أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 15

الموضوع: ظاهرة الدعاة الجدد ؛ كيف نتعامل معها ؟ إهداء لأخي هشام عزاس

  1. #1
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي ظاهرة الدعاة الجدد ؛ كيف نتعامل معها ؟ إهداء لأخي هشام عزاس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ظاهرة الدعاة الجدد ؛ كيف نتعامل معها ؟
    أحيانًا تجد نفسك مضطرًا لوضع النقاط على الحروف ؛ وذلك حين تجد نفسك أمام مسألة أو مسائل الخوض فيها يحتاج إلى قوة في الحجة والدليل ، إضافة إلى الجرأة على مناقشة أدق التفاصيل مع قناعتك التامة أنّ هذا الأمر قد يؤدي إلى حدوث صدامات مع فئة من النّاس جهلت أمر دينها ولم تعد تميز بين الطيب والخبيث – رغم أنّ الجهل أحيانًا قد لا يكون عيبًا إذا ما التزم صاحبه الحياد وعرف قدر نفسه – ومع الذين يتبعون كل ناعق أو متنطع تصدى لأمور في غاية الخطورة وتمس بشكل أساسي معتقداتنا الدينية ورموزها ، أنْ أضع النقاط على الحروف وأبين وأوضح جملة من الأمور التي أراها - ليس بقناعتي فقط – بل وبعد أنْ نعرض ما نريد مناقشته على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
    في هذه الأيام نجد ظاهرة ما يسمى " الدعاة الجدد و الخطاب الجديد في الدين " من الذين تصدوا للدعوة إلى الله تعالى ، وهذا الأمر قد يكون محمودًا حين يكون المتصدي له لديه علم ومعرفة بكتاب الله والسنة الشريفة إضافة إلى جملة من الأمور سأتطرق إليها فيما بعد ، أقول انتشرت وبكثرة وهذا ما نشاهده في هذه الأيام على معظم الفضائيات ، وهنا قد يقول قائل : كيف تحكم أنّ شخصًا ما من هؤلاء الدعاة ليس لديه علمًا ومعرفة بدين الله ، وكيف يمكن أنْ تحكم على خطابه أنّه ليس خطابًا دينيًا سليمًا خاليًا من العيوب والشوائب ؟ فأقول إنّ هذا الأمر نحكم عليه بعد أنّ نرى ونسمع كلامه - أيًّ كان هذا الداعي – ثمّ نعرض أقواله على ما جاء به كتاب الله والسنة النبوية ، ثمّ ما قاله أهل العلم المشهود لهم ، فإنْ قال قائل وكيف نحكم أنّ ما جاء به أهل العلم هو الحق ؟ نقول أننا نراجع ما قالوه – أي الدعاة الجدد وأهل العلم - بخصوص النقاط التي تشكل في جوهرهًا وضوحًا لا لبس فيه على الكتاب والسنة ، تلك النقاط التي تتضمن خروجًا على الإجماع ، وخروجًا عن أصول هذا الدين وما هو معلوم من الدين بالضرورة .
    وقبل الخوض في مثل هذه النقاط دعنا نراجع أحوال النّاس هذه الأيام ومن ثمّ نراجع تلك النقاط التي أشرنا إليها سابقًا ؛ علمًا أنني لن أتعرض لكل ما جاء به بعض هؤلاء الدعاة بل سأتطرق للنقاط الأساسية ، ومن ثمّ نرى النتائج المترتبة على من قالها ومن تلقاها على حد سواء .
    لا يخفى على أحد حالنا ولا يحتاج إلى أنْ يكون صاحبها ذو عين بصيرة أو خبيرة لتدرك مدى الجهل والتخبط الذي تعيشه هذه الأمة ؛ بسبب تفريطهم وتقاعسهم عن أداء واجباتهم تجاه دينهم ونتيجة لسوء فهمهم وتطبيقهم لدينهم حتى في أبسط الأمور والتي هي معلومة من الدين بالضرورة ، فالقلة تصلي حتى أنك لترى منهم أحيانًا العجب العجاب في هذه الصلاة ؛ فتجد البعض يصلي بسرعة فائقة كما الديك ينقر نقرًا ، و تجد البعض يقف وهو يكلم نفسه وكأنه نسيّ نفسه أهو في الصلاة أم في السوق ، ناهيك عن الوضوء والطهارة ، وكم حادثت منهم من يخطئ في الوضوء - وفي الصلاة أيضًا - وبيّنت لهم جملة الأخطاء التي يقعون فيها - ليس حسب علمي بل حسب ما جاءت به الشريعة الغراء – ، وقضية الطهارة - حدث ولا حرج عن الأخطاء - كم وجدنا من لا يعرف عنها شيئًا ؛ فترى البعض في المساجد يمشي إلى الحمامات بجرابه وعلى الأرض ما عليها من نجاسة في تلك الأماكن – أي الحمامات -، ثمّ يخرج وينزع جرابه ويضعه في جيبه والنجاسة تأكلها أكلاً ، ثمّ يتوضأ ولا يحسن الوضوء ، وهو غافل وجاهل - أو متجاهل - لم يسمع بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن – تملأ – ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك ، كل الناس يغدو ، فبائع نفسه ، فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم . فكم يا ترى من الناس يعرفون معنى هذا الحديث ويعملون بما جاء فيه ؟
    كم من مرة قلنا ونبهنا وعلى القدر الذي نستطيعه ، أتدري قبل أيام ذهبت إلى صلاة الفجر ودخلت المسجد وقد أقيمت الصلاة فدخلت وكان معي شخص آخر فصلى لوحده السنّة ثمّ التحق بالصفوف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث " في الحديث الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة). رواه مسلم ، فما رأيك أليس هذا جهلاً بالدين ؟ وهل الجميع يعرفون ما معنى أنْ لا صلاة إلا المكتوبة ؟ أي لا تنفل ولا شيء آخر سوى إقامة الصلاة التي حان وقتها وهي المكتوبة ، ناهيك عن البدع والضلالات والتمسح بالقبور والذهاب إلى قبور من " يعتقد " أنّه من أولياء الله الصالحين - وأنّى له أنْ يعرف أنّه كذلك - والبدع التي تقام هناك ، والخرزة الزرقاء التي تبعد النحس وتجلب الحظ وتبعد العين الحاسدة ، ومن يعلق حذاء على باب منزله الجديد دفعًا للحسد والعين ، إضافة إلى تشاؤم الناس من فعل شيء يرونه صدفة فيتطيرون منه فيرجعهم ما يرونه عن أداء عملهم - على اعتبار أنّ هذا شؤم - كما كان يحصل في الجاهلية ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في مسند البزار( من ردته الطيرة عن شيء فقد قارف الشرك). صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ويقول أيضًا في الحديث الذي رواه مسلم " لا عدوى، ولا طيرة، ولا صفر "وجاء في فتح الباري "التطير والتشاؤم شيء واحداً " فهل كل الناس يدركون خطورة هذا الأمر ، إضافة إلى أعمال الكفر والشرك التي تمارس يوميًا ، فترى فلان يكفر في الشارع فلا تستطيع أنْ تفعل معه شيئًا ، وترى الشخص يكفر في حضرة أبيه فلا يحرك فيه هذا الفعل ساكنًا ، وترى الشخص يسب النبي جهارًا نهارًا وهذا تراه كل يوم فلا نملك أنْ نقول شيئًا ، بينما إذا ما شتم أحد ما أباك أو أمك تقوم الدنيا ولا تقعد ، والله تعالى يقول " {و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين و رحمة للذين آمنوا منكم و الذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم} (61) التوبة. قال ابن تيمية في الصارم المسلول ج: 3 ص: 978... وما بعدها:
    "قال القاضي عياض "جميع من سب النبي أو عابه أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له والإزراء عليه أو البغض منه والعيب له فهو ساب له و الحكم فيه حكم الساب يقتل ولا نستثن فصلا من فصول هذا الباب عن هذا المقصد ولا نمتر فيه تصريحا كان أو تلويحا وكذلك من لعنه أو تمنى مضرة له أو دعا عليه أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم أو عيبه في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزورا أو عيره بشيء مما يجري من البلاء والمحنة عليه أو غمضه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه قال هذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن أصحابه وهلم جرا.. " وقد أجمع أهل العلم فيمن قال بحقه صلى الله عليه وسلم كل ذلك أنّه يقتل فلا يستتب ، ومنهم من قال أنّه مرتد ، إضافة إلى - ما سبق ذكره - نجد الفسق والفجور - وحدث ولا حرج - والزنا الذي يمارس جهاراً نهارًا ، والقائمة تطول ، هذا حال الناس هذه الأيام – إلا ما رحم ربي – وهذا لا يعني قطعًا أنْ يمارس البشر دور الزاجر والمؤدب ، فهذا من اختصاص الحاكم وليس من اختصاص عامة الناس ، لكن ألا ترى معي أنّه يجب علينا أنْ نعمل بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو سعيد الخدري الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم . إنّ من واجب كل إنسان – وعلى حسب طاقته حتى لا يقول أحد أنك تريد أنْ ترمي بنا إلى التهلكة – أنْ يأمر بالمعروف وأنْ ينهى عن المنكر لكن ليس بالقوة - من جهة النّاس - لأن هذا من شأن الحاكم ولكن من جهة أهل بيتك ومن جهة المعلّم في مدرسته والموظف في عمله ، فإذا تراخى ككل هؤلاء ومعهم ومن قبلهم الحاكم فسد المجتمع – إلا من رحم ربي – فيجب أنّ نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، ولذا وأمام هذا الحديث الشريف نجد مراتب التغيير ثلاثة كما رتبها النبي صلى الله عليه وسلم ، اليد واللسان ومن ثمّ القلب .
    وإضافة إلى ما سبق ذكره فلا يخفى على أحد أنّ هذا المجتمع هو نسيج متكامل ووحدة واحدة ، فإذا لم ينكر أهله المنكر ولم يحاربوه بالوسائل الشرعية ، فإنه سيغرق ويغرق كل منْ فيه ، ويتبين ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم ، فقالوا : لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا ) رواه البخاري ويتضح من هذا الحديث الشريف أنّ المسئولية تقع على عاتق الناس كل الناس وكل حسب طاقته وقدرته ، حتى لا يُغرق الطالح الصالح .
    ومن هنا يأتي دور أهل العلم والذين يدعون إلى الله في الدعوة إلى الله تعالى ، فعليهم أنْ يبينوا للناس أمور دينهم وأنْ يكونوا ناصحين ومصلحين لا منفرين ومضللين ، وعليهم أولاً أنْ يكون لديهم علم شرعي ، فاهمين وعارفين بأصول هذا الدين فلا يرمون كلامهم جزافًا ، ولا يهرفون بما لا يعرفون ، ليوهموا النّاس أنهم يعرفون بما يقولون وأنّ ما يقولونه هو من الدين ، هذا بالإضافة إلى جملة من الأمور التي قررها أهل العلم الشرعي من الشروط التي يجب أنّ تتوفر فيمن يدعوا إلى الله ، منها العلم الصحيح (الشرعي ) بما يدعو إليه الداعي، وكونه موافقًا للدليل الشرعي، وتحقق المصلحة، وعدم المفسدة ، وعندما نقول علم شرعي فهذا يعني أنْ يعرف بتفسير القرآن والناسخ والمنسوخ ومحكمه ومتشابهه إلى آخره إضافة لعلمه بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مميزاً بين صحيحها وسقيمه إلى آخره ، وكل هذا إنما هو للضرورة الشرعية ، وإلا فكيف يمكن أنْ أكون داعيًا وأنا لا أعرف تفسير آية ما فأقول فيها برأيي وبدون دليل ؛ وكيف أكون داعيًا إلى الله فأفسر حديث ما للرسول صلى الله عليه وسلم وأرتب بناء على حكمي عليه حكمًا شرعيًا ؛ وأنا لا أعرف هل هو صحيح أم موضوع أم ضعيف من حيث المتن والسند إلى آخره ، هذا هو المطلوب ، ولا يهمني في هذا المقام كيف يكون شكل الداعي ، هل هو حليق أم يلبس عباءة أم يلبس بنطال وربطة عنق ، المهم أنّ ما يقوله يكون موافقًا للشرع من حيث المعنى والمدلول .
    وإذا ما راجعنا حال بعض الدعاة هذه الأيام فإننا نجد العجب العجاب ، فلا حديث صحيح إلا ما ندر ، ولا تفسير صحيح بل هو الرأي ؛ علمًا أنّ بعض القضايا التي يتعرضون لها معلومة من الدين بالضرورة ، فترى البعض يتنطع لها ويحرف ويزيد وينقص مما يؤدي به إلى الإخلال بالمعنى والقصد الذي هو واضح وجلي حتى لمن لا يملك علمًا أو فقهًا في الدين .
    لذلك وبناءًا على ما تقدم فإنّ من واجب كل مسلم يسمع ويعلم بمن حرف وبدل في كلام الله وافترى على رسله ودينه بغير علم و بغير حق أنْ يتصدى لهم وأنْ يبين للنّاس - وعلى حسب جهده – كل هذه الأخطاء وأنْ يأتي بدليل – وهذا شرط ضروري – على صحة كلامه ، كي تتضح الأمور ويعرف النّاس أي ضلال وفجور قد ارتكب بحق هذا الدين وبحقهم ، لأنّ الأمر ليس بمثل هذه السهولة التي يمكن أنْ نتصورها ، فإن كان الداعي جاهل بدين الله فعليه أنْ يترك الأمر لأهل العلم الاختصاص ، وإنْ كان متعمدًا فيجب أنْ يزجر وأن نتصدى له وعلى حسب طاقتنا وجهدنا ، وكم من داعي قال وقال وحرف وبدل ؛ حتى أصبح حالة محورية تستقطب الناس البسطاء - ومع الأسف غير البسطاء أيضًا – فتبعوه على ذلك ، بل مدحوه وعظموا من شأنه ؛ بل أصبح البعض منهم - أيّ الدعاة - يعامل على أنه مصلح اجتماعي وفيلسوف ومفكر وهذه هي الطامة الكبرى ، ولو أنهم راجعوا ما قاله لوجدوا أنّه إنما كان يكذب على الله ورسوله ؛ ويضلل النّاس من حوله وقد فتنته الكاميرات والجاه والمال ، لذلك يجب علينا أنْ نتصدى لكل من سوّلت له نفسه تحريف هذا الدين والقول بما لم ينزل به الله سلطانًا ، وذلك دفاعًا عن ديننا وعقيدتنا ، قال صلى الله عليه وسلم (إن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) البخاري ومسلم ، وقد قال من سبقونا ومنهم محمد ابن سيرين رحمه الله " إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " مسلم .
    ... وبالطبع لا يخفى على أحد أنّ هناك اجتهادات كثيرة في هذا الدين ، وفي كثير من المسائل الفقهية ، وكثيرًا ما نرى اختلافًا في الفتوى بين هذا العالم أو ذاك ، نعم هذا صحيح ؛ ولكن عندما ننظر إلى تلك الأمور فإننا نجد أنّ هذا العالم أو ذاك إنما جاء بالدليل إمّا من الكتاب والسنة وإمّا بما قاله السلف الصالح أو حتى ما وافقه جمهور أهل العلم أو بعضهم أو حتى برأيه ؛ لكنه - على أيّة حال - مجتهد فإنْ أصاب فله أجران وإنْ أخطأ فله أجر واحد ، لكننا نلاحظ أنّ لديه علم شرعي ، ومثال ذلك : هل نستطيع مثلاً أنْ نقول عن العالم الجليل محمد متولي الشعراوي رحمه الله أنّه لا يملك علم شرعي لمجرد أنّه فسر آية قرآنية و كان تفسيره لها يخالف تفسير عالم آخر مثل عبد العزيز بن باز رحمه الله على سبيل المثال ، وهل نقول على سبيل المثال أنّ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ليس لديه علم شرعي إذا اختلف قوله في مسألة ما عن قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، لا ؛ لا نقول ذلك ، لأنهم علماء أجلاء حصّلوا العلم الشرعي ، وكتبهم تملأ الدنيا ، واختلافهم – إذا كان هناك اختلاف – إنما هو نابع عن كونهم علماء ومجتهدين ، أمّا من تبع هواه وأفتى بغير علم وتجرأ على الله وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، ونشر كتبًا فيها ما فيها من الأخطاء المنهجية والفقهية والتي لا يرتكبها حتى طالب العلم ؛ ومن ثمّ تجده يتصدر المجالس والفضائيات ويكنّى بالمصلح والداعية ؛ فهنا يجب أنْ نقف في وجهه ونردعه ؛ وهذا الوقوف يأتي في صلب الحديث الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمر بالمعروف النهي عن المنكر ، كما إنّ عدم الوقف في وجهه يساهم في زيادة الجهل والفساد - المنتشر أصلاً بين النّاس – وتترتب عليه مفاسد عظيمة ، فليس كل واحد منا عالم بدين الله ، وليس كل واحد منا لديه القدرة على التمييز بين ما يقوله فلا أو آخر على أنّه هو الحق ، وأنّ هذا هو دين الله الذي أمر به رسله ليهتدي به النّاس ، فعامة النّاس هذه الأيام مشغولة بدنياها بعيدة عن دين الله ، لذلك فهي مؤهلة لقبول كل ما يقال لها ، لأنها لا تملك أصلاً الحصانة اللازمة ولا التحصيل العلمي في أدنى درجاته حتى يعلموا ما هو الصح وما هو الخطأ .
    إنّ ظاهرة الدعاة الجدد و الخطاب الجديد في الدين ، يجب أنّ لا تمر هكذا وبكل بساطة ومن دون تمحيص وتدقيق لما يقولونه ، حتى نميز الخبيث من الطيب و نعرف على أية أرض نقف ، لأنهم – أيّ هؤلاء الدعاة - يدخلون البيوت ومن أوسع أبوابها ، ويقولون ويفتون ، والناس كما أسلفنا حالهم معلوم والشكوى لله وحده ، فلنحذر ولننتبه ولنتعظ بهذه الآية الكريمة التي لو وعيناها وفهمنا المقصود منها ، لعرفنا من هو الصالح ومن هو الطالح .
    قال تعالى( " قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَِ " يوسف )آية 108 ، وعند الطبري في تفسيرها قال : يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل ، يا محمد : هذه الدعوة التي أدعو إليها ، والطريقة التي أنا عليها ، من الدعاء إلى توحيد الله ، وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان ، والانتهاء إلى طاعته ، وترك معصيته ، سبيلي ، وطريقتي ودعوتي ، أدعو إلى الله وحده لا شريك له ، على بصيرة ، بذلك ويقين علم مني به أنا ، ويدعو إليه على بصيرة أيضاً من اتبعني وصدقني وآمن بي ، وسبحان الله ، يقول له تعالى ذكره : وقل ، تنزيهاً لله ، وتعظيماً له من أن يكون له شريك في ملكه ، أو معبود سواه في سلطانه : وما أنا من المشركين ، يقول : وأنا بريء من أهل الشرك به ، لست منهم ولا هم مني .
    هذا ما يحضرني الآن في هذه العجالة ؛ فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2007
    الدولة : سيرتـا
    العمر : 46
    المشاركات : 3,845
    المواضيع : 82
    الردود : 3845
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الأخ الصديق / راضي الضميري

    بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم و الجهد الكبير الذي أدعوا الله عز و جل أن يحتسبه لك في ميزان أعمالك الصالحة و شكرا جزيلا لأنك أهديتني نصا بهذا الحجم و القيمة أخي .
    خلقنا الله سبحانه و تعالى في أحسن الصور و ميزنا عن باقي مخلوقاته بالعقل و دعانا إلى التأمل و إعمال الفكر و الأخذ بما ينفعنا في الدنيا و الدين .
    لا شك أننا نعيش بزمن صعب للغاية ... أصبح الناس فيه يبحثون عن أيسر الأحكام و لو كانت مخالفة للشرع
    و لكنها تتوافق و أهواءهم و لكنهم في نفس الوقت يحمّلون المفتي وزر فتواه و لو اختلط عندهم الشك باليقين ... و يقولون هذا العالم قال و ذلك الشيخ أفتى و نحن لسنا بأعلم منهم ... فنحن نأخذ بما جاء على ألسنتهم و لا لوم علينا لأننا لسنا من أهل العلم . ( و هو قول حق أريد به باطل )
    ألسنا محاسبين أمام الله تعالى على نعمة العقل التي حبانا بها و أمرنا بأن نعمله في التمييز بين الطيب و الخبيث ؟؟؟
    من خلال تصوري المتواضع أرى أن المشكلة أكبر بكثير من دعاة جدد يلبسون عباءة الدين ليمررون من خلالها أفكارا خاطئة لعامة الناس و فقط .. بل هي مشكلة الفرد المسلم بعصرنا الحالي و الذي استسلم بعقله و قلبه لهمسات الحضارة المادية التي طغت بشكل رهيب على حياتنا / فلكم تجده مسرورا إذا من وجد أحدا يفتيه بأن التعامل مع البنوك ليس حراما و الفائدة التي تترتب على قرض ما ما هي إلاّ حق للبنك نتيجة منحه القرض بتسهيلات زمنية ... و هو يعلم غير غافل أن كل قرض جر معه فائدة هو ربا بعينه .
    و لكنه رغم ذلك يتحجج بقول فلان و علان و يبجح قائلا أن ذلك يتماشى و ظروف الوقت الراهن .
    للأسف تعود بي الذكريات الآن إلى أعوام خلت عندما اشتد الصراع بين أبناء الأمة عندما طرحت قضية تجديد الفكر الإسلامي و ما نتج عنه من صراعات و اختلافات ... حتى ذهب البعض إلى تكفير بعض علماء الأمة . و على رأسهم الإمام الغزالي رحمه الله .
    مشكلة أخرى تحز في نفسي و هي من واقعي بالتحديد ... فقد أصبحنا نرى أن كل واحد أطال لحيته و لبس قميصا يتجرأ على علماء الدين فيكفر هذا و يكفر ذاك و هو لا يعرف من أمور الدين و العبادات أيسرها و إن سألته عن نواقض الوضوء فإنه لا يحسن ذكرها أو عددها .
    إن ظهور مثل هؤلاء الدعاة و إلتفاف الناس حولهم ما هو إلاّ نتاج عن ابتعاد الفرد المسلم عن دينه الحق و تغييب إعمال العقل و توظيفه فيما خلق له .
    ناهيك عن الطريقة التي يستعملها مثل هؤلاء الدعاة في التأثير النفسي و الوجداني على الناس فتجد الأغلبية منهم يتبعون العاطفة و يهملون العقل و خصوصا النساء .
    نفس النساء اللواتي يتأثرن بداعية ما و يتهافتن على أشرطته و مشاهدته هن أنفسهن اللواتي يتأثرن بالمسلسلات التركية و المكسيكية و يقبعن على متابعتها ... إذن فالخلل هو خلل نفسي و عاطفي بالدرجة الأولى . ( و هذا القول إنما أنقله من واقع مشاهداتي اليومية )
    ربما تطرقت لمواضيع مختلفة و شائكة و لكنني أتعامل مع الموضوع من خلال رؤيتي البسيطة و فكري المتواضع لما أراه و أشاهده يوميا بحياتي الواقعية و من المحيط الذي أنا فرد منه .
    كخلاصة يمكنني القول أن من واجب علماء الأمة المشهود لهم بالعلم و الوسطية أن يحاربوا كل من سولت له نفسه أن يتلاعب بعاطفة و عقول أبناء هذه الأمة و يكشفوه أمام الملأ صراحة و يفندوا أقواله و يطالبون بمصادرة كتبه و أشرطته . و هذا من صميم واجباتهم و هم مسؤولون أمام الله و الأمة عن انتشار مثل هؤلاء الدعاة .
    أخي راضي جزاك الله خيرا على هذا الطرح الجريء و أتمنى أن أكون وفقت إلى حد ما في نقل الصورة كما أراها كفرد بسيط مسلم .

