وهم الخيال
احمر قرص الشمس صابغا السماء بحمرة قرمزية ، انعكست على ظلال الأشجار ، في مساء تراقصت به الأفنان على همس النسمات تغازلها ، بأريج انتشر عطره فانتشت به النفس ، تراخى مع هبوبها الجسد .
أنظر إلى اتكائك على شرفة الشوق ، تلتقي الأعين فيصيبني سهم الهوى ، يخفق قلبي بنغم جديد يناجي الشوق على أهداب عيون المهى ، تغزل شباكا من خيوط النور المخضب بحمرة الشمس ، أسقط بصرع النظرات .
تكلمت العيون ، سالت ثلاثة أحرف كصافي الشهد على شفاهي ، ما أن سكبتها في إذنك همسا حتى بات وجهك كما قرص الشمس في لونه الأرجواني ، على ريف العين ، استراحت صورة ابتسامة فرت من ثغر اللمى بخفر ، كوميض نجمة التعمت في ركن معتم من السماء .
نزع المساء ثوب النور بآخر شعاع انكسر خلف الأفق ، جارا أذياله بسحابات رمادية ، لتكتسي السماء ثوب الليل الموشى بالنجوم ، فيخيم السكون ، بعد أن غفت العصافير في أوكارها ، وسكن الضجيج ، وبات حفيف الأشجار همسا ، غفت الورود على الأغصان تتنهد الأنفاس عطرا ، لتختلط بأنفاسك ، فيزداد الليل سحرا .
استيقظ من وهم الخيال ، على خفقات قلبي التي شقت صمت الليل ، فدوت بشوق هاتفا بأحرف اسمك رددها الصدى ، أنظر إلى السماء أبحث عنك قمرا ينير ليلي ، لازالت على ريف العين صورة ابتسامة لثغر تحلى بمنظوم لؤلؤ ، يزيد من احتراقي لهفة لغياب حِب سكن الفؤاد .
.