أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: أطباء أدباء - قراءة - الجزء الثاني و الأخير

  1. #1
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي أطباء أدباء - قراءة - الجزء الثاني و الأخير

    أطباء أدباء
    قراءة
    بقلم : نزار ب. الزين


    الجزء الثاني و الأخير



    ثالثا – الدكتور مادلين حنا
    الدكتور مادلين حنا صادق ، مصرية الجنسية ، أستاذ مساعد بقسم النساء و التوليد بكلية الطب جامعة عين شمس ، متزوجة من طبيب يعمل في مجال(جراحات المخ و الأعصاب) و هي أم لثلاثة أطفال (ذكرين و أنثى منهم ذكر و أنثى توأم)
    و هي تحمل الشهادات الدراسية التالية :
    • بكالوريوس الطب و الجراحة – كلية الطب جامعه عين شمس – القاهرة – مصر
    • دبلوم الجراحة العامة - كلية الطب جامعه عين شمس – القاهرة - مصر
    • دبلوم دراسات عليا فى جراحات النساء و التوليد – كلية الجراحين الملكية – أدنبرا – إسكتلندا
    • ماجستير أمراض النساء و التوليد - كلية الطب جامعه عين شمس – القاهرة - مصر
    • زمالة كلية الجراحين الملكية – لندن – إنجلترا
    • دكتوراة الطب فى أمراض النساء و التوليد و العقم - كلية الطب جامعه عين شمس – القاهرة - مصر
    • دبلومة الدراسات المتقدمة فى جراحات المناظير – كلية الطب – جامعة بيركلى – كاليفورنيا – الولايات المتحده الأمريكية
    • إجازة رخصة الجراحة الدولية – كلية الطب – جامعة بيركلى – كاليفورنيا – الولايات المتحده الأمريكية
    • دكتوراة البحث المتقدم فى الطب فى أمراض النساء و التوليد و علاج العقم - كلية الطب جامعه عين شمس – القاهرة
    من هواياتها: القراءة - الكتابة الأدبية - الإنترنت - الموسيقى
    و تقول عن نفسها :
    " أعشق الأدب و عالمه منذ طفولتى .. بدأت أكتب منذ أن كنت فى دراستى الإعدادية (المتوسطة) و كنت مسئولة عن تحرير مجلة مدرستى الثانوية التى لازلت إلى الآن أكتب مقال شهرى فيها أجيب فيه عن أسئلة البنات .. أتشرف برئاسة الأسرة الأدبية بالكلية و أتشرف بأنى من الأعضاء المؤسسين لمجلة (حورس) الأدبية .. نشرت لى مجموعة قصصية واحدة بعنوان (أوراق مبعثرة) نشرها زوجى على حسابة الخاص كهدية فى عيد زواجنا ووزعتها على الأقارب و المعارف و الجيران ..
    أما فلسفتي فلسفتى فى الحياة فهي أنني أؤمن بأن الطب رسالة و ليست مهنة و أؤمن بأن الطبيب الذى يتقاضى أجره مقدماً و يشترط أجر معين لعلاج المريض دو الإلتفات لظروفة الإجتماعية و الإقتصادية لا يستحق أن يكون طبيباً .. يوم أن إرتديت (البالطو الأبيض) لأول مرة أقسمت أمام مذبح الله فى الكنيسة ألا تدخل جوفى لقمة من ثمن المتاجرة بآلالام المرضى .. و لعلمكم فإن هناك أطباء يلونى فى التخرج و أفوقهم خبرة و كفاءة (دون تكبر) قد صار لديهم (الخمسة عين) الذين يحلم بهم أى طبيب فى مصر (العيادة و العربية و العزبة و العمارة و العريس/العروسة) .. أما أنا فأكتفى بدعاء الناس الغلابة (الذين أتعامل معهم دوماً فى مستشفى حكومى مجانى فقير الإمكانيات) أما لو قررت (زبونه) زيارة عيادتى الخاصة المجهزة فأهلاً و سهلاً ..."
