وادي النمــــل
إلى مملكــة الجنتيــن أشد الرحــال
جندي عفاريتُ الذكرى،
و طيورُ الأحــلام،
ومن ورائهم جحافلُ النسيانِ..
يسبقني إليـك حمام الشوق
ينثـر زهــرَ الرمان
يستـرق السمــعَ..
يأتينــي منك بنبــأ يقيــــن
أن أراضيك ممنوعة
و دونَها عاليــــاتُ الحصون
و دونَ اللقــاءِ يقـف الموت على كل باب
و أنا وحدي أجر الخطى الذابلات
في وادٍ قفـــرٍ عميــــق..
جيشي من منحدرات الذكرى يتهاوى
و الجوارح ما عاد لها أن تطيـــر
قُصَّــت منها الجناحاتُ
و تساقطت تنتحب سوء المصير
تضحك نملــة من حُمقــي
تغامـز جاراتها لؤما..
أيها النمل أخرجوا من مساكنكــم ..
لا يفوتَـنَّــكــم المشهدُ الأخيـــر!
أهذا الذي يروم الفتحَ المستحيل!
مسافرٌ وحيـــدٌ..
يعُــبُّ جِرابَــهُ من رمل الطريق
يكلم نفسَه، و لا يكاد يُـبِـيــنْ!
في وادي النمـــل توقف المسير
تصلبتُ على عكازي في وجه الريح
تغدو و تروح أعواما .. لا أعدها بالشهور
و بلقيس هناك على عرشهــا
ملكــة تأتيهــا القصائد من كل البلاد..
تعرف أن الشعراء إذا دخلــوا قلبــا أفسدوه
و تعرف أن الحرف لا ينزعُ ياقوتةً من عرشها
و بلقيــس هناك في قصرها، كاللؤلؤ المكنون
أعلنت كفرهــــا بالقصيدة
و سفهـت الشعراء الملوك…
بلقيــــس!
يا سيدة العشق المسافر خلف الصحارى، خلف البحار
يا ملح الأرض في عروقي
يا وجع التراب..
سَيْــلُ العَــرِمِ من الأوهــام يجرفنــي
يجتث شجر الأحلام…
دواب الأرض تنخــر عظمي
و الذئاب تترقب وليمة السقوط…
عرشــك أسطورة اللقاء الممنوع
و القلب مني قد مُــزِّق كــلَّ مُــمَزَّق !!
ــــــــــــــــــــــ
حميد العمراوي