ملحمة الصمود

بِكَ لا بِغَيرِكَ لِلإبَاءِ يُشَارُ وَبِمِثلِ كَفِّكَ تُكْتَبُ الأَقْدَارُ وَعَلَى مَدَارِكَ فِي انْعِتَاقِكَ لِلعُلا تَقْفُو الشُّمُوسُ وَتَتْبَعُ الأَقْمَارُ يَا مَنْ شَكَا اللاهُونَ نَزْفَكَ دَافِقًا فَأَبَيتَ إِلا أَنْ يَصُونَ وَقَارُ وَاسْتَمرَأَ العَادُونَ قَصْفَكَ حَارِقًا بِشُوَاظِهِمْ فَصَمَدْتَ وَهْيَ النَّارُ نَارٌ كَأَنَّ الحِقْدَ سَجَّرَ سَيلَهَا وَالغَيظَ أَلْهَبَ مَا أَغَلَّ أُوَارُ يَرْمُونَ لا يُلْوُونَ لا يَسْعَى بِهِمْ إِلا الدَّمَارُ الفَجُّ وَالإِضْرَارُ قَدْ أَغْلَقُوا سُبُلَ الفَضَاءِ وَأَطْلَقُوا حِمَمَ القَضَاءِ وَسِيقَتِ الأَعْذَارُ جَاءُوكَ مِنْ بَرٍّ وَمِنْ بَحْرٍ وَمِنْ جَوٍّ كَمَا الغُرْبَانُ فَوقَكَ طَارُوا رَكِبُوا جَنَاحَ الرِّيحِ وَهْيَ غَرِيرَةٌ وَغَدَوا عَنِ الآفَاقِ وَهْيَ غُبَارُ وَرَموا صَوَارِيخَ الجُنُونِ بِخُدْعَةٍ غَارَتْ بِهَا الأَنْفَاسُ حِينَ أَغَارُوا قَصَفُوا المَسَاجِدَ وَالمَدَارِسَ وَالرُّبَى حَتَّى تَمَزَّقَ فِي الدِّيَارِ دَمَارُ وَتَنَفَّسَ البَارُودُ أَرْوَاحًا هَمَتْ زُمَرًا يُكَلِّلُ مفْرقَيهَا الغَارُ وَطَغَوا فَمَا بَشَرٌ وَلا حَجَرٌ نَجَا مِنْهُمْ وَلا شَجَرٌ وَلا أَطْيَارُ وَدَهَتْكَ أَهْوَالٌ وَحَسبُكَ مِحْنَةً لَوْلا اليَقِينُ لَطَاشَتِ الأَفْكَارُ لُجَجٌ مِنَ المَوتِ الزُّؤَامِ وَسطْوَةٌ بِالطَائِرَاتِ وَلَيسَ ثَمَّ قَرَارُ لَو أَبْصَرَتْ عَينُ الحُرُوبِ لَفُزِّعَتْ وَلَهَانَ فِي عَينِ الهَلاكِ تَتَارُ لَكِنَّ عَينَكَ وَالمَنُونُ مُحَدِّقٌ قَرَّتْ بِمَا وَعَدَ الوَرَى القَهَّارُ فَرَّتْ قُلُوبُ النَاظِرِينَ مَهَابَةً مِمَّا رَأَيتَ وَمَا رَآكَ فِرَارُ وَوَقَفْتَ أَنْتَ وَفِي فِؤَادِكَ غَزَّةٌ وَعَلَى جَبِينِكَ عِزَّةٌ وَفَخَارُ وَأَبَيتَ أَنْ يَطَأَ العَرِينَ مَنِ افْتَرَى إِنَّ اللِيُوثَ عَلَى العَرِينِ تَغَارُ وَعَلِمْتَ أَنَّ عُرَى الأُخُوَّةِ أَخْلَفَتْ وَبِغَيرِ كَفِّكَ لا يُقَالُ عِثَارُ وَرَأَيتَ لا سَيفًا يَذِبُّ وَلا خُطَى تَسْعَى وَلا قَومًا لِنَصْرِكَ ثَارُوا فَنَهَضْتَ تَحْمِلُ مِنْ نَوَائِبِ بَأْسِهِمْ مَا لا يُطِيقُ الجَحْفَلُ الجَرَّارُ فَرْدًا وَقَفْتَ وَحَولَكَ الفُجَّارُ وَدَمًا نَزَفْتَ وَمَا أَجَارَكَ جَارُ تَبكِي لِشَأْفَتِكَ الجِرَاحُ وَيَشْتَكِي نَقْصُ السِّلاحِ وَيَأْسَفُ الإِنْكَارُ وَعَلَى مَلامِحِكَ البُطُولَةُ فُصِّلَتْ مَا أَوجَزَتْ فِي وَصْفِهَا الأَسْفَارُ ظَنُّوكَ يَومَ سَغبْتَ أَنَّكَ خَائِرٌ وَقَضَوا بِذَلِكَ يَومَ طَالَ حِصَارُ وَلَوِ اهْتَدَوا مَا دَلَّ فِيكَ لأَدْرَكُوا أَنَّ النُّكُوصَ عَنِ الشَّهَادَةِ عَارُ وَبِأَنَّكَ البَطَلُ الهُمَامُ سِلاحُهُ عَزْمُ الكُمَاةِ وَخَيلُهُ الإِصْرَارُ وَبِأَنَّ جَذْرَكَ فِي تُرَابِكَ رَاسِخُ لا السَّيلُ يَقْلَعُهُ وَلا الإِعْصَارُ مَنْ أَسَّسَ البَيتَ الأَبِيَّ عَلَى الهُدَى وَطَغَى الرَّدَى فَالبَيتُ لا يَنْهَارُ وَالرِّيحُ إِنْ عَصَفَتْ بِغَيظِ زَفِيرِهَا تَبْقَى الصُّخُورُ وَتَمَّحِي الآثَارُ وَالليلُ مَهمَا طَالَ زَالَ وَإِنْ دَجَا وَتَسَاقَطَتْ عَنْ تُوتِهِ الأَسْرَارُ إِنْ كَانَ بِالفُسْفُورِ ضَاءَ مُزَمْجِرًا فَالقَهْرُ لا تَعْنُو لَهُ الأَحْرَارُ وَسَيَعْلَمُ البَاغُونَ أَنَّ نَهَارَهُمْ نُورٌ لَهُمْ وَعَلَى العَدَاوَةِ نَارُ مِنْ كُلِّ مَنْ رَكِبَ الحَمَاقَةَ صَهْوَةً وَالغَدْرَ نَهْجًا بِاللِسَانِ يُثَارُ وَمِنَ المُعِينِ عَلَى السِّنِينِ وَلا يَدٌ إِلا يَمِينٌ لِلأَذَى وَيَسَارُ قَدْ أَظْهَرُوا كَأْسَ المَلامِ وَأَضْمَرُوا كَأْسًا تُدَبَّرُ بَيْنَهُمْ وَتُدَارُ وَرَأَوكَ تَتَّخِذُ الجِهَادَ شَعِيرَةً فَتَذَرَّعُوا بِالعَقْلِ وَهْوَ شِعَارُ مَاتَ الضَّمِيرُ العَالَمِيُّ فَلَمْ يَعُدْ فِي الصَّوْتِ إلّا مَا يَرَى الأَشْرَارُ وَقَضَى الوَفَاءُ اليَعْرُبِيُّ الدّينَ أَنْ صَمَتَ الشَّرَى وَتَحَدَّثَ المِزْمَارُ إِذْ أَسْلَمُوكَ إِلَى العَدُّوِ وَقَدْ رَجَوا أَنْ يَسْحَقُوكَ مِنَ الوُجُودِ فَبَارُوا قَدَرُوا لَهُمْ دَعْمَ الحَلِيفِ وَقَدَّرُوا أَنْ لَيسَ تَمضِي لَيلَةٌ وَنَهَارُ فَأَذَالَهُمْ أَنَّ اللُيُوثَ تَحَرَّرَتْ وَأَذَلَّهُمْ بِالنَّصْرِ الاسْتِكْبَارُ لا الجُبُّ أَنْجَى المُرْجِفَاتِ وَلا دَمٌ وَأَتَتْ سَنَابِلَ نَصْرِهِ تَمْتَارُ يَا مَنْ سَقَانَا العِزَّ كَأْسَ كَرَامَةٍ مِنْ بَعْدِ أَنْ ظَمِئَتْ بِنَا الأَعْمَارُ كِدْنَا نَظُنُّ المَجْدَ أَرْمَلَ تِبْرُهُ حَتَّى أَتَاكَ المَجْدُ وَهْوَ نُضَارُ سَطَّرْتَ مَلحَمَةَ الصُّمُودِ عَقِيدَةً بِدَمٍ يَسِيلُ وَهِمَّةٍ تشْتَارُ وَسَمَوتَ فَوقَ الجُرْحِ تَحْتَملُ الأَذَى وَأَتَيتَ مَا فِيهِ العُقُولَ تَحَارُ وَسَلَكْتَ دَرْبَ النَّصْرِ سَرْجُ عُيُونِهَا شَوْكٌ وَنَسْجُ مُتُونِهَا أَخْطَارُ فَكَأَنَّهَا الفُرْقَانُ أَبْلَجَ نُورَهَا هِمَمٌ مِنَ العَزْمِ الأَبِيِّ كِبَارُ فِيهَا المَلائِكَةُ الكِرَامُ تَنَزَّلَتْ بِالنَّاصِرَاتِ وَسَحَّتِ الأَمْطَارُ وَتَحَدَّثَتْ عَينُ الزَّمَانِ وَدَمْعُهَا بِالنَّصْرِ لَمَّا زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَسَرَتْ بِذِكْرِكَ أَبْجَدِيَّةُ شَاعِرٍ إِنْ قَامَ يَمْدَحُ تَعْجَزِ الأَشْعَارُ وَغَدَتْ لِغَزَّةَ فِي النُّفُوسِ مَهَابَةٌ وَمَكَانَةٌ لا تُدْرِكُ الأَمْصَارُ وَغَدًا إِلَى القُدْسِ الحَبِيبَةِ جَحْفَلٌ مِنْ مِثْلِهِمْ فَاسْتَبْشِرِي يَا دَارُ هَذَا اجْتِبَاءُ اللهِ يَنْصُرُ دِينَهُ وَاللهُ جَلَّ جُنُودَهُ يَخْتَارُ