    و كما يرى القارئ فإن د.مادلين قضت معظم عمرها في تنمية ذاتها علميا بين مصر و انكلترا و الولايات المتحدة الأمريكية ، و هي حاليا من كبار المتخصصين بعلاج العقم و الجراحات المتقدمة باستخدام تقنيات المناظير الجراحية .
    و هي فوق كل ذلك أديبة تكتب القصة و من مؤسسي مجلة ( حورس ) الأدبية و قد اخترت كمثل من أعمالها القصة القصيرة التالية :
    الليلة الأخيرة
    تتحدث القصة عن مشاعر رجل محكوم بالإعدام في انتظار التنفيذ ، تتحدث عن القلق و التوتر ، عن لحظات من الخوف و الرعب تعادل خوف العمر كله :
    " شيىء غريب منعه من النوم تلك الليلة ..
    كلما حاول النوم و تمدد على فراشه و أغلق عينيه يشعر بصوت ما يوقظه ..
    صوت قادم من أعماقه يصرخ فيه بكلمات لم يميزها ..
    تداعت فى رأسه فكرة واحدة : هل سيكون غداً هو اليوم الموعود ؟
    تمنى فى قرارة نفسه أن يكون غداً هو ذلك اليوم ليستريح من هذا العذاب ..
    أخيراً و بعد الساعة الثالثة مساءاً نام .."
    و لكن حين حان الحين ،تضاعف رعبه و تخيل ما سوف يحدث ، ثم انفلت لسانه من عقاله محتجا مقسما أنه لم يرتكب تلك الجريمة :
    " تأمل وجوههم الباردة ..
    إنه يعرف ماذا سيحدث و استعد له جيداً ..
    سيناديه الضابط : فلان بن فلان حانت لحظة تنفيذ الحكم فاستعد
    سيفتح الرجل الأنيق حقيبته و يخرج منها ملف كبير بالأوراق و يتلو عليه نص حكم المحكمة عليه بالإعدام شنقاً ..
    بالتأكيد سيسأله آمر السجن السؤال التقليدى : هل تتمنى شيئاً قبل أن تموت ؟
    ثم سيأخذه السجان الآخر لغرفة أخرى حيث ينتظره رجل دين يتولى تلقينه صلاته الأخيرة
    ثم ..
    ثم يدخل الغرفة الحمراء .. غرفة الإعدام .. و يخرج بعدها جثة هامده ..
    حاول التراجع للخلف عندما تقدموا منه لكنه كان فى ركن الزنزانة و لا شيىء خلفة إلا الحائط ..
    استند على الحائط ليقوم و يصرخ في وجوههم :
    - لم أقتله .. أقسم لكم أنا مظلوم و لم أقتله .. لم أقتله ..
    هجم على آمر السجن متعلقاً ببزته الرسمية و هو يصرخ :
    - لا تعدمونى .. أنا مظلوم "
    ثم تنامى إلى سمعه و هو في أوج إضطرابه ، أن براءته قد ثبتت و أن المجرم الحقيقي قد اعترف ، وقعت هذه الكلمات على أم رأسه وقع الصاعقة ، لم يحتملها قلبه المضطرب ، فأسلم الروح في الحال :
    " قطع الرجل الأنيق كلماته بقوله :
    - أنت برىء من جريمة القتل .. المجرم الحقيقى قبض عليه و أعترف بجريمته و برأتك المحكمة و أنا هنا اليوم لإستكمال إجراءات الإفراج عنك
    تراجع للخلف من هول المفاجأه ثم لم يدر بالدنيا من حوله ..
    فى الصباح حملت الصحف خبراً هامشياً فى صفحات الطرائف : وفاة محكوم عليه بالإعدام فور علمة ببرائته ! "
    صور متلاحقة متسارعة ، تجبر القارئ على اللهاث وراءها في فضول شديد لمعرفة النهاية ، نص ناجح بجميع المقاييس ،بلغة مكينة و تكثيف مناسب ، و وضوح كامل، مع إشارة خفية إلى خطأ العدالة المميت أحيانا ، و إستهتار بعض المسؤولين بعواطف إنسان كهذا ، من حيث عدم إعداده نفسيا و دوائيا لمثل هذه المفاجأة الصاعقة في حلاوتها .
    للإطلاع على قصة (الليلة الأخيرة) كاملة يرجى استخدام الرابط التالي :
    http://www.freearabi.com/الليلةالأخيرة-مادلين.htm

