أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: في المقهى,!

  1. #1
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي في المقهى,!


    عندي رجاء ..أن لا يُقرأ هذا النص إلا بحضور هذه الأغنية ....
    http://www.asqalan.com/songs/index.p...laymaq&id=1184

    كنتُ أعتقد دوماً بأن الأماكن الضيّقة تضيّقُ الخناق على الأفكار و تحجب المفردات عن القلم ,
    ما أن استيقظت حتى قررت أن أمضي باحثةً عنه ذلك اليوم , و أتفرس بغداد في عينيه , فمنذ اللحظة الأولى لوصولي إلى ذلك المقهى تآمرت الأقدار معه ضدي ,
    كانت بي رغبة جارفة في أن أقتل شوقي للعراق به و هذا القلب لا يتوقف لحظة واحدة عن إرسال تعليماته البائسة , لكن ...
    كانت في عينيه السوداوين المعبّرتين نظرات محمومة و ألم عميق , تحدثان عن وعيه الكامل بما يدور حوله و بأنه كان يعتمد على رجال متلونين وثق بهم حتى وصل إلى موقف صعب مه الإستمرار , عينان تجيدان التحدي دون مبرر أحياناً مما يجعل العلاقة أكثر تعقيدا و إرهاقا ,

    تجمدت سنواتي أمامي و ليس في قلبها تغيير , رأسي خاوية و أفكاري هاربة , أحسستُ بالذهول من نفسي حين وجدتها تحسب الدم المتدفق في العروق , و دخان السجائر المتذمر من قسوة المكان , تلك الحقيقة التي أصابتني بالشلل التام , حيث كنت أتلاشى و أذوب في أعماقي محاولة إخفاء حقيقة ما أشعر به نحوه , و رغماً عني أخذتني أفكاري إلى منحى بعيداً و وحيداً و أكتشفت غبائي بعد أن غادرت المكان , و شعرت بألم الإنسلاخ الذي لا يعادله ألم.
    مع كل رشفه للقهوة كانت تتسع مسامي لاستقبال ضحكته و ذبذبات صوته المُعذَب , لكن كتلة من الذعر في أعماق الظلمة القاتمة المرصوصة مثل أحجار الشوارع القديمة ملأت الطاولة الخمرية رعباً,
    و ثبتنا الذعر في المكان , و العجيب أننا نغرق في الخيالات اللامنطقية لنشمت من أنفسنا قبل أن يوبخنا أحد, فحين تُعَهّر الروح تفزر النفس أشياء غريبة مقززة و يصير الفكر مخبولاً بتأثيرٍ من القرف مما يدور حولك, كما تشعر و كأن من حولك يتبادلون نظرات السخرية , و هم لا يشعرون بأننا نتأوه من الألم و بأن نظراتهم الساخرة تنهشنا , لكنه كان يعتصر الألم بصمت و كبرياء لم أرَ مثله قط , يال كبرياء هذا الرجل .
    كنا ندير حواراً يوحدنا فيه الخجل و قلوبنا هدها التعب و غطى الشحوب على وجوهنا التي بدأت تتآكل مع الزمن ,و نشعر بالتلاشي و الذوبان حتى الإختفاء , و الحروف الموجعة تسقط مترنحة على طاولة الجراح,
    نصارع واقعاً مليأً بالمآسي كي نستعيد شيأً من الصمود و الرفض بوجه الإنكسار ,
    و في النهاية نبتسم مدّعين الفرح , ’!

    إن هذا الرجل بقدر ما أثار إستغرابي فإنه أثار شهيتي أيضاً ,و حضوره الذي يبعث الشجن و يملء الفراغ ,أسكن فيّ احساسا حميميا و أنا أتجول في عينيه و حلمي يلهو بي ,ولطالما تمنيت شرب قهوتي بصحبة رجل عراقي ,و كنت أتخيل أيّ قدر كنت سأساق اليه برفقته و أنا اعلم جيداً كم هو حجم شوقي لقطرة عاطفة نقية ,
    أختصر خزائن الحب الفاخرة بالقوافي ,و صمت البوح على مرافئ القلب ,بعثرني الحنين لأرضه و لا أذكر أين أضعت بوصلتي و توقفت عن الكلام ,لأستقبل همساته العذبة و أنصت لأنفاسه التي حملتني إلى بلاد الرافدين ,

