من دوافع الإحساس بمعرفة المعنى الصحيح ، ومن تجربة لم يكن التدبير لها مقصودا ً ، فقد كانت هبة من الله
( جلَّ وعلا ) لترابط روحي وجـداني ، لـيـس لـمـصـلحة أو غـايـــة في نـفـس يعقوب .
لقد رأيت حلماً منذ أيام ... أسير وسط أرض خصبة ... فيها الماء زلال .. . والوقت عند الشروق ... والمنظر خلاب .
سرت بعـيدا دون هدف ، لأني فـقــدت شعور الـتـفـكـيـر ، ولم يكن لي هدف من المسير . أنظر في التكوين الإلهي لهذا الكون العجيب ، وأسبح الخالق الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين .
وأنا في هذا الحال ،استوقفني سؤال :
إلى أين ؟...
فــمــــن أيـــــن يـــأتـي الـجـــــــواب ؟...
أكيد ... من أعماق الإنسان الذي وهب نفسه لتجربة لم يعرفها من قبل ، ولم يكن بصددها ، أو حتى فكر بها .
مرت ساعات وأنا أتأمل هذه الطبيعة ... بدأ ً من ذرات التراب ... والخضرة والماء ... وكل المخلوقات ... إلى معجزة الكون ... وخلق الأرض والسماء .
وإذ بصوت نأى مداه عني ... يناديني بأعذب الأصوات ، ويهتف باسمي ، بأن لا أبرح المكان ، هي جنة الله في الأرض ، ولن تكون لسواك ... فهي السعادة والهناء ... فـلـن تـمـتـلـك سواها مهما طال الانتظار .
وهنا صحوت من المنــام ، على صوت تـكـبـيـر وآذان ... لـفـجـــر يوم جديد من الحياة .
عاد لي صحوي مبكرا ً ، وأنا منتعش البدن والأفكار ...هادئ البال ... قانع برزق الله ... بحمد وشكر على مدار الساعة والأيام .
هنــــا آثرت التفكير بما آل إليه الحلم ، من معان ٍ ، واستفسار ... فلم يكن إلا نظرة للأمام ... واستجداء لموارد الفكر كي تساهم في حل لغز الأحلام .
هي الروح وقد اشتاقت إلى وليفها في غياهب الزمان ، وتجردت من محسوس فيه قصد أو التحام ، أو غاية لامتلاك الأشياء . واجتهدت في إيجاد تفسير لما رأيت .. فإذا هي رسالة وصلتني في غياب الإصرار والبحث عن الذات ، وعرفت أن في البعد من ينتظر الجواب ، لامتلاك إحساس غريب ينتاب العقل والوجدان ، وتكتمل فيه الحلقة المفقودة في حياة الإنسان . وأدركت أن هناك شيئا ، لا يمكن تجاوزه مهما كانت الأسباب ... شيئا تغلغل إلى الأعـمـاق ، وسكـن الـفـؤاد ، وسـخـر الـعـقـل لـيـعـبـر عن المراد ، في تحليل الشعور والإحساس .
وهذا الحال لن يختفي أو يزول من الوجدان ، حتى ولو كان المؤثر بـعـيـد المنـال . لأنـه تـعـبـيـر صـادق ، وخـالـص الإيـمـان . يؤكد مدى صحة ما يخطر في البال ، والشوق إلى تبرير واقع الحال ، في لقاء ٍ يحقق نشوة الفعل والانفعال ..
ويخلص القول أن الحب لن يكون عبث ، أو نزوة فيها تسلية ، أو سرد كلام ، فهو مرصود لأبناء آدم منذ بداية الخليقة ، وتكوين الحياة .