    رابعا – الدكتور هيفاء بيطار

    لا أعرف الكثير عن الدكتور هيفاء بيطار اللهم سوى ما ورد عنها في موقع القصة السورية فهي :
    طبيبة اختصاصية بأمراض العين وجراحتها،
    عضوجمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب في سورية.
    مؤلفاتها:
    1- ورود لن تموت - قصص - دار المنارة.
    2- قصص مهاجرة - قصص- الأهالي.
    3- يوميات مطلقة - رواية - الأهالي.
    4- قبو العباسيين - رواية- الأهالي.
    5-خواطر في مقهى رصيف - قصص- اتحاد الكتاب العرب - دمشق 1995.
    6- أفراخ صغيرة ، أفراخ أخيرة: رواية- الأهالي.
    7- نسر بجناح وحيد- رواية - الحصاد.
    8- موت البجعة، اتحاد الكتاب العرب.
    9- ظل أسود حي- وزارة الثقافة.
    10- امرأة من طابقين- رواية قيد الطبع.
    و من مؤلفاتها اخترت :

    المتاهة
    المتاهة قصة طريفة تتداخل طرافتها مع الخيال العلمي و لا تبتعد كثيرا عن مجال الطب الذي هو مهنة الدكتور هيفاء ، و تتطرق إلى ما يفعله الحقد بالإنسان و خاصة إذا كانت أسبابه عميقة الجذور ، ففيما عدا الكراهية و الرغبة بالإنتقام و هي حالات نفسية فإن الجسد يتأثر أيضا و بشكل يسبب آلام فوق طاقة البشر :