السلام عليكم روحمة الله وبركاته استاذي الكريم

وكم انا سعيد بأنني اسبق الجميع هنا بالاستمتاع بهذه الرائعة ولو انها حوت حزناً دفيناً وغضباً لا يخفى على قارئها ....

رحم الله شهداء المجد ...شهداء الكرامة والعزة شهداء غزة واسكنهم فسيح جنانه انه سميع مجيب الدعاء...

واما انت استاذي فنسأل الله لك الأجر والثواب على غيرتك الجياشة ولتكن ان شاء الله في ميزان حسناتك...

واسمح لي باستفسار بسيط بالنسبة للبيت:

وَالرِّيحُ إِنْ عَصَفَتْ بِغَيظِ زَفِيرِهَـا

تَبْـقَ الصُّخُـورُ وَتَمَّـحِ الآثَـارُ

اليس حق (تبق) هنا الإشباع علماً بأنه لا يضر بالوزن استاذي ، مجرد استفسار اضيفه الى معلوماتي...

دمت بحب استاذي...

هنا مكاني قد حجزته ُ لي عودة وهيَ للتثبيت

هنا يضع الأديب رؤيته في صناعة الغد ... وصمود الحلم فيه

وينجح .. إذ يرسم بالكلمات ملحمته ..

فهل ستنال الكلمات جدار الهموم ... تهدمه بهمة المعاني الجليلة الواردة في النص ؟

أقول :

أن الأفكار هي التي ستغدو خبزنا .. وذخيرتنا

الأفكار ولا غير الأفكار من يهدم سور الظالمين وهم قد احاطوا بأبرياءنا ..

الخلاص يبدأ من أفكار التحرر

الخلاص يبدأ من طريقتنا في التعامل مع الواقع .. ونحن نرسم الحلم

وقالها الجليل من فوق سبع سماوات : (( ولتنظر نفس ماذا تكسب غدا ))
\


نص ثري

ومن القلب لنبضك تحية.

ياخليل السمير .

هي الحجة القائمة على كل متقاعس ..
هي الفاضحة لكل ذي وجهين استمرأ الذلَّ وأدمن التمثيل ..
هي الحدث الذي يمر بالأمة في مفاصل تاريخها ليكون له ما بعده ..
هي قبلة العاشقين للكمال الإنساني حينما يكفر بكل ما سوى ربه سبحانه وتعالى ..
لها ولأهلها الصابرين تعرج كل القصائد، وتنشد كل الأناشيد ..

