في ذاك الجانب !

نادرا ما تظهر علينا النصوص الكلاسيكية بعمق الدلالة وسلاسة المدلول
وهنا البذخ فاض من حيز الصفحة
ما اجمل الوطن هنا وما أروع الصور التي ظهر بها الوطن وكؤوس الوجع الصارخة في وداعة على رمال الصحراء كأن الحروف هنا تمسح الكثبان الرملية بوشاح في مهب النسيم
دمت اخي الشاعر عمار حجاج

في ذاك الجانب !

بين الأطلال مسيرتُه في وادِ أفاعٍ وعقاربْ يخطو ويُحاذرُ من رملٍ مُفترسٍ يلتهمُ الرّاكبْ والشّمسُ بسوطٍ من لهبٍ تجلدُ شِبهَ الوعي الغائبْ البدوُ الرُّحَّلُ .. يلمحهُم ويخرُّ على الرَّمل اللاَّهبْ بكيانٍ مُمتقعٍ يهوي في بحر اللاّوعي الشّاحبْ فاتنةٌ ، تسقيه شراباً وبه ثلجُ حيــــاةٍ ذائبْ تَهمِسُ : يالك من مجنونٍ هل أنت بعقلك يا صاحبْ ؟ ماذا تفعلُ خلف المنفى ؟ وإلى أين ؟ ومِمَّن هاربْ ؟ قال : أنا وطنٌ مسلوبٌ وحياتي مِشوارُ عجائبْ أركبُ أخطرَ مُنحنياتٍ وأغوصُ إلى عُمق مصاعبْ أنتفضُ لحقٍّ مُغتَصَبٍ وأُسفّـهُ جَبروتَ الغاصِبْ مَن خَرّبَ أعشاشَ طُيوري ليُقيمَ له وكرَ ثعالبْ واقتلعَ جُذوري وعُروقي مِن أحشاء الطّين الغاضبْ بيديّ أقاومُ سطوته مهما انغرستْ فِيّ مخالِبْ مهما انطفأتْ فِيّ شُموعٌ مهما احترقتْ فيّ مراكبْ فسمائي تُمطرُ ثُوّاراً وبغيمي مُليونُ مُحاربْ أبحثُ عن حسناءَ اختُطِفتْ وبهذي الحسناء أُطالبْ عَبَرتْ صرختها ودياناً وجبالاً مُدُناً ومَضارِبْ انهمرتْ في القلب أنيناً مكتوماً فهرعتُ أجاوبْ هَمَستْ : فالّليلةََ واعدني بعد زوال القُرص الغاربْ وتخفّـى عن عين المنفى والحقْ بي في ذاك الجانبْ فتلفّـعَ كُوفيّـةَ ليلٍ وعباءةَ جَوّالٍ راهبْ واجتاز طريقاً مُـلتويـاً في صمت الصّحراء الصّاخبْ قالتْ : يا عابرُ أنقذني قلبانا في ذات القارِبْ قافلتي قُطّاعُ طَــريقٍ وأنا في يدهـم كالقالِبْ البدوُ قطيعُ جواسيسٍ معهم سُيّاحٌ وأجانبْ !! خطفوني نهبوا أمتعتي تركوني من غير حقائبْ كُنتُ فراشةَ أجمل وادٍ في جنّة زهرٍ ومَلاعِبْ أنثرُ ألواناً وبهاءً وشذىً وعبيراً ومواهبْ داسوا أزهاري وحُقولي لفّـوني بشباك عناكبْ إنّي بغدادُ وما مثلي في الدّنيا من ذاق مَصائبْ قال لها : بل أنتِ عُيوني بل أنت البُؤبؤُ والحاجبْ عنكِ قلبتُ الدُّنيا بحثاً وسألتُ نجوماً وكواكبْ أرجوكِ ابتسمي غانيتي ستزولُ عن القلب نوائبْ وسيُثمرُ نخلٌ وفُراتٌ وتعودُ إلى الشّطّ قواربْ وتفيضُ الأجواءُ طُيوراً وتَموجُ الصّحراءُ أرانبْ فالنّصرُ أراهُ بجانبنا في صَفّ الإيمان يُحاربْ .. صوب المجهول قد انطلقا يدفعهم أملٌ مُتواثبْ

في ذاك الجانب !