    " كره أحدهما الآخر حتى أصابت كليهما أمراض جسدية، فقد استعمرت الشقيقة رأسها ولم تتركها منذ كرهته، كانت تبقى ثلاثة أيام طريحة الفراش، لاتقدر أن ترى نوراً أو تسمع ضجة، غثيان مستمر وإقياءات وصداع فظيع لايهدأ بأقوى المسكنات. هو السبب هذا ماتؤمن به. ولم يستطع الأطباء الجزم أو النفي بشأن السبب الحقيقي لصداعها العنيد، لكنها كانت تصر وتؤكد لهم أنها لم تتناول حبة مسكنة واحدة قبل أن تتعرف إليه.
    أما هو فقد أصابته نوبٌ حادة من خناق الصدر مذ عرفها، وكثيراً ماكان يستيقظ في الليل وهو يختنق ويسارع أطباء القلب لنجدته، ولطالما سألوه عن السوابق العائلية لأمراض القلب في أسرته، وعن عاداته من تدخين وسهر وشرب، طبيعة طعامه، كان يجيب فاقد الصبر ويقول لهم: صدقوني هي السبب، فقد كنتُ شاباً رياضياً، وحققتُ بطولات في كرة القدم حتى تعرّفت إليها. وتزوجنا، تلك المرأة النحس، التي اختنق قلبي في سمومها وحقدها "
    ثم يتدخل الخيال العلمي عندما قرءا كل على حدة عن طبيب صيني اكتشف طريقة لمحو أجزاء من الذاكرة ينفر منها المريض ، إلا أنه أنه لا زال يجري تجاربه على القردة ، فاندفعا إليه طلبا للشفاء من آلامهما .
    " كانت هي السبّاقة، ورجت المخترع أن يقتل تلك الخلايا في دماغها التي تسجّل ذاكرتها معه، وأن يمحو صورته وصوته وحركاته، وحاول الطبيب أن يُفهمها أنه لم يتأكد بعد من نتائج دوائه، وأن آثاراً جانبية خطيرة قد تنجم عن استعماله، وأنه يجرّب على قرود وليس على بشر، وأن أي دواء يجب أن يخضع لتجارب سنوات طويلة قبل أن يطبّق على الإنسان، لكنها بكت بحرقة وأسهبت في شرح مأساتها، وأكدت للطبيب أن مصيرها الانتحار فيما لو لم تتحرر منه، وذعر المخترع من منظرها ونصحها باستشارة أطباء نفسانيين. ضحكت وهي تجيب: لقد استشرت أشهر الأطباء النفسيين وعجزوا عن إطفاء أحقادي على هذا الشيطان المُتنكر بهيئة رجل، لقد دمرّني صدقني، إنه سبب استقالتي من عملي، فقد بلغتُ بسببه حداً من الإرهاق جعلني عاجزة عن التركيز في أبسط الأمور ."
    و يشفق الطبيب عليهما و يرضى – بعد تردد – أن يجري عليهما تجربة إختراعه :
    " بعد يومين حضرت الشابة مبكرة ساعتين عن موعدها، كانت ضحية نوبة شقيقة قاسية، قالت للطبيب: آه، أتمنى لو تنفك دروز جمجمتي ويطير دماغي من خلالها. وارتمت على سرير الاختبار منهكة وقد أغمضت عينيها هرباً من النور رغم أن الضوء كان خافتاً.
    ومن منظرها اليائس عرف الطبيب أن كل محاولاته ستبوء بالفشل في إقناعها بالعدول عن تجريب الدواء قال لها: حسناً سأسألك بعض الأسئلة، فأجيبيني عنها قدر الإمكان وبلا انفعال.
    قالت: أرجوك، أعطني الدواء، وأرحني من عذابات لاتطاق.
    رد مؤكداً: اطمئني سأعطيك الدواء، لكني أحتاج بعض المعلومات البسيطة.
    سألها: منذ متى تعرّفت إليه؟
    ردت وهي مغمضة العينين: منذ سبع سنوات، كنتُ أحضر مباراة كرة قدم، مع صديقة لي، ذهبت معها مجاملة فأنا لا أطيق الرياضة، ومن بين آلاف المتفرجين التقت عيوننا، التقط نظرتي، والتقطت نظرته، وتوّهمنا أنه الحب.
    سألها الطبيب: هل كان لاعباً؟
    -أجل، كان لاعباً مشهوراً.
    سأل الطبيب بصوتٍ رخيم: ألم يكن حباً إذاً؟
    ردت بعصبية والشقيقة تجلدها كل لحظة: لا، كان كُرهاً.
    -وما الذي جذبك نحوه؟
    ضحكت بسخرية: عيناه السوداوان اللامعتان، لقد احتواني بنظرته، وأشعرني أنه لايرى سواي من بين آلاف المتفرجين، لم أكن أعلم أن عينيه هما عينا الشيطان وأن ذلك اللمعان فيهما هو لمعان الشر.
    -حسناً إهدئي، لاتنفعلي أرجوك.
    -أرجوك يادكتور، الغثيان يشتد، أكاد أتمزق من الألم.
    -حسناً، حسناً، أدخلي رأسك الآن في هذا الجهاز. تأملتْ جهازاً ضخماً بحجم تلفزيون كبير فيه فجوة تتسع لرأس كبير، تساءلت بدهشة: ماهذا؟
    شرحَ لها الطبيب أن هذا الجهاز يبين له أجزاء الدماغ بالتفصيل ومكبّرة مئات المرات وأنه تمكن من التوصل إلى مناطق الذاكرة وتحديد خلاياها، وقتل بعضها، وبذلك يمحو ذكريات معينة إلى الأبد.
    أدخلت رأسها في الجهاز، ورغم أن ذعراً كان يضاف لصداعها، وبعد أقل من ربع ساعة طلب إليها الطبيب أن تُخرج رأسها من الجهاز، فأخرجته، ولم تتمالك نفسها أن صرخت من الفرح:
    -دكتور لقد اختفى الصداع!
    سألها الطبيب بقلق: ولاعب كرة القدم، هل يزعجك، هل..
    تحوّل وجهها إلى علامة تعجب وهي تقاطعه قائلة: عمن تتحدث يادكتور؟ "
    و كأن الدكتور هيفاء بيطار تريد أن تقول لنا أن ( لا مفر من القدر ، و أن ماهو مكتوب لا بد أن ينفذ ) إذ اختتمت قصتها بتأكيد هذه المقولة :
    " وذات يوم دعاها المدير لحضور المباراة الأولى التي سيشترك بها ابنه البكر، خجلت من أن تقول له إنها لاتطيق الرياضة، كان عليها أن تُجامل المدير.
    وجلست في الصفوف الأمامية إلى جانب المدير وزوجته، ومن بين آلاف الحضور، التقت عينان خضراوان كعيني ملاك، بعينين سوداوين تشعان بريقاً آسراً وانطلقت شرارة تحوَّلت إلى ابتسامة وشبه وعد!! "
    بقدرة سردية عالية و لغة سليمة قوية و بلا غموض أو رموز ، و أسلوب جذاب يثير الفضول و يجمع بين الطرافة و الخيال تمكنت الكاتبة من شد القارئ ليتمتع بفحوى النص من ألفه إلى يائه .
    للإطلاع على قصة (المتاهة) كاملة يرجى استخدام الرابط التالي :
    http://www.freearabi.com/المتاهة-بيطار.htm



