|
أطِعْ هواكَ نَقيًّا ، ما زكا وصفا |
واشربْ كؤوسَ التداني ، فاللِقا أزفا |
ما بينَ قلبكَ والإيقانِ منزلةٌ |
بنى عليها التَّصافــي في الدُّجى سُقُفا |
وحاديَ الضَّعْنِ أجدى في فصاحتهِ |
نَشْـدَ المودّاتِ ، يتلو الحُبَّ مُـنصرفا |
غازلْتُ ناديكَ ، عَرْفُ الخلدِ يسكبهُ |
من حائطِ البانِ أحلى ومْضةٍ خطِفا |
أطِعْ هواك ، تعلَّقْ في خصائصِهِ |
فالبِشْرُ منهُ إلى أقصى الحِمى انعطفا |
واجزِ المروءةَ من نُعمى بصيرتهِ |
بها تفكَّرْ ، عسى تجني المنى شغـفا |
حفيفُ نايِ مَراحٍ هزَّ حَوْجَمَةً |
إذا الوصالُ بوصفِ المنحنى عَزَفا |
مُوشَّحًا أدرك المضنى عذوبته |
به الفواختُ هامت ، والزمانُ هفا |
وسالَ عندمُ طرْفٍ تائقٍ دنَفٍ |
منهُ أزاهرُ عُمْري تستقي الطُّرَفا |
والحالياتُ أطلّتْ من كمائمِها |
تشاكسُ الإثَلاتِ الخُضْرَ والسَّعفا |
خدودُهنّ ونورُ البدر تعشقَهُ |
يحكينَ لُطفًا ، فيغشى اليُمْنُ مَن عَرَفا |
أطْعْ هواكَ فلا زالت سوانحُه |
تشاطرُ الليلَ فحْوى الأنسِ ، والغُرَفا |
لمّا تهادى مع الأرواح مؤتلفًا |
رفيقُ دربِ الهوى ، بالـودّ مُلتَحِفـــا |
ألقى علينا سلامَ الشوقِ فانهمرتْ |
من خافقي دررٌ تسْـتنْطقُ اللهَفا |
تأنّقَتْ فتلاشى صابُ قافيتي |
فالسِّحْر منها حلالٌ فاتنٌ ، وكفى |
كما الشَّمول ، رياضُ العقلِ مقصدُها |
تأتيك صافيةً ، لا تعرفُ السَّرَفا |
كما السُّلاف يَردّ الفكرَ منتشيًا |
كأسًا فكأسًا ، فما تدري لهُ نُتَفا |
يُسافرُ الرأيُ أشعارًا برونقها |
وزادُ أخيُلةٍ يختالُ مُحترفا |
يرقى اللياليَ ما يلقى بها أرقًا |
وليس يعدمُ إشراقًا ومنعطفا |
غَناءُ أعنابهِ والتينِ منسجمٌ |
وإنْ رأى موردَ الأخلافِ مُختلفا |
أطِعْ هواك نبيلاً باذلاً فطِنًا |
واقرأ سلاميَ إذ ما فُقْتني رَهَفا |
على الحبائب والخلاّن قاطبةً |
وقل أتى خاطري يحدو لهم شَرَفا |
مشاعرًا من صميم الروح ينظمها |
لعلّه حين يصحو ينشر الصُّحُفا |
وفي غلائلها معناه مبتسمٌ |
لأنّ مَبناه دومًا يعشق السَّلَفا |