بين الأطلال مسيرتُه في وادِ أفاعٍ وعقاربْ يخطو ويُحاذرُ من رملٍ مُفترسٍ يلتهمُ الرّاكبْ والشّمسُ بسوطٍ من لهبٍ تجلدُ شِبهَ الوعي الغائبْ البدوُ الرُّحَّلُ .. يلمحهُم ويخرُّ على الرَّمل اللاَّهبْ بكيانٍ مُمتقعٍ يهوي في بحر اللاّوعي الشّاحبْ فاتنةٌ ، تسقيه شراباً وبه ثلجُ حيــــاةٍ ذائبْ تَهمِسُ : يالك من مجنونٍ هل أنت بعقلك يا صاحبْ ؟ ماذا تفعلُ خلف المنفى ؟ وإلى أين ؟ ومِمَّن هاربْ ؟ قال : أنا وطنٌ مسلوبٌ وحياتي مِشوارُ عجائبْ أركبُ أخطرَ مُنحنياتٍ وأغوصُ إلى عُمق مصاعبْ أنتفضُ لحقٍّ مُغتَصَبٍ وأُسفّـهُ جَبروتَ الغاصِبْ مَن خَرّبَ أعشاشَ طُيوري ليُقيمَ له وكرَ ثعالبْ واقتلعَ جُذوري وعُروقي مِن أحشاء الطّين الغاضبْ بيديّ أقاومُ سطوته مهما انغرستْ فِيّ مخالِبْ مهما انطفأتْ فِيّ شُموعٌ مهما احترقتْ فيّ مراكبْ فسمائي تُمطرُ ثُوّاراً وبغيمي مُليونُ مُحاربْ أبحثُ عن حسناءَ اختُطِفتْ وبهذي الحسناء أُطالبْ عَبَرتْ صرختها ودياناً وجبالاً مُدُناً ومَضارِبْ انهمرتْ في القلب أنيناً مكتوماً فهرعتُ أجاوبْ هَمَستْ : فالّليلةََ واعدني بعد زوال القُرص الغاربْ وتخفّـى عن عين المنفى والحقْ بي في ذاك الجانبْ فتلفّـعَ كُوفيّـةَ ليلٍ وعباءةَ جَوّالٍ راهبْ واجتاز طريقاً مُـلتويـاً في صمت الصّحراء الصّاخبْ قالتْ : يا عابرُ أنقذني قلبانا في ذات القارِبْ قافلتي قُطّاعُ طَــريقٍ وأنا في يدهـم كالقالِبْ البدوُ قطيعُ جواسيسٍ معهم سُيّاحٌ وأجانبْ !! خطفوني نهبوا أمتعتي تركوني من غير حقائبْ كُنتُ فراشةَ أجمل وادٍ في جنّة زهرٍ ومَلاعِبْ أنثرُ ألواناً وبهاءً وشذىً وعبيراً ومواهبْ داسوا أزهاري وحُقولي لفّـوني بشباك عناكبْ إنّي بغدادُ وما مثلي في الدّنيا من ذاق مَصائبْ قال لها : بل أنتِ عُيوني بل أنت البُؤبؤُ والحاجبْ عنكِ قلبتُ الدُّنيا بحثاً وسألتُ نجوماً وكواكبْ أرجوكِ ابتسمي غانيتي ستزولُ عن القلب نوائبْ وسيُثمرُ نخلٌ وفُراتٌ وتعودُ إلى الشّطّ قواربْ وتفيضُ الأجواءُ طُيوراً وتَموجُ الصّحراءُ أرانبْ فالنّصرُ أراهُ بجانبنا في صَفّ الإيمان يُحاربْ .. صوب المجهول قد انطلقا يدفعهم أملٌ مُتواثبْ

جميلة وأكثر أخي عمار

أخى الشاعر المبدع
عمار حجاج
نص باذخ
تحياتى لهذا الفيض الشعرى
تقديرى
وائل القويسنى

أخي الشاعر الرائع
وائل القويسني

أشكرك على مرور مُزهرٍ وعابق
أُعذرني على تأخر ردي
سلمت لأخيك

الابداع ليس بجديد عليك
نص جميل وكلماته اجمل تركت فى قلبى بصمة
تقبل تحياتى

أهلا بك حلا اللازود

شكراً لمرورٍ كالنسيم
مودّتي وتقديري

نادرا ما تظهر علينا النصوص الكلاسيكية بعمق الدلالة وسلاسة المدلول
وهنا البذخ فاض من حيز الصفحة
ما اجمل الوطن هنا وما أروع الصور التي ظهر بها الوطن وكؤوس الوجع الصارخة في وداعة على رمال الصحراء كأن الحروف هنا تمسح الكثبان الرملية بوشاح في مهب النسيم
دمت اخي الشاعر عمار حجاج

الكريمة شريفة العلوي
بُوركتِ على قراءةٍ واعية وأنيقة
لمرورٍ كما مرورك قلبي يطرب ويسعد
دُمت بخير

جميلة وأكثر أخي عمار

أخي الحبيب خميس

لمن دواعي الحبور أن مررت عليها
أرجو أن تكون بخير حال
محبّتي العميقة

نص جميل ومعبر على جرس خببي.

لا فض فوك!


وأهلا ومرحبا بك دوما في أفياء واحة الخير.


تحياتي