    خامسا – الدكتور سمير العمري

    و هو كما عرف بنفسه طبيب صيدلاني ، فلسطيني مقيم في السويد من مواليد 1964 ،و قد كتب الشعر و القصة فنجح فيهما و أبدع ، و من قصصه اخترت : ( النحلة و الدبور ) و من شعره اخترت ( عين التأمل )
    آ – النحلة و الدبور
    في هذه القصة يلجأ الدكتور سمير إلى الرمزية فيربط من خلالها الكسل و الخمول بالتطفل و العدوان ، بينما يقدس من ناحية أخرى العمل و الإنتاج و إعمال الفكر و الإجتهاد ، فرمز إلى الخمول و العدوانية بالدبور و رمز إلى النشاط و العمل الدؤوب بالنحلة ، و استمر الصراع بين عالم الدبابير و عالم النحل ، إلى أن قدمت إحدى النحلات العاملات اقتراحا قد يجنب جميع المخلوقات اللطيفة من عصافير و فراشات و نحلات إبر الدبابير اللاسعة و أزيزها المزعج :
    " أَرَى أَنْ لا نَطْرُدُهَا وَلا نُدَابِرُهَا ، وَلا نُعَامِلُهَا بِذَاتِ أُسْلُوبِهَا ، بَلْ دَعُونَا نَفرِضُ عَلَيهَا أُسْلُوبَنَا فَنُرْهِقُهَا بِالحِلْمِ وَنُغْرِقُهَا بِالعَسَلِ ؛ فَإِمَّا أَدْرَكَتْ قِيمَةَ العَمَلِ وَالفِطْنَةِ ، وَإِمَّا طَوَاهَا الكَسَلُ مِنْ بَيْنِنَا وَالبِطْنَةُ. "
    أما اللغة فكانت في جمل مسجعة على نسق المقامة التي برع بها أبو البديع الهمزاني .
    للإطلاع على قصة (النحلة و الدبور ) كاملة يرجى استخدام الرابط التالي:
    http://www.freearabi.com/النحلةوالدبور-سميرالعمري.htm
    ب - الشعر
    برع الدكتور سمير العمري بقرض الشعر الموزون المقفى و فق علم العروض و تفعيلات الخليل بن أحمد ، و قد أخترت من شعره قصيدة ( عين التأمل ) التي جاءت بست و أربعين بيتا من عيون الشعر ابتدأها بالغزل وفق أسلوب الشعر الجاهلي و صدر الإسلام ، ثم أتبعها بالحكم وفق المنهج ذاته ، اخترت منها مايلي :
    في الغزل قال :
    لَوْنَ الوُرُودِ عَلَى الخُـدُودِ أَرِيقِـي
    وَتَرَاقَصِي فَـوْقَ الرُّبَـى وَأَفِيقِـي
    وَتَعَبَّقِي رَغْـمَ العَوَاصِـفِ زَهْـرَةً
    فِيهَـا أَذُوبُ بِرَوْنَقِـي وَرَحِيـقِـي
    وَاسْتَورِقِي جَدْبَ الخَرِيفِ نَضَـارَةً
    تُحْيِي فُـؤَادَ العَاشِـقِ المَعْشُـوقِ
    أَرْضَعْتِنِـي لَبَـنَ المَحَبَّـةِ سَائِغَـا
    وَفَطَمْتِ أَجْنِحَتِـي عَـنِ التَّحْلِيـقِ
    وَبَنَيْتِ لِـي عُـشَّ الهَنَـاءِ بِقِمَّـةٍ
    فِيهَا أُرَفْرِفُ فِي سَمَـاءِ سُمُوقِـي
    يَا أَنْتِ يَا قَدَرِي إِلَيْـكِ مِـنَ الـذِي
    يَهْوَاكِ كُلَّ الشَّـوْقِ كُـلَّ شُـرُوقِ
    القَلْـبُ لَـمْ يَهْنَـأْ بِـدِفْءِ لِقَائِـهِ
    حَتَّـى دَهَـاهُ الدَّهْـرُ بِالتَّفْـرِيـقِ
    و في التأملات الفلسفية قال :

