وَقَفّنّا عَلَىَ دِيَارِ احَبَّةً ذَكَّرْتَنَا بِهِمْ الْمَنَازِلِ
كَمْ سَعِدْتُ لِبُكَائِىْ لِمَا ذَكَرْتُهُمْ
وَرَأَيْتَ مَا لَمْ تَمْحُوَا الْرِّمَالِ
لَاحَتْ اثَارَ اقْدَامِهْا مِنْ بَيْنِ طَيَّاتِ الْرِّمَالِ
رَغْمَ سِنِيْنَ مِنْ عَصْفِ الُرِّيَحْ لَمْ يَعْفُوَا اثَرْهَا الْرَّمَادِ
اهَلّتْ ظِبَاءُ الْصَّحَارَىْ وَسَكَنَتْ دِيَارِ مِنْ كَانُوْا خَلَّانِى
نُقِشَتْ رِمَالِهَا بِبَعَرَاتِهَا وَأَظْهَرْتُ خَلَاءٍ وَقَفْرِ وَدَيّانَ
وَقَفْتُ ارَقِبُ الْرَّحِيْلِ فِىْ ظَهيْرَتَّىْ وَحَبَّاتِ الْحَنْظَلِ بَيْنَ اظْفَارِىْ
وَيُلَوِّحُ الْرُّكْبَانُ مِنْ عَلَىَ ظُهُوْرِ الْرَّحْلِ انّ يَا هَذَا صَبْرا وَغُفْرَانَ
غَرِقَتْ فِىْ دُمُوْعِىَ وَلَيْتَ دَمْعِىَ يُعَيِّدُ مَا كَانَ مِنْ خَلَّانِى
لَيْسَ لِىَ مِنْ حُبِّهَا حَظّا وَكُنْتُ بَعْدَ سِنِيْنَ حُبِّىَ احْمِلْ خَسَارَانَ
جَلَسَتْ وَنَسَائِمُ الرِّيَحُ تَحْمِلُ مِنْ رَيَّاحِيْنْهَا اتَعَبقَ مِنْ طِيْبِهَا وَمَا حَمَلَتْ الْرِّيَاحَ
سَالَتْ دُمُوْعِىَ لِذِكْرِهَا وَابْتَلَّ مُحَمَّلِ الْسَّيْفِ وَالْرِّكَابِ
كَمْ فَاضَتِ دُمُوْعِىَ لِلصِبَابِهُ وَكَمْ كُنْ لَيَى هَجْرَا وَعَوِيلَ
عَقَرْتُ لَهُمْ رَاحِلَتِى وَفَرِحُوا بِقِسْمَةِ الْمَتَاعِ وَالْلحَمْ وَالشُحَوْمّىْ
يَا قَوْمِىَ انْظُرُوْا صَنِيْعِ الْبَكَارَى اذْ اهَدِيْتِهُمْ
يَا لَيْتَ يَوْمَا مِنْ ذِمَانَ من كُنْتُ بِهِمْ اهِيمُ
وَيَوْمَ دَخَلْتُ كَالْلَّيْثِ عَرِيْنُهَا فِرَمْتَنّىْ بِالْدُّعَاءِ وَقَالَتِ ارَاكَ مُرِجَلَىْ
وَكُنْتُ لِمَا امِيْلُ لَهَا الْبَعِيْرِ كَىَ تَتَرَّجْلَ قَالَتْ رُوَيْدَكَ مِنْ نُزُوْلِ عُنَيْزَةٍ فَلَا تكون قريب
وَكُنْتُ الْامّسُ ظِلِّهَا لَعَلَىَ بِاطْرَافِ الثِّيَابِ اتُلَامِسّ
اوْ اسْتَنْشَقَ مِنْ عَبِيْرُهَا فَأُهَنَّأ بِقُرْبِ وَانْ كَانَ أبَعَدوّ
وَكَانّى جَنَيْتُ مِنْ شَجَرَةٍ الْغَرَامِ ثِمَارِهَا فَذقتُ حَلَاوَةَ وَصِرْتُ انْهْلَ