خالص الشكر والتقدير والامتنان أستاذنا الجليل الغالي على هذا العروج الجميل .. وعلى هذه العاطفة الصادقة الحرى ..
ووالله إنها تستحق وزيادة..
طبت وطاب مرقاك وتبوأت من الجنة منزلا ..
ولك الحب حتى ترضى ..
ودمت بخير وعافية.

وَطَغَوا فَمَا بَشَرٌ وَلا حَجَـرٌ نَجَـا
مِنْهُـمْ وَلا شَجَـرٌ وَلا أَطْـيَـارُ

نجوا بحول الله وقوته ، ومن توفاه الله فقد اختاره واجتباه .. شهيداً ينعم في جنان الخلد.
والمكر السيء لا يحيق إلا بأهله .

بارك الله فيك شاعرنا الكبير وعميد واحتنا ..
هنا مرآة شاعرٍ نبيل .. وطليع ببواطن الأمور.
أتوقف هنا ولي عودة للقراءة والتأمل .
تقبل موفور التحية والتقدير.

يَا مَنْ سَقَانَا العِزَّ كَـأْسَ كَرَامَـةٍ

مِنْ بَعْدِ أَنْ ظَمِئَتْ بِنَـا الأَعْمَـارُ

كِدْنَا نَظُـنُّ المَجْـدَ أَرْمَـلَ تِبْـرُهُ

حَتَّى أَتَاكَ المَجْـدُ وَهْـوَ نُضَـارُ

سَطَّرْتَ مَلحَمَةَ الصُّمُـودِ عَقِيـدَةً

بِـدَمٍ يَسِيـلُ وَهِـمَّـةٍ تشْـتَـارُ

وَسَمَوتَ فَوقَ الجُرْحِ تَحْتَملُ الأَذَى

وَأَتَيتَ مَـا فِيـهِ العُقُـولَ تَحَـارُ

أستاذنا الكريم

هو وعد الله بالتمكين ,, مهما تخاذل المتخاذلون, وابتعد الأقربون

دائما ماتحلق بنا قصائدك في سماء الحرية

جزاك الله عنا كل خير

تقبل مروري

أميرة عمارة

فَكَأَنَّهَـا الفُرْقَـانُ أَبْلَـجَ نُورَهَـا هِمَـمٌ مِـنَ العَـزْمِ الأَبِـيِّ كِبَـارُ فِيهَـا المَلائِكَـةُ الكِـرَامُ تَنَزَّلَـتْ بِالنَّاصِـرَاتِ وَسَحَّـتِ الأَمْطَـارُ وَتَحَدَّثَتْ عَينُ الزَّمَـانِ وَدَمْعُهَـا بِالنَّصْـرِ لَمَّـا زَاغَـتِ الأَبْصَـارُ وَسَرَتْ بِذِكْـرِكَ أَبْجَدِيَّـةُ شَاعِـرٍ إِنْ قَـامَ يَمْـدَحُ تَعْجَـزِ الأَشْعَـارُ وَغَدَتْ لِغَزَّةَ فِي النُّفُـوسِ مَهَابَـةٌ وَمَكَانَـةٌ لا تُــدْرِكُ الأَمْـصَـارُ وَغَدًا إِلَى القُدْسِ الحَبِيبَةِ جَحْفَـلٌ مِنْ مِثْلِهِـمْ فَاسْتَبْشِـرِي يَـا دَارُ

بل هي الفرقان ، جعلت لغزة مهابة ومكانة .
وهي انطلاقة جديدة لتحرير القدس الحبيبة

بارك الله فيك أستاذنا
مودتي وتقديري

هَـذَا اجْتِبَـاءُ اللهِ يَنْصُـرُ دِينَـهُ
وَاللهُ جَــلَّ جُـنُـودَهُ يَخْـتَـارُ

اترك توقيعي


قرأت فصمتّ


جعفر حجاوي

أخي الحبيب أبا حسام
بارك الله بك على هذه الملحمة الصادقة التي تجسد الصراع
بين الحق والباطل والتي سينتصر فيها الحق بإذنه تعالى
مهما تمادى الغاوون . . وقد كان حقا نصرا إلهيا . . جسده
صمود أهلنا وثباتهم رغم الطعنات التي كانت تأتي من الخلف
ومن هنا وهناك . . شكرا من القلب وإلى ملحمة النصر المؤزر
إن شاء الله
دمت بكل الخير