وَقَبْلَكِ .. لَمْ أَذُقْ إلّا الْمَرارا
ولَمْ أُدْرِكْ مِنَ اللَّيْلِ النَّهَارا
وكُنْتُ أَعِيشُ في الدُّنْيا غَرِيبًا
وأَسْتَجْدِي مِن الْكَوْنِ اعْتِذارا
وَأَحْيَا كُلَّ حَوَّا رغْمَ أَنْفِي
وَهُنَّ يَعِشْنَ فِي جَنْبَيَّ نَارا
وَأَعْجَبُ .. كَيْفَ أُحْيِيهِنَّ عِنْدِي
أَمِيرَاتٍ ، فَيَكْفُرْنَ اقْتِدَارا ؟؟!!!
وكَانَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ سَرَابًا
وَتَزْعُمُ أَنَّها كَانَتْ بِحَارا
فَكَيْفَ بِمَنْ لَهُ قَلْبٌ كَقَلْبِي
يُعَاشِرُ مَنْ جَحَدْنَ بِهِ اغْتِرَارا ؟!
لَعَمٔرُكِ .، إنَّنِي أَيُّوبُ دَهْرِي
وَقَدْ أُهْلِكْتُ فِيهِنَّ اصْطِبَارا
فَقَبْلَكِ كانَتِ النِّسْوانُ جَمْرًا
إِذا أَمْسَكْتُهُ ..، زَادَ احْمِرَارا
ولَوْ سَرَّحْتُهُ ، يَشْكُو لِفَقْدِي
ويُقْسِمُ ..، أَنَّهُ كانَ انْتِحَارَا
وإنِّي كُنْتُ قَبْلَكِ أَنْتِ مَيْتًا
ولَمْ أَمْلِكْ لِأُحْيِيَنِي خِيَارَا
وأَعْلَمُ أَنَّ فِي الْأَقْدَارِ غَيْثًا
سَيَبْعَثُنِي فَآثَرْتُ انْتِظَارَا
فَكُنْتِ الْغَيْثَ أَنْتِ وَأَيُّ غَيْثٍ
وَرَبِّي مَا أُحَيْلَاهُ انْهِمَارا
فَأَنْطَقْتِ الْقَصَائِدَ فِيكِ عِشْقًا
تَفِرُّ إلَيْكِ مِنْ قَلْبِي فِرَارا
وأَغْرَقْتِ الْقَوَافِيَ فِي جُنُونِي
بِحُبِّكِ حِينَ أَكْتُبُكِ انْبِهَارا
لِغَيْرِكِ لَمْ أَقُلْ فِي الْحُبِّ شِعْرًا
وكَانَ الشِّعْرُ قَبْلَكِ مُسْتَعَارا
وَقَدْ ضَلَّتْكِ قَافِيَتِي زَمَانًا
فَصِرْتِ لَهَا وَلِي أَبَدًا شِعَارا