وَتَرَجَّلْتُ مِنْ عَلَىَ ظَهْرِهَا وَكَانَّهَا حُبْلَىْ اوْ تُحَمِّلَ طفلا رضيع
كَانَتْ تَنُوْءُ مِنِّىْ وَكَانَ نِصْفُهَا يَلْتَصِقُ بِظِلَىْ لَا يَتَبَاعَدوّ
كَطِفْلٍ رَضِيْعٍ عَلَىَ مَقْرُبَةٍ تُرْضِيَهُ وَلَكِنْ لَمْ نِتُفَارِقوّ
لِمَا الْدَّلَّالُ عَلَىَ عُنَيْزَةٍ وَلَمْ الْدَّمْعِ فَدَمْعُكَ قَاتِلِى
سِهَامَا فِىْ قَلْبِىْ تِلْكَ الْدُّمُوْعْ عَلَىَ الْوَجَنَاتِ تَتُكسَروَ
كَفَاكِىُّ غُرُوْرا بِحُبِّىَ فَلَنْ يَكُوْنَ قَلْبِىْ حِيْنَ تَأَمْرَىْ
تَعْلَمِيْنَ انّ ذِلَّتِىْ فِىْ حُبَّكِ وَلَمَّا لَا وَقَدْ حَمَلَتْ الاكُرَمّىْ
فَلْيَلْفِظْ قَلْبِكَ قَلْبِىْ وَلَكِنَّ سَيَبْقَىْ عَلَىَ جُدْرَانِهِ مَا كَانَ مِنْ حُبِّىَ
كَالْثَّوْبِ اذْ تَلَاصُقِ بِغَيْرِهِ يَحْمِلُ مِنْ اوَبَارٍ الْصَّوْف والحرير
لَنْ تَصِيْدُ دُمُوعِكْ مَشَاعِرِىَ فَمَهْمَا زَرِفَتَّىْ مِنْهُ لِنَ اخْدْعُوا
عَشِقْتَ فِيْكَ الْعَفَافِ وَكَنَتَّىْ اهْلِا لَهُ فَكَيْفَ اذْ كُنْتُ لِكَىْ اصَونُو
تَجَاوَزْتُ حُرّاسِكْ بِاعَيَنّىْ وَبُعَيْدَ عَنْ انِصَالَهُمْ شُجُوْنِى
تَوَالَيْتُ عَلَىَ رُؤْيَاكَ رَغْمِهِمْ كَالْنَّجْمِ مِنَ الْقَمَرُ يَسْتَضيَّئُ
فَلَا الْقَمَرَ قَاتَلَ نَجْمَا مِنْهُ يَغارُوَ وَلَا الْنُّوْرُ مَفَارِقِ النَجْمَاتِىْ
انُتُى كَالْقَمَرِ اذْ تَصُبُّوْا الَيْهِ الْثُرَيّا وَمَالَتْ عَلَىَ جَوَانِبِهِ وَتَدَوَّرُوا
اوْ كَالْمُشِيّرِ الَىَّ كَوْكَبَةٌ فَاخْطَأْه فَكَانَت سبابتة فِىْ قَلْبِ الْقَمَرِ تغَوَّر
خِلْعَتَّىْ عَنْكَ الْثِّيَابُ الَا وَاحِدَا لتَنَامّىْ وَتَصَرَفِىْ الْحُضَوَّرُ
تَوَارَىْ مَا كَانَ مِنْ تُجَمِّلُ فابَقِيتُ سِتْرا لِلْدَّلَّالِ يَصُوْنُ
اشرّتَّىْ الْيَا انّ انْصَرَفَ فَقَدْ جَنَىً الْلَّيْلِ عَلَيْنَا وَكَانَ يَسِيْرُ
لَا تَفْضَحُ مَا كَانَ مِنِّىْ وَخَجَلَىْ مِنْ قَوَمّىْ وَمَاذَا عَنْكَ يَقُوْلُوْا
بقلمى عن معلقة امرؤ القيس....خالد ابو امل