    احترامي و تقديري أخي .

    و الله الموفق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    الأحبة في الله سلام الله عليكم و أثابكم الأجر و حسن الجزاء أود أن أعرض بين أيديكم جملة إستفسارات لعلنا نجلي بعض الأشياء : -هل يوجد فرق بين الداعية و بين الداعية الفقيه المفتي اي هل شرط على من يدعو و يقوم بالدعوة و يسمى داعية أن يمارس الفتوى أم لا - إذا ما علمت بحكم شرعي في مسألة ما هل يحق لي أن أقول و أفتي به مع جهلي بأحكام أخرى غير متصلة به -- هل كل مجالات الإفتاء تتطلب أن يكون صاحبها من أهل الاختصاص أم أن هناك فوارق بين فتاوي تتطلب علما محدودا و أخرى تتطلب أن يكون القائل بها مجتهدا ( كمثال : ترقيع الصلاة و نقل الأعضاء) -إذا ما سئل عالم دين في مسالة تتعلق في جزء منها باختصاص آخر كالطب هل يكون علمه كاف للافتاء أم يتوجب عليه إستشارة عالم طب -ما معنى مقولة : ليس في الإسلام كهنوت تحياتي الوافرة لي عودة و الموضوع للتثبيت
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  4. #4
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأخ العزيز هشام عزاس
    أشكرك جزيل الشكر على هذه المشاركة القيّمة والمفيدة ، فجزاك الله عنا خير الجزاء
    أخي العزيز
    بداية يجب أن أقر بشيء قبل أن أرد عليك ولعلّك تعلمه ويعلمه كل إنسان - إلا من أراد أن يجهل أو أن يتجاهل - أننا نحن البشر لسنا معصومين عن الخطأ ؛ فكلنا يخطئ ، وكلنا يرتكب السيئات سواء بحق نفسه أو بحق غيره ، كما أنني لست هنا في موقف الواعظ أو المفتي ، ولا أقول أنني عالم أو داعية مفتي ولا حتى طالب علم ، لكن هذا لا يمنع أن يكون عند الإنسان معلومات عن دينه ، تفيده في مختلف شئون حياته ، بل إنني أعتقد أنّ على كل إنسان أن يكون لديه معرفة بجملة من الأمور الدينية الهامة والتي لا غنى له عنها ، حتى يستطيع أن يميز بين الغث والسمين ويعرف على أي أرض يقف ؛ ولا يكون مقلدًا وتابعًا بدون علم ووعي لما يدور من حوله ، فإذا لم نكن علماء أو دعاة أو حتى طلاب علم ورأينا خطأ ما فهل هذا يعني أنْ نصمت ونترك القافلة تسير بحجة أننا لسنا من أهل العلم أو بحجة أننا بشر كلنا يخطئ والمخطئ لا يحق له أنْ يتكلم؟ وهل يعني هذا أن ندير ظهرنا لكل من هب ودب ممن يقولون بغير علم ؛ بل وبرأي فاسد أحيانًا ما أنزل الله به من سلطان ؟ ، إذا كان هذا هو المطلوب - بالنسبة لبعض النّاس - فلنكبر جميعًا أربع تكبيرات على أنفسنا ونعتزل الحياة ، هل هذا هو المطلوب ؟ قطعًا لا .
    كلنا يخطئ فما الضير في أن نراجع أخطاءنا و نتوب إلى الله ، وكلنا يملك عقلاً فلماذا لا نستعمل هذا العقل في أمور لا غنىً لا عن معرفتها لأنها دليلنا إلى معرفة ما يفيدنا وما ينفعنا الدنيا والآخرة ؟ لماذا لا ندعو إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وبالوسائل الشرعية وكل على قدر جهده وطاقته ؟، أنا وأنت لسنا علماء ولا دعاة نعم هذا صحيح ؛ ولكن إذا استطعت أنت أو أنا أن نضع أيدينا على خلل واضح في منهج شخص ما – أيًّ كان – فهنا لا بد وأن نقول بما نعرف ولكن بدليل ، ومن هنا كان لزامًا علينا أن نفتح هذا الباب - ظاهرة الدعاة الجدد - ونراجع أصحاب هذه الظاهرة ونرى ماذا يقولون وإلى أي طريق يوجهون الناس ، فهذا الأمر ضروري كي نميز الخبيث من الطيب والغث من السمين ، ومن هنا وجب علينا أن نعرف الداعي وما يدعوا إليه ، وما هي الصفات والآداب التي ينبغي أن تتوفر فيه ، ونعرف أيضًا من هو المدعو وما الأساليب التي يتبعها ، لأن الداعي هو في المحصلة النهائية إنما يبلغ دين الله إلى الناس ، ويرتب بناءً على أقواله أحكامًا شرعية يلزم بها الناس ومن يتبعه سواء عن علم أو جهل ؛ فعلينا إذن أن نكون واعين ومدركين إلى المخاطر التي قد تترتب عليها دعوة هذا الداعي فيما إذا كان هناك خطأ في منهجه ، وعلينا أيضًا أن نكون مدركين تمامًا إلى خطورة و أهمية الخوض في مثل هذه المسائل ، لأن التعرض إلى الناس وبدون دليل إنما هو افتراء عظيم ، وفاعله قد يرتكب إثمًا كبيرًا في حق من تعرض له ؛ خصوصًا إذا كان هذا الشخص ممن يدعون إلى الله تعالى ، لذلك يجب ان يتأكد الإنسان من معلوماته قبل أنْ يتعرض للآخرين لكي لا ينطبق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم-:" كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع" رواه مسلم.
    قال الله سبحانه وتعالى {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}سورة يوسف الآية 108 وهذه الآية الكريمة تبين لنا وبشكل واضح أن على الداعية أن يكون ملتزمًا بخط سير ومنهج الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان داعيًا إلى الله وقد بلغ رسالة الله تعالى وعلى أكمل وجه ، و يجب على من يتبعه أن يسير على هداه ، و الكمال لله وحده سبحانه وتعالى ، وبما أنّ البشر غير معصومين من الخطأ لكن عليهم رغم ذلك أنْ يكونون حريصين على إتباع طريق الحق ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ، وهكذا فيجب على الداعية الذي يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون فاهمًا لمقاصد الإسلام التي دلت عليها الشريعة الإسلامية وهي تحقيق مصالح العباد ودرء المفاسد والأضرار عنهم في العاجل والآجل ، وعندما نقول الشريعة الإسلامية ؛ فهذا يعني أركان الإسلام وأركان الإيمان وما جاء في الكتاب والسنة الشريفة ، فلا يحيد عن هذا الطريق ، ولا يقول بغير بعلم ولا برأي وبدون دليل شرعي ، إذا كان هذا يؤدي للخروج به عن سكة الطريق الصحيح والذي هو دين الله العظيم .
    ... قال تعالى ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل:125]. نعم ؛ يجب أن نتفكّر في الآية الكريمة وأن نعمل بما جاء فيها ، لكن هناك من يتساهل في الموعظة الحسنة ويتراخى إلى أبعد الحدود ، وربما يأخذ بالحديث التالي ليبرهن على أنه على حق فيقول - وبصوت عالٍ يا أخي - أن رسول الله e قال: (إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً) مسلم .، وأيضًا تجده يقول أن النبي e لما بعث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال: (يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا ولا تختلفا) متفق عليه - هذا على فرض أنه يعلم بهذه الأحاديث الصحيحة – لكنه يتناسى أو ينسى أنه لا يجوز أنْ يتساهل في أحكام الشريعة، وإسقاط التكاليف عن المكلفين، وتتبع الرخص، وإشاعتها بين العوام، والفتيا بشاذ الأقوال، ويقول برأيه وبدون دليل و يأتي بأفعال وأقوال أبعد ما تكون عن الداعية الحقيقي المتّبع للكتاب والسنة ؛ بغرض جمع النّاس من حوله ، وكأنه في مسابقة مع غيره ؛ من يجمع أكبر عدد من المؤيدين ، كي يقال عنه أنّه داعية بامتياز ، يسهل الأمور ولا يعقد المسائل ، فيصبح في ما بين عشية وضحاها نجمًا لامعًا ؛ له جمهور ومؤيدين ومريدين ركنوا إلى كلامه وفتاويه التي استسهلوها ورضوا بها منهجًا لحياتهم .
    ومن هنا فأي داعية لا يلتزم بكل ما ذُكر آنفًا فإنما هو :
    1- إمّا أنه جاهلاً بدين الله ، وهنا فهو لا يعذر لجهله ، ويجب عليه أن يترك مكانه لأهل العلم والاختصاص .
    2- وإمّا أن يكون ضالاً مضل وعن سابق إصرار ؛ وهنا يجب أن نقف جميعًا بوجهه ونردعه .
    3- وإما أن يكون قد اتخذها مهنة يتكسب من وراءها ، وهنا يجب أنْ يحاسب ومن قبل أهل الاختصاص والعم بما يستحق .
    إنّ الساحة الآن ممتلئة بالدعاة ولا شك أن الخير كل الخير في الكثير منهم ، لكن إذا ما وجدنا أن أحد ما قد انخرط في هذا المجال وقد انحرف عن هذا الطريق ؛ فيجب علينا ومن باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن نقف في وجهه وننصحه ، فإن انتصح فهذا خير له في دينه ودنياه ؛ وإذا ما أصر على السير في طريقه ضاربًا بعرض الحائط كل النصائح التي وجهت له ؛ فهنا لا يبقى أمامنا إلا التصدي له وبكل ما أوتينا من قوة.
    إنّ حال النّاس وكما تفضلت – أخي العزيز – واضح للجميع ، فهل نترك الأمر ليزداد سوءًا عمّا هو الآن ؟
    الحق ضد الباطل ، هذه هي دعوتنا لفتح هذا الموضوع ، وعلينا أن نتمسك بها ، وندعو إليها ، رضيّ من رضيّ وغضب من غضب ، فمن كره الحق كره الله ، إن الله هو الحق المبين
    أشكرك مرة أخرى على هذا طرح الهادف والسليم ، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وخالية من النفاق والرياء ، وأن يشملنا برحمته ورضوانه ؛ آمين .
    أخوك
    راضي الضميري