    أَيْنَ المُرُوءَةُ فِي النُّفُوسِ فَمَـا أَرَى
    إِلا نِفَاقَـاً فِـي فَــمٍ مَـمْـذُوقِ
    أُمٌّ تُغَادِرُ فِـي الخُطُـوبِ وَلِيدَهَـا
    وَأَبٌ يُـبَـادِرُ نَسْـلَـهُ بِعُـقُـوقِ
    وَابْنٌ تَجَهَّـمَ وَالِدَيْـهِ وَلَـمْ يَـزَلْ
    مُتَرَنِّـحَ الخُطُـوَاتِ كَالبِطْـرِيـقِ
    وَأَخٌ يَبِيـعُ مِـنَ الشَّقَـاءِ شَقِيقَـهُ
    وَيَظُـنُّ أَنَّ المَـالَ خَيْـرُ شَقِيـقِ
    وَالزَّوجُ تَخْدَعُ وَالأَقَـارِبُ تَـزْدَرِي
    وَالجَـارُ يَمْنَـعُ جَاحِـدَاً لِحُقُـوقِ
    و اختتمها بقوله :
    مِحَنٌ لَهَا حِلْـمُ الكَرِيْـمِ وَصَبْـرُهُ
    وَالصَّبْرُ أَعْظَمُ مَا يُفَـرِّجُ ضِيقِـي
    هَتَكُوا حِجَابَ الحَقِّ فِـي بُهْتَانِهِـمْ
    بِالـزُّورِ يَحْمِـلُ عَاتِـقُ التَّلْفِيـقِ
    زَعَمُوا بِأَنَّ الخَيْـرَ غَايَتُهُـمْ فَهَـلْ
    لِلخَيْرِ دَرْبٌ فِـي اقْتِـرَافِ فُسُـوقِ
    هَـذَا ابْتِـلاءُ اللهِ بَيْـنَ عِـبَـادِهِ
    يَبْلُـو فَرِيقَـاً مِحْـنَـةً بِفَـرِيـقِ
    مِحَنٌ لَهَا حِلْـمُ الكَرِيْـمِ وَصَبْـرُهُ
    وَالصَّبْرُ أَعْظَمُ مَا يُفَـرِّجُ ضِيقِـي

    شاعر لا يقل بنظري عن زهير بن أبي سلمى أو عن أبي تمام ، ذاك هو الطبيب الأديب الدكتور سمير العمري .
    للإطلاع على قصيدة (عين التأمل) كاملة يرجى استخدام الرابط التالي :
    http://www.freearabi.com/عينالتأمل.htm
    *****
    و كما يرى القارئ ، فقد نجح أطباؤنا الخمسة الدكتور أمل الشطا ، الدكتور مادلين حنا ، الدكتور أسد محمد ، الدكتور هيفاء بيطار ، و الدكتور سمير العمري ؛ نجحوا في أن يكونوا - إضافة إلى تخصصاتهم الطبية – أدباء مرموقين .