    كبلني حضوره لأتغلغل في أعماق المستحيل و أصاب بعقم يعانق الحلم,و رعشة الخوف تنتحر على جسد الحكاية كي لا تهرم في قلبي الأشواق و لا تشيخ,فتحتضر الكلمات في حضوره,
    أيها الرجل كم بحثت عنك في تجاويف الحرف فوجدتك نبضاً يتوهج وينمو في وريدي و أشواقي تزحف نحو عينيك بعذاب كاد يغتالها ,و الوهم الضامر الشديد الإغواء كان يفضح أفكاري ,
    فكم تمنيت الإلتصاق بك و أن لا أنفصل عنك أبداً,كي أستمد منك الطمأنينة و الدفء ,و أمارس الحب المجنون و اللامنطقي معك دون أن أبالي , و لتعود ابتسامتي و حيوية صوتي ,فتلك لحظات أتوق لها بأعماقي,و لا أتحسّر على شيء سوى على هذا الحب الذي لم يتحقق.

    لكن ..هل كنتُ عاشقة حقاً.؟!
    كنتُ أعيش بحالة لهاث لحدوث شيء مميز يكون قادراً على امتصاص زخم أفكاري و عواطفي المحبوسة في قمقم الصمت,جعل روحي تلتهب بهوى المغامرات, و لأبرر لنفسي هذا الجنون الإقتحامي
    حاولت جمع الأفكار فتوالدت في الخيال لذة معتقة بالحب,
    أجمل ما حدث لي مع هذا الرجل أنه لم يكن عليّ تبديل ملامحي أو أن أتمثل القناع الذي يتوجب عليّ في مواجهة أيّ رجل آخر...
    حضوره يفتح الشهية للحب و الحياة كما يوقظ الغرائز التي أسقطت في غيبوبة طويلة ,
    و بين هذا الرجل و نظرات الشك ممن حولي , كنتُ أُحسُ باللامبالاة من نظراتهم ,و قلبي يشتعل و يندفع نحوه , أحسستُ بأنه إنتمائي ,و أنه قادرٌ على تغيير حياتي و شعور بالإمتنان أقرب منه للحب ,
    و في اللحظات الأخيرة كانت تتقاذفنا المشاعر المتناقضة و الفرح مرهقٌ حد التعب , نتأرجح بين قلب يخفق بالحب و واقع ينادي بالرحيل,تحاصرنا الإنفعالات المتضاربة و حبالُ الشوق المثقلة بقصيدة ,
    و روحٌ تتألم من مهزلة و خبث المدينة.

    و....حان موعد السفر....

    04\07\2010
    لا يكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك, عليك أن تخطو تجاهها , و التوقف عن الإختباء خلف الزمن,امرأة محتلة

  2. #2
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Jan 2008
    المشاركات : 2,240
    المواضيع : 61
    الردود : 2240
    المعدل اليومي : 0.38

    افتراضي

    الأستاذة القديرة مرمر القاسم

    لا بوح أشف ولا أشهى من بوح امرأة عاشقة لرجل يجمل ويحمل معنى وطن ..ووطن يتماوج في عينيّ رجل ..

    يصهر كل الماضي ..في بوتفة الحاضر ويؤرجح المشاعر في لحظة لقاء ..

    دائما ً ..ما تستوقفني العبارات الصادقة الجريئة في الطرح ..لأني أجدها تنزع كل الأقنعة أمام الحقيقة ..

    وكان لك ِ من ذاك الكثير من الصدق والشفافية ..

    رائع ...وجميل ما خط يراعك ِ

    سلمت ..وسلم مدادك ِ

    محبتي ..واحترامي
    الفكـرة ُ..العالـية ُ..
    لا تحتاجُ.. لصوتٍٍ..عـال ٍ..

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد ذيب سليمان مشرف عام
    شاعر

    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    المشاركات : 19,255
    المواضيع : 522
    الردود : 19255
    المعدل اليومي : 3.71

    افتراضي

    ومع كل الجمال من أول رشفة في النص حتى ثمالة آخره
    اقتنصت هذه لملامستها لقلبي وليس أفضلها

    كنا ندير حواراً يوحدنا فيه الخجل و قلوبنا هدها التعب و غطى الشحوب على وجوهنا التي بدأت تتآكل مع الزمن ,و نشعر بالتلاشي و الذوبان حتى الإختفاء , و الحروف الموجعة تسقط مترنحة على طاولة الجراح,
    نصارع واقعاً مليأً بالمآسي كي نستعيد شيأً من الصمود و الرفض بوجه الإنكسار ,
    و في النهاية نبتسم مدّعين الفرح , ’!