  5. #5
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    تحية حب وتقدير أخي عبد الصمد حسن زيبار .
    هل يوجد فرق بين الداعية و بين الداعية الفقيه المفتي أي هل شرط على من يدعو و يقوم بالدعوة و يسمى داعية أن يمارس الفتوى أم لا ؟
    سؤال رائع أخي عبد الصمد ، وهو في صلب الموضوع أن ما كل عالم بداعية لكن كل داعية ينبغي أن يكون عالمًا – قاله فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي – وأنا أؤيد هذا القول والعلم عند الله أنه في الصواب ، وحاصل الأمر أن الداعي على تواصل مباشر مع النّاس وبشكل يومي وأحاديثه تدخل كل بيت ؛ لذلك فهو قريب منهم وله تأثير مباشر عليهم ، وبسبب هذا التواصل المباشر بين الداعي وعامة الناس فقد يسأل الداعي عن مسألة ما وهنا عليه أن يجيب ؛ والإجابة تكون عبارة عن فتوى ولو تابعنا بعض الدعاة هذه الأيام لوجدنا أنهم يفتون في بعض المسائل المهمة ، ولقد أعجبني ما رأيته في إحدى المرات من داعية تكلمت في مسائل جد مهمة وفي صلب العقيدة الإسلامية وكانت تحمل بين يديها ورقة وتقرأ عنها ، فما الضير في ذلك ؟ أليس ذلك خير من الارتجال وارتكاب الأخطاء سواء عن قصد أو غير قصد ، نعم إنّ الداعية يفتي وحتى لو أنه قال أنه غير مفتي ؛ لوجدنا أن في كلامه إفتاء واضح ، لأنه يتحدث في الدين وكل مسألة قد يتعرض لها قد تحمل في طياتها فتوى مثال " أحد الدعاة كان يحث الناس على ذكر الله والاستغفار فقال أنه يجب أن نستغفر الله تعالى كثيرًا ، وأن الاستغفار لمرة واحدة لا يكفي" فهل ما قاله هو فتوى أم لا ؟ نعم لقد أفتى بأن الاستغفار لمرة واحدة لا يكفي ، وهذا خطأ لأنه أوجب على الناس حكمًا ليس من الشرع في شيء ، وهنا أفتى بغير علم ، قد يقول قائل أن ذلك من حسن نيته ومن أجل أن يدفع الناس إلى ملازمة الاستغفار ، فنرد بأن هذا خطأ وعذر أقبح من ذنب ؛ لأنه عندما أفتى أنّ الاستغفار والذكر مرة واحدة لا يكفي ، يكون بذلك قد خالف حديثًا واضحًا وصريحًا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه " ...والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملآن – تملأ – ما بين السماوات والأرض " مسلم ؛ فهل يأتي بعدها ويقول أنّ الاستغفار لمرة واحدة لا يكفي ، وحتى نعرف أكثر خطورة الأمر الذي يقوم به الداعية والفرق بينه وبين العالم سأضرب لك مثلاً ؛ كم ألفًا من العامة يعرفون شيخ الإسلام بن تيمية أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني على سبيل المثال وكم ألفًا يعرفون –على سبيل المثال - الداعية الشيخ محمد حسان أو الداعية د. عائض القرني لو عملنا استفتاء لوجدنا أن أغلب النّاس يعرفون الدعاة أكثر من العلماء ، لهذا فتأثير الدعاة أكبر على الناس ، علمًا أن بن تيمية من أعظم علماء هذه الأمة و علمه كما - قيل عنه- بحر لا شاطئ له - والألباني عالم جليل وهو الإمام المحدث – ولا نزكي على الله أحد - والله تعالى أعلم
    إذا ما علمت بحكم شرعي في مسألة ما هل يحق لي أن أقول و أفتي به مع جهلي بأحكام أخرى غير متصلة به ؟
    مثال : لو نسيّ شخصا ما وصلى خمس ركعات بدلاً من أربع وأنت تراه ثمّ أنهى صلاته وسألك عن صحة صلاته ، فهنا أي قول ستقوله هو عبارة عن فتوى ، فإذا كنت تعلم حكم هذه الصلاة عن طريق القراءة لأحد العلماء الثقات ، أو إنك سمعته من منه فإنه يجوز لك أن تفتيه ، وكثيرًا ما تعرض أمامنا مسائل تحتاج إلى فتوى ، لذلك فمن كان متأكدًا من حكم وعرفه وكان هناك أيضًا حاجة – لا بد أن يقيد بالحاجة - فهنا يجوز للعامي أن يستفتي غير مجتهد هذا ما قرأته عن بعض أهل العلم الثقات وهذا هو الراجح لدي لكن عليه أن لا يتسرع في الكلام والخوض في مسائل ليس متأكدًا منها ، ورحم الله القائل لا أعلم وروي أن الصحابة كانت تعرض على أحدهم المسألة فيردها إلى صحابي آخر وهكذا حتى تعود إليه ، والله تعالى أعلم
    هل كل مجالات الإفتاء تتطلب أن يكون صاحبها من أهل الاختصاص أم أن هناك فوارق بين فتاوي تتطلب علما محدودا و أخرى تتطلب أن يكون القائل بها مجتهدا ( كمثال : ترقيع الصلاة و نقل الأعضاء )
    من شرط المفتي أو المجتهد ومن شرط المفتي وهو المجتهد أن يكون عالما بالفقه أصلا وفرعا خلافا ومذهبا. وأمّا الاجتهاد الجزئي فهو جائز في مسألة معينة فهو جائز ، كأن يتعمق إنسان ما في مسألة فقهية فيبحثها بحثا دقيقا ممحصا، وضبط الأصول وفروعها، والأحاديث الواردة وصححها، وحكم عليها من باب الصحة ومن باب الضعف وتوصل لرأي معين ففي هذه الحالة يكون محتهد هذا ما قاله أحد أهل العلم الثقات بالنسبة لي .
    أمّا نقل الأعضاء ففيها خلاف بين العلماء ، فمنهم من قال بالتحريم ، ومنهم من قال يجوز مطلقًا ، ومنهم من قال يجوز ولكن بشروط وقد صدر عن المجمع الفقهي بمنظمة المؤتمر الإسلامي قرار بهذا الخصوص ، في دورته المنعقدة بتاريخ 18 جمادى الآخرة 1408 هـ ، الموافق 6 فبراير 1988 وجاء فيه أنه يجوز نقل الاعضاء ولكن بشروط وقد بينّها في قراره .
    .

