إنْ كانَتْ لكَ يدٌ فعّالة عاملة
فأنتَ إذاً لستَ دون أحد
ولا أي أحد يفوقُك
وإن قالوا لك أنّ عملك لا شأن له,,, وأنَّ أعمالهم أرقى أو أهَمْ
فلا تصدّقهم !!!!
وإن حصَلَ وصدَّقتهم تحت ضغط ضائقتك المادِّية
فلا تهمس لنفسك بهذا
أو تعترف به
لأنَّ العيب ليس بك,,, ولا بعملك,, إنّما العيب بمنظومة المجتمع كلِّه,, وعلى حدٍ سواء
وكارثةٌ فعلاً لو صدَّقت ذلك
لأنَّ المجتمع البشري حقيقة,,, ما زال يحتاج كنَّاس الشوارع والحارات ,,أكثر بكثير ممّا يحتاج العلماء اللذين يطلقون صواريخَهم لاكتشاف الفضاء !!!
وهل يقدر أحدُنا أن ينظر للفضاء من كوّةِ كهفٍ من القمامة ؟؟؟؟
عزيزتي الماسة
طرقت بابا يظهر ازدواجيتنا ويظهر البون الواسع بين
الرأي المثالي والواقعي الذي نمارسه
فكل منا يقدر مهنة هذا الرجل عامل النظافة بل ويدرك عظيم عمله
وعن نفسي كلما مررت ووقعت عيني على أحدهم
أحييه في داخلي وأكبر فيه شجاعته من جعلته يكنس وينظف
رغم ثقافة المجتمع الموجودة
والتي تفاضل بين البشر بحسب الشهادات والوظائف و المراكز
أعرف احداهن كانت متفوقة وقررت دراسة الطب
طبعا الإمكانيات لم تكن متاحة فوضع والدها لا يعلمه إلا خالقه
ولكنه صمم أن يعلمها رغما عن أنف الفقر
واشتغل عملا إضافيا يكنس وينظف الشوارع
وفعلا تعلمت وتوظفت
لكن لو جرب وحاول أن ينظف في المشفى الذي تعمل فيه
فهل ستبلغ زملاءها أن عامل التنظيفات هذا هو والدها
وهو من علمها وأوصلها إلى هنا؟؟
لا أظن
حتى وإن علموا ستكون موضعا لهمزهم ولمزهم
(رغم أن لا أحد يقدر أن ينظر للفضاء من كوة كهف من القمامة)
-استشهدت هنا بحكمة من حكم الماسة والتي تعجبني دوما-
أحييك وأدعو الله أن يحفظ عليك عقلك وفكرك الثاقب
مودتي