    ----------------------------------------
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد أدباء الأنترنيت العرب
    الموقع : www.FreeArabi.com
    البريد : nizarzain@adelphia.net

  2. #2
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    يوم أن إرتديت (البالطو الأبيض) لأول مرة أقسمت أمام مذبح الله فى الكنيسة ألا تدخل جوفى لقمة من ثمن المتاجرة بآلالام المرضى ..
    \
    \
    هذه الطبيبة ... يجب أن نتعلم منها ... قيم الانسانية

    التي غفل عنها الكثير ...

    بوركت أستاذي .. الزين
    على هذا الجهد
    الإنسان : موقف

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان
    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب القاص الاستاذ نزار ب . الزين
    جهود مباركة , ومازلت , وسأظل متابعا , بإذن الـلـه
    اخوكم
    السمان
    -----------------------------
    أخي الفاضل الدكتور محمد
    أن تغمرني بكلماتك الطيبة
    تقديري و اعتزازي بك
    نزار ب. الزين

  5. #5
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي
    يوم أن إرتديت (البالطو الأبيض) لأول مرة أقسمت أمام مذبح الله فى الكنيسة ألا تدخل جوفى لقمة من ثمن المتاجرة بآلالام المرضى ..
    هذه الطبيبة ... يجب أن نتعلم منها ... قيم الانسانية
    التي غفل عنها الكثير ...
    بوركت أستاذي .. الزين
    على هذا الجهد
    --------------------------
    نعم يا أخي ، إنه قسم نبيل من طبيبة في غاية النبل
    الأطباء التجار - للأسف - يتكاثرون في كل مكان فيما عدا النزر اليسير
    بارك الله فيها و فيك أخي خليل
    و دمت رائعا
    نزار ب. الزين

  6. #6
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    من صالون الواحة الثقافي ألتقي بك وبالترحاب ...
    فيا هلا بالنهر الغدير وهو يحمل لنا أطيب وأطهر وأعذب ألحان العطاء والجود والسخاء دون منة أو تفضل بل عن طيب خاطر ومحبة خالصة لوجه الله تعالى .

    تحياتي أستاذي الفاضل / نزار بهاء الدين

    وشكراً لكريم العطاء واللمحات الغنية والثرية لشخصيات كنت معهم من ذمرة الأفاضل للبشرية .
    تحياتي أخي الفاضل .

  7. #7
    الصورة الرمزية نزار ب. الزين أديب
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    الدولة : Anaheim,California,USA
    العمر : 92
    المشاركات : 1,930
    المواضيع : 270
    الردود : 1930
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق
    من صالون الواحة الثقافي ألتقي بك وبالترحاب ...
    فيا هلا بالنهر الغدير وهو يحمل لنا أطيب وأطهر وأعذب ألحان العطاء والجود والسخاء دون منة أو تفضل بل عن طيب خاطر ومحبة خالصة لوجه الله تعالى .
    تحياتي أستاذي الفاضل / نزار بهاء الدين
    وشكراً لكريم العطاء واللمحات الغنية والثرية لشخصيات كنت معهم من ذمرة الأفاضل للبشرية .
    تحياتي أخي الفاضل .

    ---------------------------------------------------------
    الأخت الفاضلة عبلة
    نهرك الغزير ، بطيبتك و دفء حروفك و حيويتك الجمة في متابعة أعمالي و أعمال الزملاء الكتاب
    دمت و دام نشاطك الملفت
    نزار ب. الزين

المواضيع المتشابهه

  1. رئيسة أطباء بلا حدود: حصار التحالف السعودي على اليمن يقتل عدداً م
    بواسطة محمد حمود الحميري في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-08-2015, 07:24 PM
  2. أفضل عشرة أطباء في العالم
    بواسطة إدريس الشعشوعي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-03-2015, 08:53 AM
  3. كلمات في خطاب بشار الأخير المقال الثاني -2
    بواسطة د عثمان قدري مكانسي في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 24-06-2011, 04:47 PM
  4. ما يدور حولنا الآن هو الموت الحتمي للمثقف العربي(الجزء الثاني و الأخير)
    بواسطة محمود الغيطاني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-07-2006, 08:38 PM
  5. أطباء أدباء - قراءة - الجزء الأول
    بواسطة نزار ب. الزين في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-04-2006, 03:33 PM