    إذا ما سئل عالم دين في مسالة تتعلق في جزء منها باختصاص آخر كالطب هل يكون علمه كاف للافتاء أم يتوجب عليه إستشارة عالم طب ؟
    إنّ أهل العلم جزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا عندما تعرض لهم مسألة شرعية لها علاقة بالطب فإنهم ينظرون إلى رأي الطب في هذه المسألة مثال : قضية الحامل وهل يجوز لها إن تفطر فهنا يقول المفتي نرجع إلى رأي الطبيب فإذا قال أنّ الصوم يؤثر على الجنين عندها يجوز لها أن تفطر والراجح والله تعالى أعلم أن يستشير.
    ما معنى مقولة : ليس في الإسلام كهنوت ؟
    هذه الكلمة نسمعها كثيرًا وهناك من يزيد فيقول " ليس في الإسلام رجال دين أو كهنوت أو اكليروس، فأكليروس مشتقة من كلمة "اكليرونوميا" ومعناها "الميراث" أى أن هؤلاء الناس اختاروا الرب نصيباً لهم، وأصبح الميراث الوحيد الذى يسعون إليه هو ميراث الملكوت، أى أنهم أصبحوا مكرسين لله تماماً، لا يعملون عملاً آخر سوى المساهمة فى بناء ملكوت الله فى القلوب، من خلال الخدمة والتعليم والرعاية. هكذا ضبطها من أحد المراجع النصرانية الحديثة ، أمّّا رجال دين وكهنوت فهي تشابه نفس الفعل ، ولكن هنا بمعنى مساعد وهو من يعمل في الكنيسة ويمارس العمل الديني بوصفه قيّماً على تنفيذ أوامر الله ، وهو هنا يحمل صفة مقدسة ، والله تعالى أعلم – هذا هو فهمي المتواضع – ومن هنا جاءت هذه التسميات السابقة للدلالة على أنّ لا يحق لأحد أنْ يكون قيّمًا على تنفيذ أوامر الله سبحانه وتعالى فيحلل قتل هذا ويبيح قتل ذاك ، أو نفي هذا أو ذاك بكلمة واحدة ، لا قداسة ولا رقابة لرجل الدين المسلم على المجتمع كما كان يحصل في عصور الظلام التي رزحت تحتها شعوب أوروبا في العصور الوسطى، وكان لرجل الدين فيها مكانة مقدسة يأمر وينهي ويقتل ويحرق بدون حسيب ولا رقيب ، مستغلاً مكانته الدينية المرموقة على حسب تصنيفهم لأنفسهم ومعتقداتهم ،" تتضمن معظم دساتير تلك الدول بنودا تؤكد فيها أن الإسلام مصدر رئيسي من مصادر التشريع " (1) -رغم أنْ هذا لا يطبّق عمليًا على أرض الواقع – "فالإسلام يخلو من طبقة الكهنوت أو أي وساطة بين الله والعبد، كما يخلو من أية هيئة كهنوتية هرمية البنية، ولا وجود في التاريخ الإسلامي لنظراء البابوات والكرادلة، وكان نظام الملات في إيران المعاصرة منفصلا تماما عن السوابق الإسلامية.
    وتصوير الحكومة الإسلامية على أنها نظام دكتاتوري يكون الحاكم فيه طاغية مطلق الصلاحيات هو تصوير زائف وليس صحيحا، فالشريعة الإسلامية ما خلعت على الحاكم سلطة مطلقة، فسلطة الحاكم رغم أنها العليا فإنها تخضع لتقييد هام جدا يأتي من التصور الإسلامي للشرع، فالدولة في التصور الإسلامي يؤسسها الشرع ويصونها، وواجب الحاكم إنما هو الدفاع عن الشرع وإعلاء شأنه والحفاظ عليه وفرضه
    ." (2)
    إن القول بأن الإسلام هو مصدر رئيسي من مصادر التشريع، هو صحيح ولكن حتى لو كان هو المصدر الوحيد وهو الأصح برأيي فإن الأمر مقبول من الغالبية العظمى لهذه الشعوب ، وهناك علماء مسلمين يقومون بدور المشرع والمفتي كل حسب اجتهاده لكنهم لا يختلفون في نظرتهم إلى الدعائم الأساسية التي تشكل صلب العقيدة الإسلامية ، ومع ذلك فالتصدي لأي انحرافات تحصل في المجتمعات من قبل العلماء والذين يطلق عليهم " رجال دين "- من قبل المعارضين لدور العلماء – حين تتعارض فتاوى هؤلاء العلماء مع رغبات وحريات المعارضين والتي يريدون لها أنْ تكون حريات مفتوحة وغير محدودة ، لنجد أنفسنا وبعد فترة من الزمن قد أصبحنا في مجتمع مفتوح تتلاعب به الأهواء والرغبات ، فلا ضابط ولا رقيب ولا حسيب ، "وافعل ما يحلو لك " والسؤال هنا إذا كان هذا ما يريده المعارضين لرجال العلم فكيف سيكون حال المجتمع ؟
    إن هذا القول يجعل من الدين الإسلامي في موضع الاتهام لأن أصحابه يريدون للمجتمع أنْ يعيش من دون ضوابط دينية ، فتخيل مثلاً لو كنا نعيش الآن – وقد أصبحنا على أية حال قاب قوسين أو أدنى من ذلك - مثل المجتمعات الأوروبية فكيف سيكون الحال ، نحن هنا لا نقول أننا يجب أن نكون متخلفين بل على العكس فقد حث الإسلام على طلب العلم ؛ ولكن لا نريد أن تصبح عاداتنا وسلوكياتنا مثل الغرب ، لذلك من يقول إنّ الإسلام لا يصلح أن يكون كمنهج حياة ويقولون عن علماءه أنهم رجال كهنوت وأكليروس لأنهم يخالفونهم في نظرياتهم والتي هي مستمدة من الدين الإسلامي ، إنما هو محاولة منهم للفعل ما يريدون و وكما يشاؤون ، وقد يكون هناك من هو متشددًا - من العلماء - نعم هذا صحيح ولكن أنْ نصفهم بذلك فهذا فيه مغالطة كبيرة للواقع .
    يقول أحد الكتّاب " فما دام ليس في الإسلام كهنوت ولا سلطة أرضية تنيب نفسها عن السماء لِمَ يترصد سدنة المقدس وبطاركته كل شاردة وواردة في الكتابة؟ فليترك المذنب إلى ربه والعاصي إلى يوم الحساب. هناك يتم الثواب والعقاب. ليس من شأنهم تحويل الأرض إلى جحيم أكثر مما هي عليه" (3) فهل يترك كل شخص على هواه ليتعرض للدين ويقول بما يريد فيطعن بالنبوة ويتكلم عن مريم عليها السلام ويطعن في شرائع الإسلام ويتكلم في شعره عن الله تعالى بما لا يليق بجلاله وعظمته هل هذا ما يريدونه ويقول أيضًا " إن ممثلي المقدس العربي الراهن يشكلون كهنوتا وسلطة ووساطة بين العبد والرب مثلما فعلت الكنيسة في العصور الوسطى، على رغم أن هذه الأوصاف وتلك التسميات تستفزهم. لا كهنوت في الإسلام. لا مؤسسة. لا وساطة بين الخالق والمخلوق. هذا صحيح من حيث المبدأ ولكنه ليس صحيحا من حيث الممارسة. ماذا نسمي، إذن، كتائب المفتين الذين يظهرون على الشاشات، الذين يخوضون في الصحف وشبكة الانترنت في كل كبيرة وصغيرة؟
    ماذا نسمي، إذن، صكوك التحريم والتكفير على التفكير والممارسات؟
    بل ماذا نسمي تقولهم على النصوص الأدبية وتشريحهم لها بمباضع ترتعد لقسوتها الأنفس؟
    ماذا نسمي ذلك؟ إن لم يكن ذلك كهنوتا فما هو الكهنوت
    ؟" (4) لنترك الجواب عن هذا السؤال إلى حين وللنظر إلى الجملة التالية بتمعن .
    " ربما يكون أعمق وأصح وصف للإسلام أنه دين المساواة "(5)

    هذا عرض موجز وسريع لما خطر لي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .*
    تقديري واحترامي أخي عبد الصمد وكل عام وأنت بألف خير .
    1-لغة الإسلام السياسي - ترجمة عبد الكريم محفوظ ؛ وعرض إبراهيم غرايبة - المصدر الجزيرة نت - برنارد لويس (من مواليد 31 مايو 1916 ، لندن) أستاذ فخري دراسات الشرق الأوسط في جامعة برنستون. وتخصص في تاريخ الإسلام والتفاعل بين الإسلام والغرب وهو يهودي اشكنازي .
    2- نفس المرجع
    3- أمجد ناصر كاتب أردني نقيم في لندن
    4- نفس المرجع
    5- برنارد لويس لغة الإسلام السياسي
    * معنى أن أستشهد بهذا الكاتب برنارد لويس لا يعني أنني أتبنى كل أفكاره ولكن فقط في هذه النقطة أحببت أن أوضح نظرته تجاه الإسلام وكيف ينظر أبناء جلدتنا للإسلام .

  6. #6
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الدعاة :

    بل المفكرون في أمتنا ...


    يفتقرون إلى المشروع التجديدي ... فتراهم يكررون متون وقيم الشريعة بالطريقة الوعظية ذاتها


    وهنا عند هذه الزاوية الفكرية الحرجة يكمن مقتل خطابهم ... العبثي

    هؤلاء ... يمارسون دور التبريريون ... إذ ... يتغافلون عن سؤال النهضة الحقيقي وسؤال الغد ومتطلباته



    إذا علمنا أ، الأرض بجميع سكانها الآن في حالة تغالب ... وأننا لانفقه كثيراً عن آليات هذا التغالب بان لنا عوار خطاب الدعاة الجدد وغير الجدد


    الحقيقة :
    أن الدين ليس علماً نتعلمه ... إنه فطرة

    فطرة الله التي فطرنا عليها

    أما تفاصيل حياتنا اليومية وهي تعطي مؤشرا واضحا عن حالة المجتمع والدولة .
    فلن يجعلنا الواعظ نلاحظ عقم الدولة وعللها فضلاً عن كسل وخوف المجتمع وأوبئته ...
    \



    يارجال العقيدة : ناشدتكم الله : دعونا ننظر في متطلبات غدنا وتحدياته

    دعونا نصارح أنفسنا بعللنا ...


    كفانا مدحاً لذواتنا المتضخمة ...


    \

    ولله الأمر في الأولى والآخرة
    الإنسان : موقف

  7. #7
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    ربما بعد مئة أو مائتي سنة سيكتب في التاريخ


    أننا لانزال نعيش مع الموتى في القبور ... رافضين من يدعونا إلى الغد

    عند ذلك ستكون خساراتنا ... لا شفاء لها

    \


    اليوم
    لاتزال الفرصة بأيدينا


    دعونا نتكلم عن أمراض نرجو( الشفاء القرآني) منها

  8. #8
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    ربما بعد مئة أو مائتي سنة سيكتب في التاريخ
    أننا لانزال نعيش مع الموتى في القبور ... رافضين من يدعونا إلى الغد
    عند ذلك ستكون خساراتنا ... لا شفاء لها
    \
    اليوم
    لاتزال الفرصة بأيدينا
    دعونا نتكلم عن أمراض نرجو( الشفاء القرآني) منها
    الأخ العزيز خليل حلاوجي
    قرأت ما كتبته بعناية شديدة جدًا ، وأكثر من مرة حاولت أن أدخل بين الحروف والكلمات كي أفهم مقصدك لكنني لم أفلح .
    وحفظت عن ظهر قلب جملتك الأخيرة "دعونا نتكلم عن أمراض نرجو "الشفاء القرآني " منها " فتساءلت بيني وبين نفسي : كيف يمكن أن نرجو الشفاء القرآني في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة ، والذين يتصدرون المجالس والفضائيات وزوايا الأعمدة في الصحف والمجلات يتكلمون باسم الدين ؛ وفي منهجهم من العوج والمغالطات ما لا يعد ولا يحصى ؛ وأحيانًا الخروج صراحة عمّا جاء به القرآن ، بينما الملايين تستمع إليهم ويعتبرونهم قدوة لهم وآباء ومعلمين من الدرجة الأولى .
    نحن لا نقرأ كثيرًا هذا صحيح ، لكن من قرأ سيرة الناصر صلاح الدين رحمه الله ولو بطريق الصدفة ، لعلم أن صلاح الدين رحمه الله وقبل أن يحارب الصليبيين نظّف مجتمعه من الداخل ، وتصدى لكل المنحرفين والمشعوذين ممن يدعون أنهم من حملة القرآن ، وممن كانوا يضللون النّاس ، ويرتزقون من جهلهم الذي كانوا هم من الأسباب الرئيسية فيه إضافة إلى أسباب أخرى لا مجال للخوض فيها الآن .
    نظّف ومن ثمّ انتصر .
    ونحن إن أردنا أن ننتصر - ليس على أمريكا أو على بريطانيا ومن قبلهم اليهود - فيجب أن ننتصر على الجمود الذي أحكم قبضته على عقولنا ، ومن ثمّ على الباطل الذي سار على ظهر الحق الغائب عن أذهان وعقول النّاس ، ننظّف دواخلنا ومن ثمّ نلتفت إلى عدونا .
    من الدعاة من يحمل منهجًا خاطئًا بلا شك ، ويعممه على النّاس ، ومن النّاس من يلتمس له العذر بحجة إنّ الخطأ لا يبرر إلغاء الآخر ، لكن علينًا أولاً أن نعرف ما هو هذا الخطأ ؛ ونعرضه على ميزان الحق وبالدليل ومن ثمّ نحكم عليه .
    قيل لأحد العلماء : من أحق بقيادة جيش المسلمين لو كان لنا أن نختار من بين اثنين لا ثالث لهما ؛ قائد ضعيف ومؤمن ، أم قائد قوي و فاسق ؟
    فأجاب القائد القوي الفاسق ، لأن فسقه لنفسه وقوته تعود بالنفع على المسلمين ، أمّا القائد الضعيف المؤمن ، فإيمانه لنفسه وضعفه سيعود بالضرر على المسلمين .
    وهنا أسأل : هل واقعنا الآن أمام خيارين لا ثالث لهما : أي إمّا داعية عالم و متشدد و إمّا داعية جاهل ومبتدع .
    الجواب إذا لم يبقى غيرهم فقل على الدنيا السلام .
    كل عام وأنت بخير
    تقديري واحترامي

  9. #9
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    الحبيب النجيب الأستاذ راضي :

    دعونا نتكلم عن أمراض نرجو( الشفاء القرآني) منها

    وهذه مقالة تخص هذه دعوتي هذه ...




