغرور
وكلما كثرت أعدادهم
كانت تفخر بان العشاق كثير
هل لحب أن ينبض وسط تلك الحشود
ويحي إن تقربت لها فقد كانت تسعى للمزيد
تعبت .. وتعب القلب .. وانساق إلى المجهول
رأيتها يوما زهرة ندية .. وقلبا نابضا
فاستقبلتها بترحاب
وتلمست أن أجد عندها كل الحبور
وتبادلنا الحديث بشوق لكن ذلك لم يدوم
عبثت ُ في أوراقها
فوجدت أن الهم سيكون كبير
وكنت أعاند نفسي دائما
أن تعود إلى الصواب متأنية
عبثا ً أحاول .. وكأنك تنفخ في بوق كبير
لكنها كانت للقلم وفية
تبعث النشوة فيه كلما خبا بريقه
تجدها تقتحم خلوة الضمير
وتسارع إلى بذل المزيد
وعدت أدراجي من ظلم الليالي
لأنها لم تدرك أبعاد ترحالي
وتلقفتني عيون كثيرة
و أيد ٍ تبحث عن مفقود
وأنا أراهن على كل قلب
لعلي أجد المفقود
وقبل أن أمضي .. اعرف المآل والغرض من اللقاء
كنت اكره الغرور أينما وجدته
لان التكبر والتعالي ليس بمرغوب
وسارعت إلى نفي العروض
وأنا متمسك بكل قول .. أو رد يحترم العقل والوجدان
هيهات .. فقد المني الاستهتار بمشاعر الإنسان
وهمها أن تعاند الجميع بتمسكها برأي ٍ ولو خالفت كل الآراء
وقولها هو الرأي السديد .. فلماذا لا يؤخذ به عند التدبير؟..
أرادت أن تجعل من نفسها وصيا على القلوب
وتتحكم بغرور في كل مقبل أو مدبر
وتنحيت ُ جانبا أراقب إسفافها
لكن عبثا أن تجعل الحجر يلين
حبيبتي .. يا من أشرقت أيامي بوجودها ..
أضاءت ظلمات قلبي
أنت ِ النور .. وأنت ِ همس فؤادي
فانك خير وافدة ٍ لقلبي الصغير
فقد وجد ضالته .. بعد بحث مرير
فلا تجعلي من لحظات الحب إلا مرتعا للسعادة والفرح الكبير
طباع الناس كفاية
لرأي .. أو لقول .. أو لسلوك غريب
حبيبتي .. اعذريني فأنت من أريد
كرهت التعجرف والتصرف العنيد
كل سطر أخطه استودعه في ركن جميل
أتجسد شخصية أريدها أنا .. أن تكون
وأكتب لها بهيام وحب كبير
ودارت الأيام .. وتقهقرت المعاناة
وانفصل الجرم الصغير عن عمد
ليستقل في تقرير المصير
ليكون بين يديك بريئا .. براءة الذئب من دم ابن يعقوب
إن كان و هما أو ظنا ً يتملكك
فإني أعود إليك أقول
بأن الحب يشترى ولا يباع
فحبي لك .. فوق كل الظنون
أنت ِ مليكتي .. وقلبي في أعماقك مدفون
لا أعرف حبيبتي إن كنتُ قاسيا عليك ِ .. أو كنت ِ قاسية عـَليَّ
دعي تلك الأوهام جانبا فبحمد الله سوف نتابع المسير
فكلانا روحاً واحدة في جسدين
قدر لهما أن يجتمعا بعد انتظار سنين
حبذا أن ننسى ما ألمَّ بنا
العمر قصير فلمَ التفكير فيما لا يفيد
عذري أنني أطلقت قلمي دون رقيب
أخطأ الصواب لأنه أساء التقدير
حبيبتي ..
يا عمري الذي سبق وعمري الآتي
أنت ِ ملاذي وكل آمالي
وحبي لك ما له مثيل
شعاع نور .. وبريق شهب في الأعالي
حبيبتي ... أعلنها
زوجا .. وحبيبة .. وخليلة ..
ونبض إحساس جميل
ليعلم الجميع .. وكل دخيل
أنني أحببتك بكل إصرار وتصميم
كنت ابحث عنك في همس الليالي وصخب الأحلام
ظننته هناك عند كل صبية مررت بها
ولكنه أخيرا وجدت الطريق
لقد اختلط الفكر والنبض والإحساس
فهل يبقى غير ذلك إلا الوفاء
فأنت ِ الحلم الكبير
رؤيا في النور
كتاب رسالة الروح
حماة ــ تحديث 8/11/2010