خاطرة بعنوان : لا يزال البحر بارداً
لايزال البحر بارداً رطباً يقطف بأمواجه أغنياتهم منذ أن تركوا ألسنة اشتياقي تحرق أنظاري ...
طفلتي البرية ...
أيقظني الحلم هذا المساء بألوان صوتك المائي وبخمر الحياة عند عينيك ...حيث ترسمين البيوت والمداخن بأقنعة تنكرية فتسكبين الفرح بابتسامة لذيذة شقية .. أحبك صغيرتي
طفلي ...
أتذكر حكايانا أنا و والدك عن البحر الجد بكهوفه وعندما بكيت أصاب جدنا البحر صداع فأخرج الألوان الميتة من دموعك ... كنت اشتراكيا صغيراً ترسم على جدران غرفتك خططك الحربية .. رفيقي أنحني لك
عزيزي ..
وطفلي الأول منذ أن أنجبتني الحياة لك بقصيدة يتيمة متلحفة بغطاء رضاك ...ما يزال الحلم برياً يركض أمامي بإخضرار ألوانه ربما كان في الأول من عمر لونه .. شبيهي أحدق في ثقوب الحلم المُنهك علني أغفو بيقظة للرحيل إليكم .. أقبل يديك
إليك / إليكم جميعاً ..
أصطاد الكلمات كلمة كلمة أحاول تجفيفها من دموعي بنطقي بعد أن ضاعت عني مدنكم ..
كم كان حرفي يتيماً ! رحل لحلمي قبل شيخوخة الأمل في وجداني .. إني آراه الآن .. أترونه معي ! ؟ إنه يتسع بحلمي ويكبر.. ليضيق زمني حتى أغمض عيني .. لمَ لا تعذرني الأحلام بعد أن قصصت جناحيها حتى لا تحلق بعيداً عن أفقي !؟
كم كان صوتكم شهياً يسطع بالضياء على السماء فأنام في آخر الحلم على استيقاظي .. ورماد الأيام الماضية بالنوارس المهاجرة عند أطراف مدني الغارقة .. تجتاحني إذ جعلت الليل من دونكم خصمي .. لقد سرق التركيز منيّ وقبل أن يرحل ترك لي من الورق الصامت قصاصة .. كتب بها : سيقبل الصبح عند إكتمال الشفق فلا تنتظروني عند مفترق الضياء .
لمَ مازلنا هاربين من أفواه الحياة المفترسة لأحلامنا ؟ ومن طقطقات الحلم بعقولنا هاربين ؟ ..
أريد أن أراكم الآن .. أغمضوا أعينكم لأتذكر أصواتكم الذائبة على شفاهي كقطعة سكر ..فكم افتقدكم ...
سمر الزريعي