    كتاب لؤي صافي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر: ولكن 'إعمال العقل' لا بواكي له!

    د .أحمد خيري العمري

    جريدة القدس العربي
    26/09/2008



    بعض الكتب، تكون مثل منجم مطمور في جبل، يمر الناس أمامه، دون أن يلتفتوا إليه، ثم يحدث لاحقاً، وربما بعد قرون، وبعد مرور أجيال كانت تمر أمامه دون اهتمام، أن يكتشف هذا المنجم، ويستثمر، وإذا ما فيه من معادن، تصير ركناً من أركان النهوض بأمة، كانت قبل غير ذلك غير مدركة لما يحتويه الجبل.
    بعض الكتب تنتظر دورها ليحدث ذلك. يكتبها مؤلفها، بل ينزفها نزفاً من أعصابه ورؤيته المغايرة (والرؤية المغايرة باهظة الثمن دوما، لأن الخروج عن القطيع له ضريبته)، بعضها يظل مهملاً في أدراج الناشرين ومشاغلهم وانشغالهم بنشر كل ما هو سائد ورائج ابتداءً من كتب التراث بغثها وسمينها إلى كتب التنجيم والطبخ مروراً بكتب الجن.
    بعضها يتمكن من أن يجد ناشراً واعياً يحتضنه، لكن الخروج من المطبعة ليس نهاية المطاف، إذ بعدها سيصطدم هذا الكتاب بكل شروط الانحطاط التي جاء الكتاب ليغيرها أصلا.
    سيصطدم هذا الكتاب باللامبالاة، بالصمت، الذي هو أشد من أسوأ نقد، سيصطدم أولاً بقارئ لا يقرأ، وإذا قرأ فإنه لا يحاول إعمال عقله كثيراً، وإذا فعل، ووجد أن ما قرأه يختلف عن السائد، فإنه إما سيرفضه جملة وتفصيلاً، أو سيضعه موضع الشك باعتبار أن كل ما هو جديد يجب أن يكون مشكوكاً بأمره، وبعد هذا أو ذاك، سيصطدم الكتاب أيضاً بحواجز (الشللية) التي هي ظاهرة أساسية من ظواهر (مواتنا الثقافي) ـ المسمى خطأ بحياتنا الثقافية- وهكذا فإذا لم يكن الكاتب وكتابه محسوبين على تيار معين، إذا كان ينادي بما هو خارج كل هذه التيارات، باتجاه تيار آخر، فإن أحداً لن يلتفت إليه، أو سيلتفت باستخفاف وبلا مبالاة.

    الإهمال جائزة الكتاب الجاد

    بسبب من كل هذا، كان لا بد أن تمر عشر سنوات، على صدور كتاب (إعمال العقل) للؤي صافي، دون أن ينال عشر ما يستحق من اهتمام..
    عشر سنوات، بطبعتين، لم تنفد الثانية منهما، كان رجع الصدى هو الرد الأكثر رواجاً له. سمعت، شخصياً، الكثير من الثناء الشفاهي عن الكتاب، سمعت حتى تفسيرات لعدم نجاحه ((تتراوح بين سوء الحظ وصعوبة اللغة ومسائل فنية أخرى))، لكني أعتقد شخصياً أن عدم نجاح الكتاب (تجارياً) وحتى عدم حصوله على اهتمام نقدي كافٍ من النخب، هو الشيء الوحيد المتوقع والطبيعي في كل الظروف السائدة. ألن يكون غريباً جداً، أن يتصدر كتاب جاد مثل هذا قائمة المبيعات، ألن يكون غريباً لو أنه صدر بعشر طبعات مثلاً؟ أليس مستحيلا أن نراه-مثلا- على الرصيف بطبعة مزورة؟
    مع سيادة العقل اللاعقلاني، والعقل الخرافي، والعقل الآبائي التمجيدي والعقل العاطل عن العمل، لا يمكن لكتاب يتحدث عن (إعمال العقل) إلا أن يلاقي ما لاقى، وإلا كان ذلك قدحا في مصداقية الكتاب. بعبارة أخرى، إن من أسباب عدم رواج الكتاب، كل ما ذكره الكاتب وشخصه من أمراض في العقل المسلم، أي أن عدم رواجه ـ حالياً على الأقل ـ يمنحه المصداقية.
    كتاب لؤي صافي هذا، يمثل ـ برأيي ـ إضافة جديدة ومميزة لكل ما كتب عن العقل المسلم، لدينا في الغالب ثلاثة مواقف من العقل في أدبياتنا؛ الأول تمجــــيدي إنشائي يبدأ بإحصاء مشتقات الفعل 'عقــــــل' في القرآن الكريم وينتهي بذكر فضل علماء المسلمين على العالم، ولا يذكر من قريب أو بعيد لم توقـــــف الاستمرار بهذا الفضل، والثاني موقف مـــــتوجس من العقل يضعه في موضع المشتبه به الدائم كنوع من ارث لذلك الـــــنزاع بين الفلاسفة والمتكلــــمين حول أولوية العقل والنقل، والثالث موقف يتجه إلى إقامة مجلس عزاء للعقل المسلم باعتباره قد مات وانتهى أمره، ويجب أن نستورد العقل الغربي الوضعي بدلاً منه.

    الغزالي وتراجع العلوم الطبيعية

    لؤي صافي يتجه إلى تأسيس مختلف عن كل هذا، بعيداً عن الثناء والتوجس والندب، يضع يده على عمق التناقض الموجود في الخطاب التقليدي والذي يجعل من الامام الغزالي- مثلا- في كتابه 'المستصفى من علم الاصول 'يؤكد على أهمية العقل
    واعتباره (الحاكم الذي لا يعزل ولا يبدل، شاهد الشرع المزكى المعدل) لكنه مع ذلك يقول لاحقا عندما يقسم العلوم، في نفس الكتاب (ومنها عقلي محض لا يحث الشرع عليه ولا يندب اليه كالحساب والهندسة والنجوم وأمثاله من العلوم فهي بين ظنون كاذبة لائقة وان بعض الظن اثم وبين علوم صادقة لا منفعة لها ونعوذ بالله من علم لا ينفع)- ص85- وبين هذا وذاك يأتي نقض الضرورة السببية ونفي وجود خواص للمادة ـ على يد الغزالي ايضا - في خضم نزاعه مع الفلاسفة (تضييعا للعقل وتمييعا لثوابته وبالتالي تضييع للعلوم الطبيعية والاجتماعية فلا قوام لهذه العلوم بعد انكار ملازمة الاشياء لخواصها ولزوم الاسباب لمسبباتها ص 228)، ويقدم رؤية نقدية قرآنية لما يقول الغزالي ص 226- ص227، معتبرا أنه (سواء اعتبرنا الغزالي رائدا في رفض الضرورة السببية أو ناقلا لموقف المتكلمين في هذه المسألة، فقد ساهم هذا الموقف في تراجع العلوم الطبيعية عند المسلمين ص 220).
    ولكن لؤي صافي يمضي أعمق من الوقوف المجرد عند التشخيص، الى وضع أسس جديدة لنظرية جديدة في (عقل) يستمد منطلقاته وضوابطه ومحدداته من القرآن الكريم. إنه ينزع عن العقل مطلقاته الميتافيزيقية ومحدداته الوضعية ـ فالعقل ((ليس سوى نسق من المبادئ المنطقية-مثل مبدأ الاتساق والسببية- والعمليات الإجرائية -مثل التحليل والتركيب والتجريد والتجسيد، وهو لذلك يستمد مضامينه المعيارية ومحتواه المعرفي من خلال تمثله الثقافي والتربوي وخبرته المعرفية والميدانية (ص 96 ـ 97)).. ولذلك فالعقل الذي يستند على معايير قرآنية، و((يستند على التصور الكلي للقرآن ص 93)) في آلياته ونسقه سيتكامل مع الوحي ـ أو النقل ـ بدلاً من أسطورة التناقض المزعوم، وحتى ((سؤال أيهما يأتي اولا، العقل أم النقل؟)) سيكون سؤالاً افتراضياً لا محل له من الاعراب، لأن العقل هنا سيتشكل حسب محددات الوحي وضوابطه، ولن يكون عقلاً افتراضياً (قد تشكله، مثلاً، محددات الحداثة الغربية) لذا فإن إمكانية التعارض، أو أمر الأولوية برمته، غير وارد في هذه النظرية. طبعاً صنع العقل بمحددات الوحي، يضع لؤي صافي فوراً ونظريته، في مواجهة (النصوص) ـ وتعارضاتها وتناقضاتها المزعومة، ولؤي هنا واضح، فهو يعتمد على ما يسميه 'الرؤية القرآنية' ((التي تتحدد في القواعد العامة والمقاصد الكلية المستمدة من الكتاب، والمنتظمة وفق أنساق تحقق ترابطها الداخلي وترتبها ضمن هرم قيمي يميز أوليها من ثانويها ص 127..)).
    ورؤية لؤي صافي القرآنية هذه لا تهدف أبداً الى عزل السنة أو إقصائها، كما يستهدف أدعياء التجديد الديني ممن يسمون أنفسهم القرآنيين (الذين وفروا الكثير على منتقديهم عندما قاموا بتسمية مؤتمر لهم عقد مؤخرا في امريكا بمؤتمر الهراطقة المسلمين!!) ـ بل تهدف إلى تفعيل السنة عبر وضعها في موضعها الذي يجب أن تكون فيه (تبعاً للقرآن).

