الى غزة الحياة والموت00000 اعتذر

شكرا لك على رقتك
محبتي

أواه يا غزة يا بلد المتناقضات والعجائب00000يامسكن الآلام و الآمال00يا كل مقرات العذاب يا دنيا بحجم الدنيا0

إليك غزة أعترف00مللتك000مللت بخلك وجودك000مللت قسوتك على من أحبوك 00وعلى من أحبوا فيك لذ قررت أن ابحث عن شيء جميل فيك اكتبه عنك000لذا حملت جهازي المتنقل00وفتحت كل الشرفات لعلي أراك جميلة من أي اتجاه000علِّي اكذب نفسي وأكون أنا المخطئة000
لم أرَ إلا السكون 00فكل شيء في غزة هادئ لأن غزة بدون كهرباء منذ أيام 00كل لياليها سوداء كاحلة لا يمزقها إلا أصوات المولدات الكهربائية00التي تقلب سكونها فوضى00ومنامها إلى سهاد00
أعدت النظر مرة أخرى من حولي .. لابد أن فيك شيء جميل00آه البحر , لمحته من بعيد ساكنا 00جبارا00 عملاقا00صاخبا00تمنيت أن أكون هناك لأغسل قدمي على شاطئه00لأنثر شعري مع ريحه
ولكن لا ينفع أيضا000قد تكون هناك قوارب الموت تنتظرني ؛ فكم من عشاق ذهبوا إلى هناك ليحيوا حبهم فماتوا ورجع الحب يتيما000
أجلت ناظري مجددا ؛ فاستغربت منظر أسطح البيوت التي تبدو مثل القلاع البلاستيكية , من كثرة ما تحمله من صهاريج وخزانات ؛ لأن غزة بدون ماء00
حتى الماء في غزة عزيزا شحيحا00مثله مثل الأمان والحب والأمل000
غزة00 اذكر إني غادرتك وتخطيت حدودك000شعرت أن رئتي توقفت عن الحياة00وأن عمري انتهى لحظتها000فضحيت بكل شيء وعدت000قررت إما غزة وإما الموت000000وأنا عائدة شعرت حينها أني عائدة إلى رحم أمي ..أو إلى رحم الأرض
ولم أندم يا غزة على قراري
يا غزة أصبح فيك الموت تحت الأرض وفوق الأرض000أصبحت أنفاقك اكثر من طرقاتك00فهي الوسيلة الوحيدة لكسر الحصار00الوسيلة الوحيدة لكي تدخل الشمس غزة000الوسيلة الوحيدة لجمع قلوب أنهكها طول البعد00حتى الحياة تاتي إلينا مهربة مسروق , مدفوع عليه ضريبة0
وفيك يا غزة علمت ما معنى حرب , لأول مرة حين انهارت كل نوافذ بيتي فوقي أنا وابنتي مع أول ضربة , خبرت معك الموت حين أخرجونا من مزلنا 0000في منتصف الليل00لأنهم سيقصفون منزل مجاور
تركت بيتي00جنتي التي صنعتها بيدي00الذي رسمت كل ركن فيه00الذي تفننت في كل قطعة أثاث أو ستار فيه , تركته وتركت فيه عمري وحلمي ووو0كل شيء
خبرت الموت 000حين تعاهدت أنا وزوجي على الوفاء 00فمن بقي فينا حي00يكمل المشوار , واغمضنا عيوننا ونمنا تحت الموت .
لذا يا غزة أشكرك على كل ما فعلته لي .. وبي .
فشكرا لك ألف شكر 000يا غزة الحصار000يا غزة الدمار000لك حبي ... وووو بعض الاعتذار .

أحبك ياغزة ولا أستطيع منع دموعي
ليس عليك فقط سيدتي ...
لكن على شموخ وكبرياء وغيرة العرب التي انتحرت
على بشر خذلوكِ وجعلونا نتوارى خجلا كلما تذكرنا أننا عرب شربنا نخب احتراقك والآن
أشكرك ياغزة لعجزي فأنا لاأملك سوى قلم أشكو له بعضا مما يستطيع حمله
وورقة أذرف عليها بعض مداد ذلك القلم

مجدولينا ...
قلمك جميل يعرف كيف يصوغ الألم باحتراف
ولكن رجاء التريث قبل النشر والمراجعة لتتجنبي الهنات
وفي انتظار جديدك بشوق
محبتي و دعواتي

الحبيبة رنيم
اولا شكرا على مرورك الذي انتظرته بلهفه
وشكراعلى كلماتك الرقيقة00واسفة لتسرعي في الكتابة فانا اكتب مرتجلة مسرعةاخشىان تضيع الكلمات من راسي وتتوه مني الافكار00وايضا لقد فقدت احدى عدساتي اللا صقة0لذا توقعي مني الكثير من الاخطاء لحين استلامي الجديدة
احبك بشدة بدون ان اراك