عندما تقع المرأةُ في الحب
تشعرُ أنَّها قد دخلت الفردوس الأعلى
وأنَّها قد تربَّعت على عرش جبل الحياة المبارك
ملكة التاريخ
عروسة الخرافات
وهي محقة
لأنّه لا شيء سوى الحب المتبادل
قادر أن يرفع المرأةَ مع النسيم
حتى تُلامس بأهدابِها أهدابَ السماء
ولا شيء غيره
قادر أن يغمس قدميها بالنار المقدسة
والمرأة التي ما دخَلت جنَّةَ الحب العجيبة الساحرة
والتي ما لسعت أصابعَ قدميها تلك النار
والتي ما أسعدت أهدابَها تلك الأنوار
ما ذاقت في الحقيقة طعمَ الحياة !
وإذا ما أكرمتها الحياةُ والأقدار
وتزوّجت المرأة بمن تحب
فإنّها سرعان ما تكتشف
أن الرجلَ الذي أحبّته ,غير الرجلِ الذي تحبه الآن
وإنَّها في الحقيقة,, ما أحبَّت إلا صفات معيَّنة
كانت تخبِّئها في صدرها منذ الأزل
وإنَّها ما شاهدت في عيني حبيبها سوى خيال خيال تلك الصفات
فتتمسَّك بها
وتصنع منها تمثالاً
تضعه في قلب زوجها الحبيب
وتبدأ صراعَها المرير للمحافظة عليها
فتراها تحدِّث عنها الصديقات,, والجيران,, والأهل
لتبقيها متوهجَّة برَّاقة
أما عندما توقن أنَّ الرجل الذي أحبَّته لم يولد بعد
تتمنَّى أن تلده هي !
لا تحوِّل نفسك إلى ذلك التمثال الوهمي
الذي أحبَّته فيك محبوبتك,, لترضيها وتستبقيها,,,
بهذا
ستخسر نفسك,,, وتخسرها بعد حين
ولكن
نوِّه لها دائما أن تمثالها الحبيب ما زال بخير
وسوف يظلُّ بخيرٍ من أجلها
ماسة