    القرآن أحوج الى السنة؟

    يقول المؤلف: ((على الرغم من إصرار منهجيات الفقه الأصولية على إعطـــــــــاء الكتاب اليد العليا (جعل السنة تبعاً له)، إلا أن الممارسة العمــــــلية خلال القرون المتأخرة قد قلبت سلم الأولويات رأساً على عقـب، فجعلت الرأي السائد المقبول عــــــــــند الجمهور حَكَماً على اختيار نصوص السنة وتحديد دلالاتها والسنة المخيرة حَكَماً على عملية اختيار نصوص الكتاب وتحديد حكمها، حتى إننا نجد من الفقهاء من يقول صراحة: (الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب، والسنة قاضية على الكتاب ص 127))،
    يوضح لؤي صافي، كيف تغيرت الآلية الفقهية من اعتبار السنة تبعاً للقرآن في عهد الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، وحتى عهد مالك بن أنس، إلى ان اعتبار السنة مثيلا للكتاب، معتبراً (أن البدايات الأولى لهذه العملية كانت في الجهد الذي بذله الإمام الشافعي في التصدي لأصحاب الرأي الذين رفضوا تخصيص آيات الكتاب وتقييدها بأحاديث الآحاد ص 132..) .
    يعتبر الكاتب أن منهجية الشافعي استندت على أركان ثلاثة لا تزال قائمة في آليات التفكير واصول الفقه السائدة:
    1- التأكيد على أن الحديث المرفوع إلى رسول الله هو 'الحكمة' التي ذكرها القرآن الكريم.
    2- منع نسخ السنة بالقرآن.
    3- التسوية بين حجية الكتاب وحجية السنة .. (ص 132)، وهي الأركان التي مهدت لما يسميه المؤلف المنهجية النصوصية التي أعادت تعريف العلاقة بين الكتاب والسنة.. (ص 133)..
    في قراءته لهذه الأركان، يقدم الكتاب تعريفاً جديداً للحكمة ((هي مجموعة المبادئ المحددة للرؤية القرآنية التي تجلت في ممارسات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومواقفه العملية،ص 133)) ((ونرى لذلك امتناع تحديد الحكمة بآحاد النصوص المروية عن الرسول الكريم،ص 133)) ـ أي إنه لا يلغي ربط الحكمة بالسنة النبوية، ولكنه يلغي ارتباطها بآحاد النصوص المتفرقة المجتزأة من سياقها الذي لم ينقل مع النص، ويقوي، من جهة أخرى، ارتباطها بالرؤية القرآنية.
    المساواة بين الكتاب والسنة

    أما بالنسبة لمنع نسخ السنة بالقرآن، فيقدم الكتاب رؤية شديدة التماسك، أخـــــذاً بنظر الاعتبـــــار اتفاق العلماء على أن الحــــديث هو' كلام رسول الله المنقول إلينا بالمعنى ( = ليس بالحرف الدقيـق المباشر، الامر الذي يرتهن بفهم ناقل الخبر دون ان يكون ذلك قدحا في مصداقية نقله للخبر)....وإن منع نســـخ النص النبوي بالقرآن إنكار لهيمنة الكتاب عليه وتجاهل لأولوية مرجعية الكتاب ص 136 '. كما أنه يقدم نقداً متميزاً لرؤية ابن حزم الظاهري التي تساوي بين الكتاب والسنة اعتماداً على آية {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} (النجم 3 ـ 4). فالقرآن الكريم وحده يحتمل الوصف بأنه وحي يوحى لأنه كلام الله تنزل به جبريل الأمين لفظاً ومعنى، وهو هنا لا يقدم على محاولة نسف السنة كما يفعل الهراطقة إياهم، ((أما حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام فيحتمل أوصافاً ثلاثة:
    1- وحي معنوي ألقي في روعه فأداه كما وعاه.
    2- إلهام من الله إلى الحق والصواب.
    3- اجتهاد في النوازل والأحداث تأويلاً لكتاب الله، وتطبيقاً لأحكامه ص 137..))
    أي إن لؤي صافي ليس بصدد التشكيك بحجية السنة وإمكان اعتماد الحديث لتقييد مطلق القرآن وتخصيص عامه..(( فأهمية السنة لتوضح معاني الكتاب وبيان تطبيقاته وتقييد مطلقه أمر نقره ولا نشكك فيه بل نعتقد ضلال من أراد فصل الكتاب عن السنة ص 142)) ـ ولكن ((جهدنا يتعلق بوضع العلاقة بين الكتاب والسنة موضعها الطبيعي بحيث يكون الكتاب هو الأصل الثابت وتكون السنة تابعة في مقاصدها وأحكامها لمقاصد القرآن وأحكامه)) (ص 142). ويقدم الكتاب، مثالاً على ما يمكن أن ينتج عن تخصيص آية قرآنية كريمة (آية القصاص) بحديث آحاد (له سياقه الخاص ولا نعرف تحديدا توقيت حدوثه كي نعلم ترتيب هذا الحدوث بالنسبة للآية الكريمة) مما قد يتعارض مع المبادئ القرآنية.

    منهجية القواعد القياسية

    الأمر المهم والمميز في كل ما سبق، إن لؤي صافي يتجاوز توجيه الانتقادات إلى المنهجية النصوصية التقليدية، إلى تقديم بديل حيوي وفاعل قادر على إنتاج منهجية علمية ترمي إلى (الانتقال من النظر الجزئي إلى النصوص المنفردة، إلى النظر الكلي من خلال اعتبار كافة النصوص المتعلقة بالموضوع المدروس) (ص 195)، وهذه المنهجية هي ما أسماها المؤلف (منهجية القواعد القياسية)، التي أفرد لها فصلاً من كتابه، والتي تنطلق من مقدمة تعتمد على أن ((النتيجة المتحصلة من مقدمات جزئية محتملة (= من نصوص منفردة ) هي نتيجة ظنية محتملة لا محالة، والنصوص المفردة، سواء أكانت آيات من كتاب الله تعالى أم أحاديث من سنة رسول الله تفيد الظن، وبالتالي فإن الاستدلال الذي ينبني على نظر في نص منفرد أو استدلال ضعيف ص 192)).
    منهجية القواعد القياسية هذه، التي تعتمد على رؤية النصوص القرآنية مجموعة وإيجاد قواعد مستخرجة منها، ومن ثم عرض هذه القواعد على نصوص الحديث النبوية، والتي سيتم فهمها بشكل قرآني يجعلها أكثر تماسكاً دون الانزلاق إلى مطب رفض حديثٍ ما لمجرد عدم موافقته لحكم قرآني ((نظراً لجهل السياق الكلي لكثير من الأحاديث واستحالة الجزم بكون الحديث معلوم الدلالة أو مرتبطاً بظرف أو فرد، فإذا توافقت دلالات الحديث ومعانيه مع دلالات الكتاب وأمكن حمله على البيان أو التقييد أو التخصيص، قبل الحديث بنصه. أما إذا تعارض نص الحديث ونص الكتاب وتناقضت دلالاتهما، وجب تأويل الحديث أو تخصيصه وتقييد دلالته بنص الكتاب، وأمكن في كلا الحالين القطع بأن المعنى المستنبط من نصوص الكتاب والسنة متوافقة مع مقاصد الوحي وتوجيهات الشارع (ص 204). أي إن 'منهجية القواعد القياسية' لا تعمد إلى رفض حديثٍ ما، كما يستسهل أدعياء التجديد لغرض نسف السنة كلها، ولكنها تضعها ضمن ضوابط تزيد من فاعليتها.

    آيات القتال

    الكتاب لا يكتفي بالتنظير لذلك، بل يقدم أمثلة عملية في موضوع في غاية الأهمية والحساسية، وهو موضوع القتال، يجمع كل آيات القتال، وكل أحاديث القتال (التي ستبدو متعارضة للوهلة الأولى)، ثم يطبق منهجية القواعد الأساسية، ليصل إلى مجموعة من القواعد والأحكام القرآنية التي يمكن من خلالها إعادة قراءة التعارض الظاهر مع بعض الأحاديث ـ والوصول إلى حكم متوازن ومتكامل لا يتعارض مع مجموع النصوص، بعيداً عن الانتقائية التي يمارسها كل من شاء أن يستبدل بدليل منفرد (سواء كان هؤلاء دعاة العنف الذين لا يرون غير آية القتال، أو دعاة اللاعنف الذين لا يرون غير آية اللا إكراه)..
    والحق أن (منهجية القواعد القياسية) ـ بأركانها الستة التي لا مجال للخوض فيها والتي قد تحتاج إلى المزيد من التأصيل والتمكين والتمحيص ـ هي بذرة جديدة لعلم أصول فقه معاصر وهي تحتاج حتماً إلى المزيد من الأمثلة والمقارنات لكي تنمو وتتأصل وتبرهن على مصداقيتها وتكاملها مع الرؤية القرآنية التي تشكل البنية الأساسية للعقل المسلم.
    في الوقت نفسه، فإن وجود هذه الضوابط في (منهجية القواعد القياسية) هي بمثابة الفيصل الحاد بين هذه الرؤية التجديدية، وبين رؤية أدعياء التجديد الديني الذين يمررون رؤيتهم الليبرالية تارة تحت ستار (المقاصد) المطاطة، وطوراً تحت شعار (تاريخية النص)، وتارة أخرى تحت (قراءة ألسنية ) تعيد نسف كل شيء من أجل تركيبه من جديد على حسب النموذج الغربي.
    ولو أن لؤي صافي كان من هؤلاء، لو أن كتابه كان يندرج ضمن هذه المحاولات لتنادى هؤلاء من كل مكان لإسناده والترويج له، ولجاءه الدعم من تلك المؤسسات الغربية التي لم تعد تخفي دعمها لهذه التيارات ولم تعد تكترث أصلا لأخفاء الامــر او تحديد الاشخاص الذين تدعمهم 'بالإسم'.
    لكن هذا التجــــــــديد الحقيقي، المنضبـــــط، الملتزم برؤية قرآنـــية، لا يجد من يروج له، ولا يبكي عليه.. ولذا تجده بعد عشر سنوات من صدوره، شبه مهمل، شبه منسي.. لكن هذا كله، يجب أن لا يستمر...وعسى ان يكون هذه المقال قرعا على جدار الصمت .. الصمت الاسوأ من اسوأ نقد.

  10. #10
    الصورة الرمزية راضي الضميري أديب
    تاريخ التسجيل : Feb 2007
    المشاركات : 2,891
    المواضيع : 147
    الردود : 2891
    المعدل اليومي : 0.46

