السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إليهــا
ها قد مددتُ يديَّ الآن مُحتضِنا
كالجذعِ مدَّ إلى طيرِ الهوى غُصُنا
وجئتِ كالقدرِ الآتي بلا سببٍ
إذ أنتِ حيث أنا، بل حيث أنت أنا
تهيَّئي دون زادٍ للرحيلِ معي
وأطوِعي الريحَ كي لا تثنيَ السفنا
فما تزوّدتِ الأطيارُ في سفَرٍ
ولم تزل تجعل الآفاقَ محتضَنا
وأبصري الناسَ من بعدٍ فإنّ لهم
هذي الجهاتِ وما خلفَ الجهاتِ لنا
هناك لا أحدٌ يدري بهِ أحدٌ
حتى الظلالُ بدا واستنكرَ البدَنا
لم تدرِ قهقهةُ المقهى إذ ارتفعت
عن سكرةِ الموتِ أو عن صيحةِ السُّجنا
لم يدركوا حزنَ حوّا وهْي تنسجُ من
ثيابِ آدمَ وابنيهِ لهم كفَنا
وما رأوا حزنَ من عادت وقد لكِنَت
بالصمتِ رُبَّ امرءٍ بالصمتِ قد لكِنا
وعندما ارتعَشت كفٌّ مخضَّبةٌ
لم يدركوا أيَّ خوفٍ غادرٍ طَعَنا
للهِ كم قدرٍ ساعٍ إلى هدفٍ
يجاوزُ البيدَ والأبحارَ والمدنا
لكي يصيبَ الذي لم يلتفتْ أبداً
فيهِ ولم يكُ قد أصغى له أُذُنا
وأنتِ مبصرةٌ أو غيرُ مبصرةٍ
تبقين في غيهبِ الأجسادِ ومْضَ سنا
يا غايةَ اللهِ في الإنسانِ معذرةً
لو أرخصوكِ وما أرخصتِهم ثمنا
أمِنْتُ جانبكِ الأعلى كما أمِنَتْ
عينٌ دعت جفنَها إذ أُرِّقت فدنا
تُفشي العطورُ أحاديثَ الزهورِ وقد
يبوحُ بالسرِّ من أصغى ومن أُمنا
فلا تبوحي بسري إن خرجتِ إلى
عوالمِ الروحِ إني أنتِ لستُ أنا
تحيتي
موسى احمد العلوني