كذب

كذب

كانت رائعة الجمال . ومثلي، كانت كل صباح تستعجل وصول الحافلة بتأفف، وبالنظر المتواصل لمعصمها. تحمل هي الأخرى محفظة جلدية، و تشمر مثلي على ساعديها بجدية ظاهرة. كنت أجزمت أنها، مثلي، تمتهن التدريس قي أحد أسلاك التعليم. حتى ذلك الصباح، حين منحني تأخر الحافلة فسحة زمنية كافية، كي تتدفق في جسدي شحنة الأدرينالين اللازمة لاقتحام عالم أنثى. وجدتني إذا، في غفلة مني، أبادرها الحديث :
- إلى أين أنت ذاهبة ؟
- إلى المحكمة.
فاجأني الرد، وعيناها المتنبهتان قرأتا حيرتي، فلم تمهلاني:
- وأنت ؟؟
- أنا أيضا.
كذبتُ. لأول مرة أكذب من غير ندم. ربما لأن كذبتي أتاحت لي مرافقتها وأفسحت زمن الحديث إليها. ومهّدتْ بعد ذلك لتقليص الكلفة بيننا، ولتكرار اللقاء خارج محطة الحافلة. ستكتشف بعيد زواجنا كذبتي، وستظل لسنوات تذكرني بها.
اليوم كذبتْ هي الأخرى بادعائها الذهاب للمرافعة في مدينة بعيدة. تبين لي ذلك جليا عندما كانوا يخرجون جثتها العارية من إحدى الشقق الخليجية، حيث باغتتها أزمة قلبية.

سلمت يدك سيدي الأديب عبد المجيد برزاني

ما بني على كذب لا ينضح إلا كذبا

أذهلتني النهاية المفجعة للقصة

كنت اتوقع ان تقابل الزوجة كذبة زوجها بكذبة من نوعها ..

لكنك سيدي صفعتني صفعة قوية لتقول ان الكذب كله سواء .. ليس فيه كذب بسيط وآخر مركب.. ولا وجود للكذبة البيضاء التي يطلقها صاحبها ظانا منه انها لا تضر وتمليها الظروف الملحة ..

دام ابداعك سيدي

ربما كانت كذبته الغير مبررة لاستدراجها الى تعارف .. لكن كذبها كان يخفي جرما أكبر ..
كثيرون يستمرؤون الكذب مع علمهم بأنه لا طائل من ورائه ..
أخي عبد المجيد :نص جميل مباشر ويحمل طابع التشويق..
دمتم بخير أديبنا الفاضل ..

لا تصدق كل ما تسمع
ولا تقول كل ما تسمع
ولا تحكم على احد الا من خلال تجربتك ومعاشرتك له
والعلاقات الفاشلة اساسها هش مبني على الكذب
قصة فيها عبر بسرد ماتع واسلوب مشوق
بورك اليراع
دمت بخير

سلمت يدك سيدي الأديب عبد المجيد برزاني
ما بني على كذب لا ينضح إلا كذبا
أذهلتني النهاية المفجعة للقصة
كنت اتوقع ان تقابل الزوجة كذبة زوجها بكذبة من نوعها ..
لكنك سيدي صفعتني صفعة قوية لتقول ان الكذب كله سواء .. ليس فيه كذب بسيط وآخر مركب .. ولا وجود للكذبة البيضاء التي يطلقها صاحبها ظانا منه انها لا تضر وتمليها الظروف الملحة
دام ابداعك سيدي

مرحبا أديبنا المبدع علاء سعد حسن :
سرتني جدا قراءتك ومقاربتك الراقية لرهان النص.
تحيتي لذائقتك الأدبية السامية.
كل التقدير.

ربما كانت كذبته الغير مبررة لاستدراجها الى تعارف .. لكن كذبها كان يخفي جرما أكبر ..
كثيرون يستمرؤون الكذب مع علمهم بأنه لا طائل من ورائه ..
أخي عبد المجيد :نص جميل مباشر ويحمل طابع التشويق..
دمتم بخير أديبنا الفاضل ..

سرني حضورك مبدعنا الأديب عبد السلام دغمش.
دمت بالقرب.
تحيتي وكل التقدير.

لا تصدق كل ما تسمع
ولا تقول كل ما تسمع
ولا تحكم على احد الا من خلال تجربتك ومعاشرتك له
والعلاقات الفاشلة اساسها هش مبني على الكذب
قصة فيها عبر بسرد ماتع واسلوب مشوق
بورك اليراع
دمت بخير

شكرا لك أستاذة خلود على المواكبة الراقية والحضور المائز.
دمت قريبة.
تحيتي وكل تقديري.