    افتراضي

    الأخ العزيز خليل حلاوجي
    أشكرك على مقالتك هذه التي استفدت منها كثيرًا ، ولكن اسمح لي أنْ أعود إلى الوراء قليلاً لأوضح بعض النقاط التي دعتني لقول ما قلته في المشاركة رقم 8 والتي جاءت كرد فعل على مشاركتك رقم 6 و 7 مع كل احترامي وتقديري لفكرك ونبل غايتك والتي لا يشوبها أي غبار .
    لاحظت التعميم في الخطاب ، ولم أجد تركيزًا على فحوى الموضوع الذي بين أيدينا ، فالموضوع الذي بين أيدينا ذكرت فيه جملة من النقاط اعتبرتها مسيئة لمن يتبناها من الدعاة ، ولها خطر كبير على هذا الجيل الذي يرخي أذنيه بدون ضابط أو رقيب يصحح له جملة المعلومات التي خزنها في ذاكرته ، والتي استقاها من مصدر وحيد لا يرضى له بديلاً ، ومعلوم أيضًا - بالنسبة لي على الأقل وعلى حسب مشاهداتي وتقييمي للوضع – أنّ النّاس باتوا يميلون لكل ما هو سهل ومريح ، بخصوص الإفتاء والعبادات المفروضة عليهم ، ويتقبلون بكل صدر رحب كل معلومة لا تحملهم نتيجة تراخيهم وتغاضيهم عن القيام بواجباتهم وكما فرضت عليهم ، أي بمعنى كل معلومة لا ترتب عليهم أي تغيير في القول والفعل ، فهم يريدون الجنة بثمن بخس ، ويستمعون لمن يقدم لهم هذا المعلومات المغلوطة ؛ فيبدو صاحبها – أي الداعية – وكأنه في سباق مع الزمن لكسب الأتباع وحتى لو بدت فتواه ودعواه أقرب إلى صكوك الغفران منها إلى النصوص الثابتة والمفروضة وما جاء به الكتاب والسنة .
    أن نرفض من يدعونا للغد ؛ فهذه مسألة مطروحة للبحث ، ولكن بدليل يثبت أنّ من يدعونا يحمل بين يديه منهجًا صحيحًا ، ولكي نثبت ذلك ؛ فعلنا أن نعرض ما يقوله على الكتاب والسنة وما قاله أهل العلم ؛ بشرط أن يتوافق ما قالوه مع المصدر الذي استقوا منه المعلومات ، لكن أنْ نرفض وبشكل عام من يدعونا وحتى قبل أنْ نستمع إليه ، فهذا فيه تجني واضح على العلم وأهله ، وهو مرفوض ، وهذا هو حالنا اليوم ، نرفض ولا نستمع ، وإذا استمعنا ولم يوافق هوانا ما سمعناه تأخذنا العزة بالإثم ، فنرفض ونتكبر ويعمينا الجهل والتعصب ، ولعلّك لاحظت ذلك في مكان آخر، رغم أنني استغربت - وأنت أخ عزيز – دعوتك لي في أحد الأماكن لمتابعة حوار فيه كل ما ذكرته سابقًا ، إلى جانب غياب الطرف الآخر وما يحمله - ثقافة وفكرًا ومنهجًا - وأنا هنا لا أقول أنني عالم أو طالب علم ، ولكن " لست بالخب ولا الخب يخدعني " في أمور ديني تحديدًا ، ورغم كل ما نفعله وما نرتكبه من أخطاء يومية ، فلا عصمة لبشر ؛ ونحن بشر نصيب وتخطئ ، ولكن أن نصيب ونخطئ ونضع أنفسنا في زاوية مغلقة وبهذه الحجة ، فهذا ليس من الدين في شيء ، لذلك كنت حريصًا على توضيح النقاط وبدليل هنا أو في أي مكان آخر ، فلا قول بدون دليل هذا هو منهجي ، لذلك عندما أستمع إلى داعية مثلاً وفي دعوته ضلال ؛ هنا يجب أن نتوقف ، وقبل أن نقرأ القرآن ونرجو الشفاء منه ، يجب علينا أن نتصدى لهذا الخلل الواضح في منهج من يدعو أيًا كان ، نصحح الخلل وما هو معلوم من الدين بالضرورة ، ومن ثمّ نلتفت إلى الخطاب العلمي الجديد وكمثال ما هو مطروح الآن بين أيدينا ، وما لفت انتباهي وجعلني أكتب هذا المقال الذي بين أيدينا ؛ هي تلك الجرأة على الله والتي قال بها أحد الدعاة – وأمام مريديه وأتباعه وعلنًا ، والمستمدة حرفيًا من كتاب قرأته قبل عشرين عامًا تقريبًا ، والتي تتعلق بإبليس تحديدًا ، ولا أريد هنا أن أذكر عنوان الكتاب لكون صاحبه ملحد ، وهو عمومًا ينقد الفكر الديني ويجتثه من الأساس بناءَ على دعواه المضلة ، والداعية القائل بها هو من الذين تصدروا للدعوة والعلم في معظم الفضائيات .
    ما أود أن أقوله ؛ هو أن نكون واضحين في تعاملنا وفي مضمون خطابنا ، وفي دعوتنا إلى ما ندعو إليه ، مستخدمين جملة من الوسائل من بينها ضرب الأمثلة لتوضيح وجهة نظرنا ، وفي ضرب أمثلتنا على ما نريد قوله نستطيع أن نبرهن وبشكل علمي ما نريد قوله ، ونستطيع من خلالها أن نقرَّب المعلومة إلى الذهن قدر المستطاع ، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه " إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا " البقرة آية 26 وقد ضرب لنا الله سبحانه وتعالى أمثلة كثيرة في القرآن الكريم ؛ منها قوله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُِ " الحج آية 73 وهكذا نتعلم ونستفيد ونبرز منهجنا بالدليل العلمي والمقنع .
    الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ليست أمرًا سهلاً وهينًا يتصدى له كل عابر سبيل أو مقيم ، أو مدّعي أو غير ذلك ، إنها دعوة محفوفة بالمخاطر لمن لا يحسن القيام بها ، وصاحبها لا يعذر لجهله إن أصر على رأيه ولم يراجع نفسه .
    بالنسبة للمقال الذي أدرجته في مشاركتك السابقة ، فأنا حقيقة لم أقرأ كتاب لؤي صافي ولم يتسنى لي العثور عليه ، لكنني قرأت ما كتبه الدكتور أحمد العمري ، وقرأت من قبلها ما نشر له هنا من مقالات ، وفي غير موقع وهذا بفضل الله أولاً و آخرًا ، ومن ثمّ بفضلك لكونك عرفتنا عليه ، ولا أخفيك فهو رجل لديه علم وفكر نسأل الله أن ينفعه به في الدنيا والآخرة .
    وقد صدق فيما قاله في مقدمته عن الكتاب ؛ أي كتاب يكون لصاحبه وجه نظر تخالف الآراء السابقة ، والتي تخالف منهج من ينتمون إلى الحزبية والشللية ، رغم التعميم الذي أطلقه حين ذكر كلمة " نخب " والتي يفهم منها أنّ النخب هي التي تسيطر الآن وهذا يعني أننا نعيش في حالة موت سريري ، لأنها ترفض التجديد بالمطلق فهذا يحتاج إلى تفصيل لا مكان له الآن ، لذلك ربما يحق لي أنْ أتساءل لماذا لم يعلق عليه الدكتور أحمد فور نزوله إلى الأسواق ما دامت تلك النخب تغاضت عن التعامل مع هذا الكتاب بشكل إيجابي ، وقوبل بشكل سلبي تمامًا، وهل كل كتاب ينشر سيعرف به القاصي والداني ؟
    بالنسبة للكتاب أخي الفاضل : فنحن نفهم من تقديمه – والعهدة على الناقل – أنه يتعرض بالنقد لمنهج التفكير عند بعض العلماء ومنهم على سبيل المثال الغزالي ، وحتى أكون صريحًا معك فأنا لم أطّلع على كتابه المذكور " 'المستصفى من علم الأصول " وهذا ما يعني تخصص صاحب الكتاب في الفقه المعاصر - لأن الفقه له أصوله وآلياته وليس كل واحد لديه القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو غير ذلك - ، وربما يطالع الإنسان بعض كتاباته الأخرى - أي الغزالي- مثل إحياء علوم الدين أو أصناف المغرورين ، لكن هذا الأمر الذي بين أيدينا يحتاج إلى تخصص ، علمًا أنّ الغزالي لم ينجو من نقد العلمانيين ولا حتى من نقد الإسلاميين ، فثمة أناس يجهلونه ويتهمونه بالانحراف في المنهج والعقيدة ، ولست أقول أن صاحب الكتاب يقول ذلك ، إنما أحاول أن أبين أن ظروف الزمان تختلف وتتغير ، والعلوم والنظرة إليها تتغير من زمن لآخر . وفي هذا الملخص السريع عن الكتاب نلاحظ أنه تعرض لمسألة الآحاد في الحديث ، وهذه مسألة فيها أقوال للعلماء ولا يمكن الجزم بصحة ما جاء به – أي السيد لؤي- إلا بعد قراءته ، و ينتقد أيضًا نظرية ابن حزم الذي ساوى بين الكتاب والسنة ، وحيث أنه لا ينكر أهمية السنة ويعتقد بضلال من يقول بذلك ، إلا أنه يقدم وجهة نظر تقول بوضع الكتاب أولاً ومن ثمّ تكون السنة تابعة لها ، وهذا الأمر لا يمكن الحكم عليه إلا من خلال مطالعة الكتاب أيضًا ، لكي نفهم نظريته حول هذا الأمر ، علمًا أنّ السنة – بنظر جمع من العلماء وهذا ما أؤيده – هي صنو القرآن ، لا فصل ولا تباين ولا أولوية للكتاب على السنة فكلها وحي ، لكن قد نكون مخطئين والله تعالى أعلم ، ورغم أنه يقول أنه يريد وضع السنة ضمن ضوابط لزيادة فاعليتها، إلا أن هذا الأمر لا يمكن الحكم عليه إلا بعد أن يقرأ الكتاب قراءة متأنية وواعية ، لأن منهجية القواعد القياسية لا يمكن التسليم بها من دون دراستها وفهم المقصود منها ، وبدلائل لا تقبل الشك ، وهذا برأيي يحتاج إلى علم وتخصص ، وقد يفهم من قِبَل المطّلعين على هذه الأمور ، ولكن في النهاية لا بد من قراءة الكتاب ، والعرض الذي قدمه الدكتور أحمد العمري مشوق ويفهم منه أنّ صاحب الكتاب قد أحدث ثورة جديدة في عالم الفقه المعاصر ، وأعطى للعقل مكانة لم تكن موجودة وربما – مرفوضة - فيما مضى .
    أتفق مع الدكتور العمري بل وأشكره – ومن قبله أنت أخي العزيز خليل – على خاتمته الرائعة ؛ والتي تقول أنّ صاحب الكتاب لو كان من فئة أصحاب التجديد الديني الغير منضبط – على اعتبار أن صاحب الكتاب يقدم رؤية تجديدية منضبطة حسب قناعته التي لا نستطيع أن نحكم عليها الآن – لأصبح له شأن وأي شأن ، ولوجد الدعم الكافي من كل الجهات ، وربما هذا الأمر يشجع على قراءة الكتاب المذكور ؛ لأننا وبعد أن طالعنا مؤخرًا تلك النشرة – استطلاع رأي لمجلة فورين بوليسي الأمريكية - اكتشفنا أنها جعلت من أجهل الدعاة "المسلمين " بدينه وربما الأنشط والأكثر في بدعه ؛ من بين أبرز مائة مثقف ناشط في العالم ؛ وهذا هو الانحطاط الثقافي والفكري بعينه ؛ وهذا ما يدعونا لمزيد من التعلم والقراءة في محاولة لفهم واستيعاب ما يقوله الآخرين .
    شكرًا لك أخي خليل حلاوجي وبارك الله فيك.
    تقديري واحترامي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. باركوا معنا لأخينا هشام عزاس زفافه الميمون
    بواسطة سالم العلوي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 47
    آخر مشاركة: 18-04-2010, 05:55 PM
  2. باركوا لأخيكم هشام عزاس خطبته
    بواسطة راضي الضميري في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 93
    آخر مشاركة: 27-08-2009, 01:16 AM
  3. ظاهرة الروائيين الجدد
    بواسطة عبد الواحد الأنصاري في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 14-04-2007, 07:22 PM
  4. كيف نتعامل مع الإشاعة
    بواسطة بن عمر غاني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-12-2005, 11:51 AM