    عاودت القراءة وكانت جرأة العرض وصدق المشاعر تثيران فيّ الإعتزاز
    حتما سأعود علي أجد في الفنجان رشفات أخرى
    الق وإبداع

  4. #4
    الصورة الرمزية مصطفى السنجاري شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    الدولة : العراق/ نينوى/ سنجار
    المشاركات : 4,670
    المواضيع : 165
    الردود : 4670
    المعدل اليومي : 0.83

    افتراضي

    مرمر القاسم
    نص يرقى الى الشعر بل انه تعمد بمائه وعبقه
    فيك شاعرة ما يا مرمر حذار من كبت جماحه
    أُحِبُّكّـ فَوقَ حُـبِّ الذّاتِ حَتّـــــى
    كأنّ اللهَ لَمْ يَخلقْ ســـــواكـ

    مصطفى السنجاري

  5. #5
    الصورة الرمزية عبد الرحمن الكرد أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,390
    المواضيع : 51
    الردود : 1390
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي


    القديره مرمر

    بوح عاشقه يلامس

    القلوب بصدق العاطفه

    ببساطة الحرف وتلقائيه

    تقديري لحرفك
    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    الصورة الرمزية عبد الله راتب نفاخ أديب
    تاريخ التسجيل : Jun 2010
    الدولة : دمشق - سورية
    العمر : 38
    المشاركات : 1,624
    المواضيع : 234
    الردود : 1624
    المعدل اليومي : 0.32

    افتراضي

    مشاعر مغشاة بصور تنهال رشاً و دراكاً في نص يرقى ليكون تحفة أدبية حقيقية .......
    تعبير عن مشاعر واقعية بلغة عصرية تحكي الألم الذي يكتنف نفوساً جمعتها هموم الوطن ...... و راحت تبحث عن متنفس لمشاعرها البشرية الأخرى ......
    دخول في النفس و مشاعرها بحكائية رائقة محفزة للقراءة مرات و مرات .......
    أستاذتي ....... أنحني احتراماً لكاتبة كبيرة عرفتها اليوم حق المعرفة
    الأدب شريعة ربانية لا يصلح لها إلا المصطفون من أرباب القلوب

  7. #7
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Apr 2010
    المشاركات : 450
    المواضيع : 12
    الردود : 450
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    نص متخم بالمشاعر الجميلة الجياشة مع صراعات تحيطه من كل الجوانب

    صراعات حب وبلد واختناقات لم تدع للحب منفذ أن يولد بدوام الشروق

    حرف مشرق باذخ الجمال ثري ومؤنس

    أستاذتي الغالية / مرمر قاسم

    أبدعت بالوصف وبالحرف

    وكنا لك منصتين بكل شغف

    دمت مبدعة ودام حرفك المترف

  8. #8
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    لا أدعي أني استجبت لرجائك بقراءة النص مصاحبا صوت الأغنية
    ولكني أؤكد لك أنه وبدونها أيضا كان شاعريا كقصيد بديعا كترانيم الطبيعة

    دمت متألقة
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  9. #9
    الصورة الرمزية مرمر القاسم أديبة
    تاريخ التسجيل : May 2010
    الدولة : حيفا
    العمر : 46
    المشاركات : 2,201
    المواضيع : 95
    الردود : 2201
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    ربما هو شوقي للعراق و اهل العراق

    فلم تكن حالة عشق ..ربما كانت مؤامرة عشقية مستقبلية

    و ربما عشقته في اللاوعي ..

    مرحبا كثيرا بأستاذي ثائر الحيالي

  10. #10
    الصورة الرمزية حاتم سالم عبدالله قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : سلطنة عُمان
    العمر : 36
    المشاركات : 6
    المواضيع : 1
    الردود : 6
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي

    مرمر , بوحك كان شفافا متحررا , بوحك كان مونولوجا داخليا عتيا لا يحاور نفسه حتى , بوحك ليس كنظراتكم الخجلى في عمق واقع القصة. ليت أمرا مميزا حدث بينهما , فالقدر ترك المجال لنفسه ليفعل أمرا مميزا من النوع الذي يحلو له , فأنزل لحظة الفراق ..

    ليتني استمتعت للموسيقى , لكنني نسيت أمرها بمجرد أن غامرت في حرفك ..

    حاتم

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. المقهى الثقافي وحصة آدم
    بواسطة حميده السنان في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-05-2013, 08:54 AM
  2. المقهى الثقافي النسائي
    بواسطة حميده السنان في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-03-2010, 08:42 PM
  3. (المقهى الثقافي) يفتتح فعالياته للعام الثاني قراءة في (سمرقند) لأمين معلوف
    بواسطة حميده السنان في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-10-2008, 12:27 PM
  4. في المقهى
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 25
    آخر مشاركة: 18-09-2004, 08:05 PM
  5. خربشات على المقهى السياسي( حلقات)
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-06-2003, 03:06 PM