كذب

كانت رائعة الجمال . ومثلي، كانت كل صباح تستعجل وصول الحافلة بتأفف، وبالنظر المتواصل لمعصمها. تحمل هي الأخرى محفظة جلدية، و تشمر مثلي على ساعديها بجدية ظاهرة. كنت أجزمت أنها، مثلي، تمتهن التدريس قي أحد أسلاك التعليم. حتى ذلك الصباح، حين منحني تأخر الحافلة فسحة زمنية كافية، كي تتدفق في جسدي شحنة الأدرينالين اللازمة لاقتحام عالم أنثى. وجدتني إذا، في غفلة مني، أبادرها الحديث :
- إلى أين أنت ذاهبة ؟
- إلى المحكمة.
فاجأني الرد، وعيناها المتنبهتان قرأتا حيرتي، فلم تمهلاني:
- وأنت ؟؟
- أنا أيضا.
كذبتُ. لأول مرة أكذب من غير ندم. ربما لأن كذبتي أتاحت لي مرافقتها وأفسحت زمن الحديث إليها. ومهّدتْ بعد ذلك لتقليص الكلفة بيننا، ولتكرار اللقاء خارج محطة الحافلة. ستكتشف بعيد زواجنا كذبتي، وستظل لسنوات تذكرني بها.
اليوم كذبتْ هي الأخرى بادعائها الذهاب للمرافعة في مدينة بعيدة. تبين لي ذلك جليا عندما كانوا يخرجون جثتها العارية من إحدى الشقق الخليجية، حيث باغتتها أزمة قلبية.

حبل الكذب قصير كما يقال ، فعندما يستحضر الفرد كذبه ـــ ولو تم في الزمن البعيد ـ ينبعث حياً كما هو ، أعتقد أن البطل تزوج من الشارع عن طريق الصدفة ، فلم يكن هناك بحث ولا استقصاء ، فكما يقول المثل : " رأى الربيع ولم ير الحافة "
بطل كذب لهدف التقرب منها ، لكنه سقط في شباك الزواج ، لكن كذبته بقيت في ذهنها تتبجح بها في كل وقت ..
ولكنه صدم بكذبة أكبر بعما اكتشف خيانتها بموت فاضح ..
نص" جميل اختزل عدة محطات زمنية ومكانية ، يمكن اعتبارها كفجوات تستفز القارئ لملئها ،فكأن الكاتب يريد منه أن يكمل النص من خلال ثقافته وتجربته الحياتية ..
نهاية صادمة ومؤلمة للحدث ، تدعو إلى التأمل ومراجعة بعض المواقف التي يقدم عليها الإنسان دون حكمة وروية ..
نص جميل يكشف تناقض صارخ في السلوك والتصرف والقول والفعل ...
محبتي وتقديري أخي عبد المجيد ..
الفرحان بوعزة ..

حبل الكذب قصير كما يقال ، فعندما يستحضر الفرد كذبه ـــ ولو تم في الزمن البعيد ـ ينبعث حياً كما هو ، أعتقد أن البطل تزوج من الشارع عن طريق الصدفة ، فلم يكن هناك بحث ولا استقصاء ، فكما يقول المثل : " رأى الربيع ولم ير الحافة "
بطل كذب لهدف التقرب منها ، لكنه سقط في شباك الزواج ، لكن كذبته بقيت في ذهنها تتبجح بها في كل وقت ..
ولكنه صدم بكذبة أكبر بعما اكتشف خيانتها بموت فاضح ..
نص" جميل اختزل عدة محطات زمنية ومكانية ، يمكن اعتبارها كفجوات تستفز القارئ لملئها ،فكأن الكاتب يريد منه أن يكمل النص من خلال ثقافته وتجربته الحياتية ..
نهاية صادمة ومؤلمة للحدث ، تدعو إلى التأمل ومراجعة بعض المواقف التي يقدم عليها الإنسان دون حكمة وروية ..
نص جميل يكشف تناقض صارخ في السلوك والتصرف والقول والفعل ...
محبتي وتقديري أخي عبد المجيد ..
الفرحان بوعزة ..

سرني منك هذا الحضور، وسرتني قراءتك أخي الفاضل بوعزة الفرحان.
شكرا لجميل اهتمامك وحصيف المواكبة.
تحيتي أستاذنا الكريم وكل تقديري.

يا لهذه النّهاية المخزية لها في الدّنيا والآخرة!
اللهمّ اهدِ عبادك الضّالين
سرد رائع بقفلة مباغتة
بوركت
تقديري وتحيّتي